الولايات المتحدة وروسيا تريدان الهند

اتصال بين الرئيس الأميركي بايدن ورئيس الوزراء الهندي مودي
اتصال بين الرئيس الأميركي بايدن ورئيس الوزراء الهندي مودي Copyright AP Photo/Carolyn Kaster
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في مؤشرات تعكس التنافس الأميركي الروسي للحصول على دعم نيودلهي، تزامنت عملياً زيارة أحد كبار مستشاري جو بايدن إلى نيودلهي مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. ولكن حتى الآن، لا تقارب بين الموقفين الأميركي والهندي بشأن الحرب في أوكرانيا.

اعلان

أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الإثنين محادثات "صريحة" عبر الفيديو، لم تنجح على ما يبدو في تقريب مواقف البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا والتي تزعزع استقرار العلاقة بينهما.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين إثر اجتماع في واشنطن حضره نظيره الهندي ووزيرا دفاع البلدين وأعقب القمة الافتراضية بين بايدن ومودي إنّه "من المهمّ أن تحضّ كلّ الدول، وبخاصة تلك التي تتمتّع بتأثير" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "على إنهاء الحرب".

وأضاف "من المهمّ أيضاً أن تتحدّث الديموقراطيات (...) بصوت واحد للدفاع عن القيم التي نتشاركها".

وأشاد الرئيس الأميركي في بداية الاجتماع الافتراضي بـ"العلاقة العميقة" بين البلدين وأعرب عن رغبته في "مواصلة المشاورات الوثيقة" في ظل الحرب في أوكرانيا.

"الهند تدعم محادثات السلام"

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الهندي الوضع في أوكرانيا بأنه "مقلق للغاية"، مشيراً إلى أن الهند تدعم المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا التي تنظر لها واشنطن بكثير من التشاؤم.

وعقب الاجتماع الوزاري عقد وزير الخارجية الهندي إس. جايشانكار مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع بلينكن ردّ فيه بانزعاج واضح على صحافية سألته عن سبب عدم إدانة بلاده للغزو الروسي لأوكرانيا، قائلاً "شكراً لك على نصيحتك واقتراحك، لكنّي أفضّل أن أفعل ذلك على طريقتي".

وبعد أن قال البيت الأبيض إنّ بايدن حذّر مودي من أنّه لن يكون "من مصلحة الهند تسريع" وتيرة مشترياتها من صادرات الطاقة الروسية - وهو أمر من شأنه أن يعوّض جزئياً الانخفاض في المشتريات الغربية من هذه الصادرات- اتّسم ردّ وزير الخارجية الهندي بنبرة حادّة للغاية.

وقال الوزير للصحافيين إنّ "مشترياتنا خلال شهر بأكمله ربّما تكون أقلّ مما تشتريه أوروبا عصر يوم واحد".

وكانت مسؤولة كبيرة في البيت الأبيض قالت إنّ بايدن ومودي أجريا محادثة "دافئة" و"صريحة" استمرت نحو ساعة، والعبارة الأخيرة التي استخدمتها المسؤولة مرّات عدة تعكس في العُرف الدبلوماسي قدراً من التوتر.

وأكّدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن واشنطن مستعدة لـ"مساعدة" الهند على "تنويع" مصادر الطاقة.

"حرج أميركي"

يخشى الأميركيون من أن تساعد الهند روسيا من خلال تعويض بعض خسائرها الناتجة عن العقوبات الغربية المفروضة على خلفية غزوها أوكرانيا والتي شملت إنهاء أو تقليص واردات الغاز والنفط والفحم الروسي.

وتريد إدارة بايدن تعزيز التحالفات الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة الصين، لاسيما إعادة إطلاق ما يسمى تحالف كواد الرباعي بين الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان، وهي محرَجة بسبب موقف نيودلهي منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

وعلى خلفية العلاقات الثنائية الوثيقة الموروثة من فترة الحرب الباردة، تصف حكومة ناريندرا مودي موسكو بأنها "ركيزة أساسية" لسياستها الخارجية بسبب "الشراكة الاستراتيجية" بينها لضمان أمنها القومي.

أسلحة روسية

لا تزال روسيا المورد الرئيسي للأسلحة للهند، لكنّ نيودلهي تستورد منها أيضا النفط والأسمدة والماس الخام. في المقابل، تصدّر الهند إلى السوق الروسية منتجات صيدلانية والشاي والقهوة.

وتدرك الإدارة الأميركية جيداً اعتماد الهند على روسيا في الميدان العسكري، لذلك تعلم واشنطن أنه لا يمكنها توجيه انتقادات علنيّة حادة لحليفها الآسيوي المهم.

ونتيجة لذلك، فإنّها بعد التأكيد في بداية الحرب على ضرورة أن تتّخذ كلّ الدول موقفاً واضحاً من النزاع، أبدت الحكومة الأميركية تفهماً حذراً للهند، رغم أنها رفعت نبرتها بوضوح تجاه الصين.

وقال بلينكن تعليقاً على هذه المسألة إنّه "على الهند أن تتّخذ قراراتها الخاصة في مواجهة هذا التحدّي"، من دون أن ينتقد نيودلهي بشكل مباشر. لا بل إنّ الوزير الأميركي ذكّر بأنّ الحكومة الهندية "أدانت قتل المدنيين" في أوكرانيا و"قدّمت مساعدات إنسانية كبيرة".

ومن هنا يبدو أنّ الإستراتيجية الأميركية تهدف إلى تعزيز إبراز علامات الصداقة لمنع الهند من الانزلاق تدريجياً إلى المعسكر المقابل.

اعلان

وفي مؤشرات تعكس التنافس الأميركي الروسي للحصول على دعم نيودلهي، تزامنت عملياً الزيارة الأخيرة إلى العاصمة الهندية لأحد كبار مستشاري جو بايدن الأمنيين داليب سينغ، مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أشاد بما اعتبره مقاربة الهند المتوازنة إزاء الحرب في أوكرانيا.

وتبذل الولايات المتحدة جهودا لإقناع الهند بأن الرهان على روسيا سيؤدي في النهاية إلى إضعافها ضد الصين التي يثير نفوذها المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قلق واشنطن ونيودلهي.

المصادر الإضافية • وكالات

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

راموس يريد مواصلة اللعب لأربع أو خمس سنوات إضافية رغم الإصابات

رئيسة المفوضية الأوروبية ليورونيوز: رأيت "كوابيس" الحرب في أوكرانيا

ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا