زيلينسكي: سيطرة الروس على محطة تشيرنوبل وضعت العالم على "شفير كارثة"

جندي أوكراني يقف قرب محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في أوكرانيا. 2022/04/16
جندي أوكراني يقف قرب محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في أوكرانيا. 2022/04/16 Copyright ايفريم لوكاتسكي/أ ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

وفيما تتسبب الحرب في أوكرانيا بتوترات غير مسبوقة بين روسيا والدول الغربية، قال وزير الدفاع الأمريكي إن واشنطن وحلفاؤها سيجتمعون شهرياً لمساعدة أوكرانيا عسكرياً، والتركيز على كسب معركة اليوم والمعارك المقبلة، بعدما لوح وزير الخارجية الروسي باحتمال توسع نطاق الحرب وتحولها إلى نزاع عالمي.

اعلان

أضحى العالم يخشى وقوع كارثة نووية، مذ سيطرت القوات الروسية على محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، يقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفيما يستمر دعم كييف عسكريا بالمعدات، استهل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن محادثات دفاعية مع أكثر من 40 دولة يوم الثلاثاء في قاعدة رامشتاين في ألمانيا، بالتعبير عن ثقته في أن أوكرانيا يمكن أن تنتصر على روسيا في الصراع المستمر منذ شهرين، وقال إن واشنطن وحلفاؤها سيجتمعون شهرياً لمساعدة أوكرانيا عسكرياً، والتركيز على كسب معركة اليوم والمعارك المقبلة.

وفيما تتسبب الحرب في أوكرانيا بتوترات غير مسبوقة بين روسيا والدول الغربية، لوح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف قبل ذلك بساعات باحتمال توسع نطاق الحرب وتحولها إلى نزاع عالمي، محذرا من خطر "حقيقي" لنشوب حرب عالمية ثالثة.

"هل يهددوننا؟"

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء، إنّ سيطرة القوات الروسية على محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في المرحلة الأولى من غزوها لأوكرانيا دفعت العالم نحو "شفير كارثة".

وصرّح زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي قائلا: "كان العالم مجدّداً على شفير كارثة" لأن روسيا تعاملت مع منطقة تشيرنوبل "كأنّها ساحة معركة عادية، منطقة لم تحاول فيها القوات الروسية حتّى إيلاء اهتمام بالأمن النووي". من جهته قال غروسي إنّ وظيفته تتمثّل في ضمان "ألا تتفاقم مأساة الحرب بسبب وقوع حادث نووي".

وقال زيلينسكي إنّ روسيا أطلقت صواريخ على أوكرانيا مباشرة فوق محطات الطاقة النووية الأوكرانية. وتساءل "هل يهدّدوننا؟". وتابع أنه بعد رؤية الطريقة التي تصرّفت بها القوات الروسية داخل منطقة تشيرنوبل وحول محطة الطاقة النووية في زابوروجيا "لا يمكن لأيّ شخص في العالم أن يشعر بالأمان".

"نضال من أجل الحرية"

ورأى الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي أن الانتصار الأوكراني هو مسألة وقت فقط. وأكد مساء الاثنين "بفضل شجاعتكم وحكمة المدافعين عنا، بفضل شجاعة الأوكرانيين والأوكرانيات كافة، يشكل بلدنا رمزا فعليا للنضال من أجل الحرية".

وأفاد مصدر حكومي ألماني الثلاثاء أن ألمانيا ستسمح بتزويد أوكرانيا بدبابات. وكانت الولايات المتحدة أعلنت الاثنين مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 700 مليون دولار ليرتفع إجمالي مساعدتها إلى 3,4 مليارات.

وبات الأمريكيون يزودون كييف بأسلحة ثقيلة لصد القوات الروسية التي تركز جهودها على شرق أوكرانيا وجنوبها بعدما فشلت في السيطرة على كييف.

وقال أوستن "نريد إنهاك روسيا إلى درجة لا تتمكن فيها من الإقدام على خطوات مثل غزو أوكرانيا". ولم تصدر موسكو أي حصيلة منذ 25 آذار/مارس عندما أكدت أنها خسرت 1351 من جنودها.

وأشار الجيش الروسي إلى أنه ضرب حوالى مئة هدف الاثنين في أوكرانيا ولا سيما منشآت للسكك الحديد في وسط البلاد.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية من جهتها إن الجيش الروسي يستمر في تعزيز دفاعاته الجوية وتعويض الخسائر المرتبطة بالهجوم السابق وبقصف البنى التحتية.

وأكد المصدر نفسه أن الجيش الروسي يحشد قواته في جنوب البلاد ويحاول التقدم باتجاه زابوريجيا (شرق) لكنه تكبد خسائر ولم يصل إليها.

وتؤكد روسيا أنها تريد السيطرة على كامل منطقة دونباس وهي حوض صناعي كبير في شرق أوكرانيا يسيطر انفصاليون موالون لموسكو على اجزاء منها منذ العام 2014 والهيمنة على كامل جنوب البلاد الذي يشهد معارك يومية.

استمرار قصف ازوفستال

في مدينة ماريبول الساحلية الاستراتيجية في أقصى جنوب دونباس التي يسيطر عليها الروس بشكل شبه كامل وحيث لا يزال بحسب كييف نحو مئة ألف مدني عالق، بدا الوضع في طريق مسدود.

وتواصل القوات الروسية قصف مجمع ازوفستال لصناعات الفولاذ الذي يتحصن فيه آخر المقاتلين الأوكرانيين مع نحو ألف مدني على ما يقولون، على ما أكد القائد العسكري الأوكراني لمنطقة دونتيسك بافلو كيريلينكو عبر فيسبوك.

وأوضح "عمليات القصف مستمرة بالمدفعية الثقيلة والطيران. نعتمد فقط على قوتنا الخاصة".

اعلان

وفي بقية أرجاء منطقة دونباس، أكد الجيش الأوكراني أنه صد سلسلة من الهجمات الروسية في دونيتسك ولوغانسك حيث تتعرض بلدات كثيرة مثل روبيجنه لقصف يومي.

واتهمت موسكو كييف بمنع المدنيين من مغادرة أزوفستال لكن اوكرانيا أكدت أن أي اتفاق حول إقامة ممرات إنسانية يسمح لهم بالخروج، لم يبرم مع روسيا.

النوم في ملاجئ

وتواصلت المعارك أيضا في خاركيف ثاني مدن أوكرانيا في شمال شرق البلاد. ويضطر القصف اليومي المدنيين في الأحياء المستهدفة إلى النوم في الطوابق السفلية منذ أسابيع.

وقال أليكس (14 عاما) الذين ينام مع عائلته في مراب تحت الأرض لوكالة فرانس برس "كان الأمر مرعبا في الأسبوع الأول ومن ثم اعتدنا". وتابع قائلا "خلال الأسبوع أعود في الصباح إلى منزلي لاتمام واجباتي المدرسية ومن ثم أعود إلى هنا لتناول الغداء وممارسة ألعاب عبر الهاتف".

اعلان

غوتيريش في موسكو

يزور الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش موسكو الثلاثاء بعدما توجه الاثنين إلى تركيا التي تحاول لعب دور الوسيط في هذا النزاع. وينتظر أن ينتقل بعد ذلك إلى كييف.

ويجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء محادثات هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان على ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفستي" نقلا عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف.

وتسعى انقرة راهنا إلى عقد قمة في اسطنبول بين بوتين وزيلينسكي مع أن المسؤولين الأتراك يقرون بأن فرص ذلك لا تزال ضئيلة.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف النية بمواصلة المفاوضات مع أوكرانيا لكنه اتهم زيلينسكي ب"التظاهر" بالتفاوض مع موسكو.

اعلان

وأضاف "إنه ممثل بارع (..) فإذا ما نظرنا بتمعن وقرأنا بتمعن ما يقوله نرى أن ثمة ألف تناقض تقريبا".

ومضى يقول "لكننا نواصل التفاوض مع الفريق" الأوكراني و"ستتواصل هذه الاتصالات".

وأتى النزاع على التعاون بين روسيا والدول الغربية التي تستمر في اتخاذ إجراءات متبادلة بطرد دبلوماسيين. وأعلنت موسكو الاثنين طرد 40 دبلوماسيا ألمانيا في إجراء رد على تدبير مماثل اتخذته برلين قبل فترة قصيرة.

وأعلنت بريطانيا إلغاء كل الرسوم الجمركية على المنتجات الأوكرانية ومنع تصدير بعض التكنولوجيات الحساسة إلى روسيا، بهدف مساعدة أوكرانيا على مواجهة الغزو الروسي.

تفجيرات في منطقة مولدافية انفصالية

حذّرت الولايات المتحدة من محاولات "لتصعيد التوتر" بعد سلسلة من التفجيرات وقعت في منطقة ترانسدنيستريا المولدافية الانفصالية الموالية لروسيا والمجاورة لأوكرانيا.

اعلان

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أمام صحافيين: "ما زلنا نشعر بالقلق إزاء أيّ محاولة محتملة لتصعيد التوتر"، دون تحميل موسكو المسؤولية عن التفجيرات كما فعلت كييف.

viber

وأعلنت مولدافيا الثلاثاء إجراءات لتعزيز أمنها بعد سلسلة انفجارات وقعت في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية المدعومة من موسكو، ما أثار مخاوف من امتداد الصراع الدائر حالياً في أوكرانيا إليها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

قتلى في إطلاق نار داخل روضة أطفال في وسط روسيا

روسيا تطرد 40 دبلوماسيا ألمانيّا ردا على إجراء مماثل اتخذته برلين

كيف نجحت روسيا في اختراق اجتماع لكبار الضباط حول أوكرانيا؟.. وزير الدفاع الألماني يجيب