وصلة تعذيب وإذلال.. اعتداء وحشي على عمال لبنانيين وسوريين يثير سخطا واسعا

العلم اللبناني وهو ممزق
العلم اللبناني وهو ممزق Copyright أ ف ب
بقلم:  Mariam Chehab
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري علق على واقعة التعذيب قائلا: "ما شاهدناه في مجدل العاقورة بحق أبناء عكار والأخوة السوريين أشبه بأفعال "داعش"

اعلان

 انتشرت في لبنان قبل يومين مشاهد مصورة توثق لحظة اعتداء صاحب مزرعة على مجموعة من العمال السوريين واللبنانيين، مشاهد تقشعر لها الأبدان  وتعيدنا إلى صور التعذيب في سجن أبو غريب أيام الغزو الأميركي للعراق. 

عمال جارت عليهم ظروف الحياة القاسية إما فقرا أو نزوحا أو الاثنان معا فوجدوا أنفسهم وحبات البطاطا النيئة في أفواههم وسياط على أجسادهم العارية قبل أن تبدأ رحلة تعذيبهم وسوء المعاملة وكأن هذا كله لم يكف، تم تصوير المشاهد المروعة حتى تسربت على مواقع التواصل الاجتماعي ليفيق اللبنانيون على فظاعة ما جرى في منطقة مجدل العاقورة في محافظة جبل لبنان

وبحسب وسائل إعلام محلية، اتهم صاحب مزرعة ويدعى شربل طربي (30 عاما) الضحايا بسرقة مبالغ مالية ومقتنيات شخصية مثل ساعة يد ونظارة شمسية، قبل أن يستدعي مجموعة من الشبان شاركوه في فعلته .. إلا أن العمال أكدوا أنهم لم يسرقوا شيئا..

وفور انتشار المقاطع المصورة، أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني بياناً جاء فيه: "بتاريخ 20 يونيو 2022 ادعى أحد الأشخاص أمام مخفر العاقورة بأن عدداً من العاملين لديه سرقوا مبلغاً وقدره مئة مليون ليرة لبنانية وبناء لاشارة القضاء تم تحويل الشكوى إلى مفرزة جونية القضائية في وحدة الشرطة القضائية لمتابعتها".

وأضاف البيان أنه "بتاريخ اليوم وبعد تداول فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر اعتداءات بالضرب على مجموعة من هؤلاء العمّال على الفور. فتح تحقيق على الفور بالحادث من قبل المخفر المعني بناء لإرشاة القضاء المختص، وقد أخذت إشارة بإحضار الشخص الذي يعملون لديه لاستماع إفادته بهذا الشأن والتحقيق جار".

وسارع حزب القوات اللبناني إلى إصدار بيان يتبرأ فيه من طربي الذي ينتمي للحزب. وقالت الدائرة الإعلامية في الحزب في بيان أصدرته، إن "البعض يحاول استغلال هذه الحادثة بالتصويب على القوات ‏اللبنانية التي تنفي جملة وتفصيلاً أي علاقة لها بهذه الحادثة ‏المستنكَرة".‏

وأضافت في البيان، أن "حقيقة الأمر أنّ أحد أصحاب البساتين والذي ‏صدف أنّه من المنتسبين إلى حزب القوات اللبنانية، وعلى أثر خلاف ‏حدث بينه وبين هؤلاء العمال، قام بما قام به من تصرُّف مُستهجَنٍ ‏ومُستَنكَرٍ، ولذلك تطالب القوات القوى الأمنية والقضائية المعنية ‏باستكمال التحقيقات حتى النهاية".‏

أشبه بأفعال "داعش"

وقال الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري، ان "ما شاهدناه في مجدل العاقورة بحق أبناء عكار والأخوة السوريين أشبه بأفعال "داعش" .. نطالب المعنيين بالمحاسبة السريعة كي يكون مرتكب هذا الفعل الدنيء عبرة لمن تسوله نفسه الاعتداء على كرامة الناس وتعذيبهم بوحشية .. ونثمن جهود أهالي المنطقتين في تهدئة النفوس وقطع دابر الفتنة".

وفي تغريدة نشرها على تويتر، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي “ليس بشرا ولن يرحم عند الله ولا بين الناس من كان ظالما . حوقلت وحسبلت بعد مشاهدتي فيديو تعذيب عمال قطف الكرز بمنطقة مجدل العاقورة لبنان من قبل صاحب أرض كان كاذبا أراد التخلص من أجورهم بعد انتهاء عملهم فاتهمهم، بالسرقة وعذبهم. الظلم مؤذن بالخراب. الإهانات إعانات لميلاد المتطرفين".

ثقافة الإفلات من العقاب

وعلق بسام القنطار مفوض العلاقات الدولية والإعلام في الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان المتضمنة لجنة الوقاية من التعذيب، على ما حدث قائلًا “مشاهد التعذيب الوحشية المرتكبة ضد العمال الزراعيين في العاقورة تعيد التذكير بخطورة ثقافة الإفلات من العقاب التي يتحمل القضاء اللبناني دورًا أساسيًا في تكريسها، بسبب عدم تطبيقه لقانون تجريم التعذيب ومعاقبة مرتكبيه والتعويض على ضحاياه”.

وكتبت الصحافية ساندي الحايك "ثقافة الإفلات من العقاب هي السبب الأول بتزايد العنف. غياب المحاسبة بيخلي مين ما كان يعتدي على مين ما كان. نعم لمحاسبة من انتهك حرمة العمّال المزارعين في العاقورة".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

النيابة العامة الجزائرية تطلب الإعدام لأكثر من 70 متّهماً بإحراق مواطن حياً والتمثيل بجثته

لبنان: وفاة طفلة تبلغ عاما واحدا بعد رفض مستشفيات استقبالها ووزارة الصحة تفتح تحقيقا

من بينها لبنان وتونس والجزائر.. 11 دولة معرّضة لاحتمال كبير بنشوب صراعات اجتماعية بسبب أزمة الغذاء