غازبروم الروسية.. من أين تستمد نفوذها لتؤثر إلى هذه الدرجة في الأسواق المالية؟

مقر شركة الغاز الروسي غازبروم في سان بطرسبرج - روسيا. الأربعاء 27 أبريل 2022
مقر شركة الغاز الروسي غازبروم في سان بطرسبرج - روسيا. الأربعاء 27 أبريل 2022 Copyright دمتري لوفتسكي/أ ب
Copyright دمتري لوفتسكي/أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

بأي حال، إذا قطعت روسيا إمدادات الغاز، وربما فعلاً ستقدم على ذلك ولكن من غير المعرف متى تحديداً، بحسب مجلة "تايم"، فإن التداعيات على الاقتصادات والمجتمعات الأوروبية ستكون هائلة. ما هي غازبروم؟ ومن أين تستمد قوتها لتؤثر إلى هذه الدرجة على الأسواق المالية؟

اعلان

تهتز أسواق الطاقة في الاتحاد الأوروبي مع كل قرار يتخذه العملاق الروسي غازبروم. القرارات الروسية مرتبطة طبعاً بالحرب الدائرة في أوكرانيا والموقف الغربي منها، رغم أن موسكو تزعم أحياناً أن المسائل تقنية فقط. 

وفي منتصف آب-أغسطس، زاد سعر الألف متر مكعب من الغاز الطبيعي عن 3100 دولار أمريكي، أي بارتفاع نسبته 610% مقارنة بآب-أغسطس من العام 2021. وكتداعيات لهذه الزيادة، سجلت أسعار الكهرباء ارتفاعاً بمعدل بلغت نسبته 300% في 2022، محطماً جميع الأرقام القياسية السابقة.

وسابقاً هذا الشهر، هدد الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، بأن سعر الألف متر مكعب من الغاز سيبلغ 5 آلاف دولار مع حلول فصل الشتاء. مجلة "تايم" العريقة قالت هذا الثلاثاء، إن الأزمة من سيء إلى أسوأ، وإن القارة ليست مستعدة بعدُ لها، خصوصاً وأن أنظمة التدفئة في الاتحاد الأوروبي تعتمد بشكل خاص على الطاقة الأحفورية، وأن الطلب على الغاز سيرتفع حتماً مع قدوم أيام البرد. 

لقد قررت غازبروم، الشركة الروسية، المملوكة حكومياً خفض إمداداتها إلى 13 بلداً أوروبياً على الأقل، آخرها فرنسا، وقطعت الإمدادات نهائياً عن دولتين (بولندا وبلغاريا) وعن عدّة شركات مستوردة في فنلندا والدنمارك وألمانيا وهولندا، بعدما رفضت تسديد الفواتير بالروبل الروسي كما فرض الكرملين لدعم الاقتصاد الروسي.  

وفي أواخر تموز-يونيو، بعد انقطاع دام عشرة أيام، عاد ما منسوبه 20% فقط من الكميات العادية ليتدفق في خط أنابيب نورد ستريم 1، الأمر الذي يقلق ألمانيا التي تعتمد بشدة على الغاز الروسي. 

بالمقابل، يبدو أن لموسكو حلفاء حول العالم. في عام 2021 ارتفعت صادرات الغاز الروسي إلى الصين عبر خط أنابيب سيبيريا بنسبة 67%. ومنذ تموز-يوليو، ارتفعت يومياً بنسبة 300% على ما ينصّ عليه العقد المبرم بين موسكو وبكين. الأولى تقول إن أوروبا يجب أن تُلام. تركيا والهند أيضاً زادتا بنسب كبيرة وارداتهما من الطاقة الأحفورية الروسية.  

بأي حال، إذا قطعت روسيا إمدادات الغاز، وربما فعلاً ستقدم على ذلك ولكن من غير المعرف متى تحديداً، بحسب مجلة "تايم"، فإن التداعيات على الاقتصادات والمجتمعات الأوروبية ستكون هائلة. فقد قال صندوق النقد الدولي في منتصف تموز-يونيو إن الناتج الإجمالي المحلي في بلاد مثل المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك قد ينخفض بنسبة 6% في هذه الحالة. 

وأشارت المؤسسة الدولية إلى أن النمو الاقتصادي العالمي سينخفض بنسبة 2.6% في 2022، إذا قرر الكرملين وقف صادرات الغاز إلى أوروبا وبنسبة  2% في 2023. على المستوى الإنساني، تضيف "تايم"، سيبقى بعض الناس دون تدفئة، فيما سيختار آخرون بين التدفئة والطعام. 

وفي حين يبذل الاتحاد الأوروبي جهوداً ملموسة لخفض الاعتماد على الغاز الروسي والطاقة الأحفورية وإيجاد البديل أكان في الجزائر أو مصر أو أذربيجان أو كندا، فإن أسواق الطاقة العالمية عاصفة ومضطربة كما تكن قبل اليوم، ولا تزال قبضة غازبروم عليها قوية للغاية. 

هنا في أوروبا، تحضّر الحكومات شركاتها ومواطنيها لأسوأ السيناريوهات، حيث يتوقف تدفق الغاز الروسي بين ليلة وضحاها إلى البلدان الأوروبية، ويبدأ فرض التقنين على استهلاك الغاز والكهرباء. 

السؤال الذي نحاول الإجابة عليه في الفيديو أعلاه هو التالي: ما الذي يجعل غازبروم قوية إلى هذه الدرجة؟

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الرئيس الأوكراني للأوروبيين: "إستعدوا لشتاء قاتم".. استراتيجية تخويف أم واقعية؟

ما حقيقة توقيع روسيا وتركيا اتفاقا لشراء أنقرة دفعة ثانية من منظومة الدفاع الصاروخي إس-400؟

البنتاغون يقول إن روسيا خسرت نحو 80 ألف جندي بين قتيل وجريح ومساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا