خبراء: الجيش الروسي لا يحسن استخدام الدبابات وأرض أوكرانيا مقبرة لحطامها المحترق

اعلان

كانت روسيا تمتلك أسطولاً هو الأكبر عالمياً من الدبابات قبل بدء الحرب في أوكرانيا في شباط-فبراير الماضي، ولكنّ منظمة أوريكس للاستخبارات المفتوحة [مركز هولندي دفاعي لمراجعة البيانات وتوثيقها] تقول إن موسكو فقدت 1.780 دبابة، وهو نصف العدد الكامل تقريباً. 

ويرى خبراء عسكريون أن روسيا أثبتت أنها لم تحسن استغلال أسطولها من الدبابات حيث عجزت عن تأمين الحماية له، ما منع تلك القوة من تأمين عامل الحسم في المعارك. 

ومؤخراً، وقعت أكبر مواجهة دبابات بالقرب من بلدة فوليدار في الدونباس، وخسرت روسيا فيها نحو 130 آلية مدرعة من مختلف الأنواع بحسب مصادر أوكرانية، ما أجبر قواتها على التراجع. 

ورغم أنه لا يمكن التأكد بطريقة مستقلة من الأرقام، إلا أن منظمة أوريكس أشارت إلى أن الجيش الروسي كرر نفس الأخطاء التي ارتكبها في بداية الحرب في محيط العاصمة كييف كما يظهر في الفيديو أدناه. 

ويقول المراقبون إن الجيش الروسي أرسل مجدداً إلى فوليدار أرتالاً من الدبابات، بدون تغطية، وبدون حسابات للانسحاب التكتيكي، مباشرة إلى الكمائن التي نصبها الأوكرانيون. 

وتعرضت الدبابات والمدرعات الروسية لنيران المدفعية، كما أن أحد أبرز الأسلحة التي أثرت عليها كانت صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدروع، إضافة إلى حقول الألغام. 

وفي وسائل التواصل الاجتماعي تمكن قراءة تعليقات ساخرة ومؤيدة للأوكرانيين مفادها أن روسيا "تستمر في استخدام مدرعاتها لتنظيف حقول الألغام"، وأخرى تنتقد "غباء الجنود الروس الخيالية".  

ويقول الخبراء إن بعض نماذج الدبابات الروسية لا يحمي بالضرورة الذخيرة التي تحملها، ما أدى في بعض الأحيان إلى انفجارها بشكل كامل بعد تعرضها لنيران أوكرانية. 

ويرى جيفري إدموندز من مركز الدراسات البحرية الأمريكي أن هناك لدى الجيش الروسي "مشكلة هيكلية" تتمثل في عدم وجود عدد كافٍ من المشاة لتوفير الحماية للدبابات.

أما الخبيرة مارينا ميرون من قسم دراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج في لندن فتقول إن روسيا تعتمد بشكل كبير على المدفعية لتغطية مدرعاتها، ولكن بدا أن النقص في الغطاء الجوي أدى إلى تعقيد الأمور في أحيان كثيرة. 

وتضيف ميرون أن روسيا لم تكن مستعدة للحرب "من الناحية التكتيكية والتشغيلية" مشددة على أن روسيا فقدت الكثير من الدبابات بسبب "الإهمال" وحده وقلة التخطيط. 

وتشير ميرون إلى أن وزارة الدفاع الروسية "لا تكترث حقاً لهذا الحجم من الخسائر". 

وفي آب-أغسطس الماضي، رجّحت وزارة الدفاع البريطانية أن يكون استخدام أنواع غير مناسبة من الدروع التفاعلية المتفجرة، أو سوء استخدامها، السبب الأساسي في الاستنزاف الشديد الذي تعرضت له الدبابات القتالية الروسية في أوكرانيا.