إضراب عام في الضفة الغربية حدادا على وفاة الأسير الفلسطيني خضر عدنان في السجون الإسرائيلية

صورة في قطاع غزة للمعتقل خضر عدنان
صورة في قطاع غزة للمعتقل خضر عدنان Copyright MOHAMMED ABED/AFP or licensors
Copyright MOHAMMED ABED/AFP or licensors
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في رام الله، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن "الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونه نفذوا جريمة اغتيال متعمدة بحق" عدنان، وبحسب اشتية تم ذلك من خلال "رفض طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا وإبقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي".

اعلان

دعت أحزاب وقوى سياسية في الضفة الغربية المحتلة غلى إضراب شامل، حدادا على وفاة الأسير الفلسطيني خضر عدنان في السجون الإسرائيلية، بعد إضرابه عن الطعام استمر لنحو 86 يوما.

وفي ساعة مبكرة صباح الثلاثاء أطلق فلسطينيون عددا من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المناطق الإسرائيلية، عقب الإعلان عن وفاة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داخل السجون الإسرائيلية.

وقال شهود عيان إنهم شاهدوا "رشقة من الصواريخ تم إطلاقها من القطاع باتجاه إسرائيل في غلاف قطاع غزة"، فيما قالت القوات الإسرائيلية في بيان إن "صفارات الإنذار دوت في منطقة كيبوتس سعد" القريبة من حدود غزة.

ولكن في رد فعل على وفاة زوجها في الأسر، قالت زوجة خضر عدنان إنها لا تريد أن يتم الرد على "استشهاد الشيخ"، مضيفة القول: "من كان يستطيع ولم يفعل لرفع الظلم الذي كان يعاني منه الشيخ لا نريد منه اليوم" وختمت بالقول: "أقولها للاحتلال قبل السلطة وقبل كل قوى المقاومة، احفظوا وجوه أبنائي جيدا، فوالله ما ربيناهم إلا على العزة والكرامة".

"ماض في القتال"

وفي بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه قالت الجهاد الإسلامي "إننا إذ ننعى هذا الشيخ المجاهد .. فإننا نؤكد أن قتالنا ماضٍ ولن يتوقف، وسيدرك العدو المجرم مرة أخرى أن جرائمه لن تمر دون رد".

كما قالت الحركة في البيان إن "القائد الشيخ خضر عدنان (أبو عبد الرحمن) الذي ارتقى شهيداً في جريمة يتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها، فالاحتلال الصهيوني الذي اعتقله وتنكر لمعاناته، ومارس بحقه أبشع الجرائم مستخدماً أدواته القذرة من محاكم زائفة وأجهزة أمن إرهابية ونيابة عسكرية مجرمة، سيدفع ثمن هذه الجريمة".

وبحسب مصدر في الجهاد فإن الجناح العسكري للحركة "سرايا القدس أعلنت حالة الاستنفار القصوى في صفوف مقاتليها، للرد على استشهاد القيادي خضر عدنان". وأخليت المقرات والمراكز التابعة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، كما أخلت غالبية الأجهزة الأمنية مراكزها، بحسب شهود عيان.

ردود فعل فلسطينية

أما حركة حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة فحمّلت "الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية المسؤولية الكاملة عن اغتيال القائد خضر عدنان"، وأكدت على لسان الناطق باسمها حازم قاسم أن "الاحتلال وحكومته الفاشية حتما سيدفعون الثمن ... ولا بد من ملاحقتها على جرائمها".

وفي رام الله، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن "الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونه نفذوا جريمة اغتيال متعمدة بحق" عدنان، وبحسب اشتية تم ذلك من خلال "رفض طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا وإبقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي".

من جانبه، حمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إسرائيل "المسؤولية الكاملة"، وقال الشيخ عبر حسابه على تويتر إن عدنان "استشهد ... نتيجة الإهمال والاعتقال القسري". وفي بلدة عرابة من مخيم جنين، خرج فلسطينيون للتظاهر "تنديدا باغتيال خضر عدنان".

موت "وشيك"

بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية، اعتقل عدنان عشر مرات قضى خلالها فترات متفاوتة، وسبق أن خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام انتهى بالإفراج عنه، وفي وقت سابق الأسبوع الماضي أكدت زوجته رندة موسى لوكالة فرانس برس أن زوجها أضرب عدة مرات أثناء اعتقاله، وأشارت إلى أنه "يرفض أي مدعمات والخضوع للفحوص الطبية، فهو في زنزانة وفي ظروف اعتقال صعبة للغاية"، وبحسب الزوجة "رفضوا (الجانب الإسرائيلي) نقله إلى مستشفى مدني ورفضوا السماح لمحامية بزيارته". وكان رسام الكاريكاتور السياسي  البرازيلي كارلوس لطوف قد خص خضر عدنان برسم، نشر على تويتر وعبر من خلاله إصراره على المضي في الإضراب عن الأكل.

لكن طبيبة من منظمة أطباء لحقوق الإنسان زارت عدنان في المعتقل قبل أيام، وحذرت المنظمة من أن عدنان "يواجه الموت الوشيك" وهناك حاجة "لنقله إلى المستشفى على وجه السرعة".

وشرحت المنظمة في بيان وزعته الإثنين وضع عدنان مشيرة إلى أن "يتحرك بصعوبة ولديه صعوبة في الحديث، يبدو شاحبا وضعيفا ومنهكا بشكل خطير".

وصية

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن عدنان كان قد كتب وصيته بعد ان استشعر قرب وفاته بسبب الإضراب. وكتب عدنان في الوصية: "يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه، هذه أرض الله ولنا، فيها وعد منه إنه وعد الآخرة...لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم، وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب"، وطلب عدنان من عائلته بألا تسمح للمحتل بتشريح جسده وأن يسجى قرب والده. 

وعدنان (45 عامًا) أسير لدى إسرائيل منذ أوائل شباط/ فبراي، وقد خاض إضرابه عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الاداري، وأعلن عن وفاته وهو في سجن الرملة.

وحسب مؤسسات فلسطينية، فإن 237 فلسطينيًا توفوا وهم رهن الاعتقال في السجون الاسرائيلية، لكن عدنان هو أول فلسطيني يتوفى نتيجة إضرابه عن الطعام وتجاهل مطالبه.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

خلال بحثها عن فتاتين قاصرتين مفقودتين.. الشرطة تعثر على 7 جثث بولاية أوكلاهوما الأميركية

شاهد: 75 عامًا على النكبة.. فلسطينيون يتذكرون تلك الأحداث ويتمسكون بالعودة

الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مستشفيات غزة