ماذا يعني إعادة انتخاب أردوغان لخمسة أعوام مقبلة بالنسبة إلى تركيا والغرب ؟

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان Copyright Ali Unal/ AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فوزه في الانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية، كيف ستبدو الصورة، في داخل تركيا وخارجها؟

اعلان

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ساعة مبكرة من اليوم الإثنين، أن الشعب كلّفه برئاسة الجمهورية لخمس سنوات أخرى، وذلك في كلمة له من القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة.

وبعد فرز أكثر من 99% من صناديق الاقتراع في عموم البلاد، حصل أردوغان على 52.14% من أصوات الناخبين، فيما حصل منافسه مرشح تحالف الشعب المعارض كمال كليتشدار أوغلو على نحو 25.2 مليون صوت، أي 47.86%، بعدما أدلى أكثر من 52.5 مليون مواطن تركي بأصواتهم في صناديق الاقتراع.

وينظر إلى الانتخابات التركية على أنها واحدة من أكثر الانتخابات أهمية في تاريخ تركيا الحديث، فهي لا تحدد فقط من سيقود البلاد، بل طريقة حكمها، وإلى أين يتجه اقتصادها ومسار سياساتها الخارجية.

وحاول كليتشدار أوغلو كسب تأييد الناخبين، خصوصاً الشباب، مستغلّاً الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ووعد بإعادة النظام البرلماني، الذي توكل فيه صلاحيات السلطة التنفيذية إلى رئيس وزراء منتخب من البرلمان. 

أما الآن، بعد إعلان أردوغان فوزه في الانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية، كيف ستبدو الصورة، في الداخل والخارج؟

إحكام قبضته على السلطة

تبعاً لنتائج الانتخابات، فإنّ تولي أردوغان الحكم لـ5 سنوات أخرى، يعني استمرار العمل بالنظام الرئاسي، الذي يؤمن للرئيس صلاحيات واسعة، أبرزها تعيين كبار مسؤولي الدولة، بشكل مباشر، بمن فيهم الوزراء ورؤساء الجامعات والقضاة، أي أن قبضته تطال كل مؤسسات البلاد.

ويقول منتقدو أردوغان، إن حكومته كمّمت أفواه المعارضة وقوضت الحقوق، وبعد محاولة انقلابية فاشلة في 2016، وسع أردوغان سلطاته، واعتقل عشرات الآلاف من الأشخاص وسيطر على الإعلام، كما تهرّب من تحقيق فساد طال دائرته المقربة.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن حزب العدالة والتمنية، أعاد حقوق الإنسان، عقوداً إلى الوراء.

بينما رأت إلكيه تويغور، أستاذة الجغرافيا السياسية الأوروبية في جامعة كارلوس الثالث في مدريد، أن "الانتصار قد يؤدي إلى تمادي اردوغان أكثر"، وأكدت ليورونيوز: "أتوقع الأسوأ، خاصة فيما يتعلق بالديمقراطية والسياسة الخارجية".

تغلغل الإسلام السياسي

يتمتع أردوغان بشعبية كبيرة بين صفوف الناخبين المحافظين والقوميين، وبعد عقود من نظام علماني صارم، تبنى حزب أردوغان نهج الإسلام السياسي، من خلال منح المواطنين المحافظين حقهم في ممارسة طقوسهم الدينية، حيث سمح للنساء بارتداء الحجاب في المؤسسات العامة، مثل الجامعات والخدمات المدنية، بينما كان ذلك محظوراً.

وفي الفترة المقبلة، قد ينتهج أردوغان سياسة أكثر راديكالية، بعد أن وسع تحالفه مع الجماعات الإسلامية قبيل الانتخابات، مثل حزب الدعوة الحرة "هدى- بار" وحزب "الرفاه الجديد"، ومن المحتمل أن تتعرض حكومته لضغوط من هذه الأحزاب لاتباع المزيد من السياسات الإسلامية.

تفاقم الأزمة الاقتصادية

جاءت الانتخابات وسط أزمة اقتصادية صعبة، زاد من حدتها الزلزال الذي ضرب البلاد، وسجلت الليرة التركية أدنى مستوياتها، وازداد الطلب على العملة الصعبة، وتراجع احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية إلى أدنى مستوى له منذ عام 2002.

لذلك يتوقع المحللون أن تكون أولوية أردوغان هي إصلاح الاقتصاد، لكن من غير المتوقع حدوث تغييرات كبيرة في النموذج الاقتصادي قبل الانتخابات المحلية في عام 2024.

وقالت الخبيرة الاقتصادية أردا تونكا ليورونيوز: "المشاكل الاقتصادية الكثيرة في تركيا هي نقطة ضعف نظام أردوغان". وفي الأسبوع الماضي، وردت أخبار حول تزايد الانقسامات بين أعضاء حزب العدالة والتنمية، بشأن السياسات الاقتصادية المستقبلية، حيث يبحث البعض عن بديل لبرنامج أردوغان المثير للجدل، فخلافاً لكل النظريات الاقتصادية الكلاسيكية، يعتزم مواصلة خفض نسب الفوائد رغم التضخم الذي يفوق نسبة 50 في المائة.

وتمكن رجب طيب أردوغان من الاحتفاظ بالدعم في المناطق المنكوبة جراء الزلزال، رغم تأخر الإغاثة وانهيار عشرات الآلاف من المباني على سكانها. وفي الجولة الأولى من التصويت في 14 مايو، والتي شملت انتخابات برلمانية، برز حزب العدالة والتنمية في المركز الأول في 10 من 11 مقاطعة ضربها الزلزال، مما ساعده على تأمين أغلبية برلمانية إلى جانب حلفائه. 

في الشؤون الخارجية

في عهد أردوغان، أزعجت أنقرة حلفاءها في حلف شمال الأطلسي واتخذت موقفاً أكثر صدامية واستقلالية في الشؤون الخارجية. كما استعرضت قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه.

وفيما يُتوقّع أن تبقى العلاقات مضطربةً مع الغرب، يُنظر إلى أنّها ستكون أكثر استقراراً مع روسيا، خصوصاً بعد مشاركة أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في احتفال رسمي، بمناسبة بدء تزويد محطة "أكويو" للطاقة النووية بالوقود النووي، قبيل أيام من بدء الانتخابات العامة في تركيا. 

وحافظت تركيا في عهد أردوغان على علاقاتها مع روسيا، في وقت قطعها الغرب بعد بدء موسكو حربها على أوكرانيا. وحافظت أنقرة على " موازنة" دبلوماسية، فقد عارضت من جهة العقوبات الغربية على روسيا، وفي الوقت نفسه أرسلت طائرات من دون طيار إلى كييف.

اعلان

ومؤخراً، أدت أنقرة الدور الأبرز، إلى جانب الأمم المتحدة، في إتمام "صفقة الحبوب" بين أوكرانيا وروسيا، التي أعلن أردوغان تمديدها، قبل أسبوعين. 

ووفقاً للخبراء، لا يريد الرئيس للتركي الانفصال تماماً عن الغرب، إنه يريد فقط أن يفعل الأشياء بطريقته الخاصة. ومن المحتمل أن تستمر علاقته الخلافية والمشاكسة مع الغرب.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

لحضور مراسم تنصيب إردوغان الأمين العام للناتو يزور أنقرة

إطلاق نار في السودان وسط دعوات لتمديد الهدنة عشية انتهائها

مرتدين ملابس ملطخة بالدماء.. أطباء إسطنبول ينظمون مسيرة صامتة دعما لغزة