تنطلق اليوم وحتى غد الأربعاء أشغال قمة فيلنيوس لحلف الناتو بحضور بايدن وزعماء غربيين آخرين في العاصمة الليتوانية، حيث ينتظر أن يرفع الحلفاء مستوى دعمهم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
أكثر من 500 يوم على الغزو الروسي لأوكرانيا ولا يزال دوي المدافع وأزيز الطائرات هو سيد الموقف في أوكرانيا وسط سباق غربي محموم لتسليح كييف، آخرها كان قرار واشنطن مد الأخيرة بذخائر عنقودية أثار أسئلة عدة بل ومعارضة حتى من داخل المعسكر الديمقراطي في أمريكا. إذ أن أغلب دول حلف الأطلسي تحظر هذا النوع من الذخائر لكن واشنطن لا تزال تستخدمها. وكان الرئيس جو بايدن قد وصف القرار مؤخرا بأنه كان صعبا للغاية.
في ما يلي أبرز التطورات:
المساعدات العسكرية الأطلسية لأوكرانيا
يتوقع أن ترفع دول حلف شمال الأطلسي خلال القمة التي تعقدها الثلاثاء والأربعاء، من مستوى دعمها العسكري لأوكرانيا سعيا الى إعطاء دفع لهجوم مضاد تشنّه كييف ضد القوات الروسية ويحقق تقدما أبطأ مما كان يأمله الحلفاء.
في ما يأتي عرض لتطور مساعدات دول الحلف الى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأراضيها في شباط/فبراير 2022:
أكثر من 100 مليار يورو
تعهد حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات بقيمة 102 مليار يورو بين 24 شباط/فبراير ونهاية أيار/مايو 2023، وفق مرصد مساعدات أوكرانيا الذي يعدّه معهد كيل للاقتصاد العالمي في ألمانيا.
وقدمت واشنطن حوالى نصف هذه المساعدات (42,84 مليار يورو)، تليها ألمانيا (7,5 مليارات يورو) وبريطانيا (6,58 مليارات) وبولندا (ثلاثة مليارات) وهولندا (2,48 مليارين).
من الدفاع الى الهجوم
خلال الشهر الأول من الغزو الروسي، أرسل الحلفاء الى أوكرانيا أسلحة دفاعية بغالبيتها، الا ان القائمة سرعان ما بدأت تطول لتشمل مدافع وراجمات صواريخ وأنظمة دفاع صاروخية. ومع دخول الحرب عامها الثاني، زادت أوزان الأسلحة المرسلة.
وفي شباط/فبراير 2023، رضخت ألمانيا لطلبات متكررة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وضغوط دول غربية، ووافقت على تزويد كييف دبابات ليوبارد الحديثة. ووفرت الولايات المتحدة قنابل دقيقة، بينما أرسلت بريطانيا صواريخ كروز.
وبنهاية أيار/مايو، كانت دول الاتحاد الأوروبي والناتو قد زوّدت أوكرانيا ـ471 دبابة و379 مدفع هاوتزر و177 قاذفة صواريخ من طراز "أم أل آر أس".
"أف-16" وذخائر عنقودية
في شباط/فبراير، بدأ زيلينسكي يضغط للحصول على طائرات مقاتلة أميركية الصنع من طراز "أف-16" لتوفير غطاء جوي لهجوم مضاد يرتقب أن تشنه قواته لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وبعد تردد ومخاوف من أن يؤدي تزويد كييف هذه الأسلحة الى تسعير الحرب، منح الرئيس الأميركي جو بايدن في أيار/مايو الضوء الأخضر لبدء تحالف دولي تدريب طيارين أوكرانيين على استخدام هذه الطائرات المقاتلة.
والأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن اتخاذ قرار "صعب للغاية" يقضي بتزويد كييف قنابل عنقودية، على رغم انتقادات واسعة من منظمات حقوقية غير حكومية لكون هذه الأسلحة محظورة من قبل عشرات الدول وتشكّل تهديدا لحياة المدنيين حتى بعد أعوام من انتهاء الحرب.
ضربة روسية في أوكرانيا
قضى خمسة أشخاص في قصف روسي على مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في أوريخيف بوسط أوكرانيا، على ما أعلن حاكم المنطقة الاثنين، واصفا الضربة بأنها "جريمة حرب". ونقلت وكالة أنباء انترفاكس-أوكرانيا عن الحاكم يوري مالاتشكو قوله "لسوء الحظ، هناك خمسة (قتلى) حتى الآن. تم إخراج جثة رجل للتو من تحت الأنقاض".
كذلك، أعلن المدعي العام الأوكراني إصابة 13 شخصا في القصف الذي طاول وفق مالاتشكو "مركزًا لتوزيع المساعدات الإنسانية في منطقة سكنية". وبحسب وزارة الداخلية الأوكرانية، فقد وقعت الضربة "في وقت كان المدنيون يتلقون مساعدات إنسانية".
وقالت الوزارة عبر تطبيق تلغرام إن "قنبلة ألقيت من الجو دمرت المبنى بالكامل"، مضيفة أن مباني سكنية مجاورة وبنى تحتية مدنية تضررت أيضا. ونشرت صور تظهر مبنى من الطوب من طابق واحد مدمرا بالكامل ومحاطا بالكثير من العوارض المكسورة والحطام.
تقع مدينة أوريخيف التي كان عدد سكانها حوالى 14 ألف نسمة قبل الحرب في منطقة زابوريجيا، وهي إحدى الأقاليم الأوكرانية الأربعة التي أعلنت روسيا ضمها العام 2022 رغم عدم سيطرة جيشها عليها بشكل كامل. والمدينة قريبة من خط المواجهة، حيث تحاول القوات الأوكرانية منذ مطلع حزيران/يونيو استعادة مواقع شديدة التحصين من القوات الروسية.
الكرملين: انضمام أوكرانيا للناتو ستكون له تداعيات "سلبية جدا" على الأمن الأوروبي
أعلن الكرملين الإثنين أنّ حصول أوكرانيا على عضوية حلف شمال الأطلسي ستكون له تداعيات "سلبية جدا" على الأمن الأوروبي، وذلك عشية قمة للحلف تعقد في فيلنيوس هذا الأسبوع.
وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "ستكون لعضوية لأوكرانيا في الناتو تداعيات سلبية جدا على الهيكل الأمني برمته في أوروبا"، مضيفاً أنّ ذلك سيشكّل أيضاً "خطراً مطلقاً، تهديداً لبلدنا" سيستدعي "ردّاً جدّياً".
إردوغان يشترط للموافقة على انضمام السويد للأطلسي إعادة إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين أنّه سيدعم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي بشرط أن يعيد الاتّحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتّل.
وقال أردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون قبيل مغادرته للمشاركة في قمة الحلف في ليتوانيا "أولاً، افتحوا الطريق أمام عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ثم نفتحه أمام السويد، تماماً كما فتحنا الطريق أمام فنلندا".
بوتين التقى رئيس مجموعة فاغنر في الكرملين ال29 حزيران يونيو أي بعد خمسة أيام من التمرّد الفاشل
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين يوم 29 حزيران/يونيو رئيس "فاغنر" يفغيني بريغوجين بعيد أيام من فشل التمرّد المسلّح للمجموعة المسلّحة، على ما أعلنت الرئاسة الروسية الإثنين.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن اللقاء استمرّ "ثلاث ساعات تقريبًا"، مشيرًا إلى أنّ بوتين أعطى "تقييمه" لأحداث الرابع والعشرين من حزيران/يونيو وأصغى لقادة فاغنر الذين أكّدوا دعمهم للرئيس الروسي و"مواصلة قتالهم" من أجل روسيا.
رئيس هيئة الأركان العامة الروسية يظهر علنًا للمرة الأولى منذ تمرّد فاغنر
ظهر رئيس هيئة الأركان العامة الروسية وقائد العمليات العسكرية في أوكرانيا الجنرال فاليري غيراسيموف الإثنين علنًا للمرة الأولى منذ التمرّد الفاشل لمجموعة فاغنر المسلّحة الذي كان يستهدفه شخصيًا.
وفي مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية، ظهر غيراسيموف وهو يترأس اجتماعًا يتبلّغ فيه عن قصف صاروخي أوكراني استهدف الأحد روسيا وشبه جزيرة القرم.

وخلال هذا الاجتماع غير المؤرّخ، أكّد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الجوية الروسية الجنرال فيكتور أفزالوف أنّ الدفاعات الجوية الروسية أسقطت ثلاثة صواريخ أوكرانية من طراز "إس-200"، مؤكدًا عدم وقوع "ضحايا أو أضرار".
وأوضح أفزالوف أنّ الصواريخ كانت تستهدف جسر كيرتش الحيوي، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، بالإضافة إلى مطار موروزوفسك في منطقة روستوف-نا-دونو الروسية المحاذية لأوكرانيا.
وأضاف أنّ أنظمة التشويش الإلكتروني الروسية حيّدت صاروخَين أوكرانيَين آخرين من طراز "إي-200".
والتمرّد الفاشل الذي قاده رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين من 23 حتى 24 حزيران/يونيو استهدف مباشرة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف (67 عامًا).
ومنذ فشل هذا التمرّد، انتشرت أنباء غير مؤكدة في ظلّ غموض النظام الروسي مفادها أن القيادة العسكرية الروسية أجرت تغييرات في صفوفها، لا سيّما في ما يتعلّق بالجنرال سيرغي سوروفيكين حليف مجموعة "فاغنر" لفترة طويلة.
وفي مقطع الفيديو الذي بثّه الجيش الروسي الإثنين، لم يكن حاضراً سوروفيكين، الذي لا يزال رسميًا قائد القوات الجوية وأحد مساعدي غيراسيموف في قيادة العمليات العسكرية في أوكرانيا.
أوكرانيا تعلن أنها حررت 15 كلم مربع من أراضيها الأسبوع الماضي
استعاد الجيش الأوكراني من القوات الروسية الأسبوع الماضي مساحة قدرها 14 كيلومترا مربعا شرق البلاد في إطار هجومه المضاد كما أعلن أحد المتحدثين باسمه أندري كوفاليوف.
وقال للتلفزيون الأوكراني "تم تحرير أكثر من 10 كيلومترات مربع من الأراضي الأوكرانية في جنوب أوكرانيا الأسبوع الماضي" موضحا أنه تم أيضا تحرير 4 كيلومترات مربعة "في منطقة باخموت" في الشرق. بذلك تصل الى 193 كيلومترا مربعا المساحة الإجمالية التي سيطرت عليها أوكرانيا منذ بدء هجومها المضاد في مطلع حزيران/يونيو.
أربعة قتلى على الأقل في قصف روسي على مركز مساعدات إنسانية في أوكرانيا
قتل أربعة أشخاص في قصف روسي استهدف مركزاً لتوزيع المساعدات الإنسانية في أوريكيف، وسط أوكرانيا، على ما أعلن حاكم المنطقة الاثنين، واصفا الضربة بأنها "جريمة حرب".
وقال الحاكم يوري مالاشكو على وسائل التواصل الاجتماعي "لقد ضربوا مركزاً لتوزيع المساعدات الإنسانية في منطقة سكنية ...قتل أربعة أشخاص على الفور، هم نساء تبلغ أعمارهن 43 و 45 و 47عامًا، ورجل يبلغ 47 عامًا".
وتاتي الضربة فيما تشن كييف هجوماً مضاداً يتقدم ببطء، مطالبة الغرب بمزيد من الأسلحة مع تعرض مدنها لقصف روسي متواصل.
بعد تكبدها خسائر فادحة، تواجه القوات الروسية الهجوم بمقاومة شديدة ودفاعات قوية، فيما تفتقر أوكرانيا إلى المقاتلات وقذائف المدفعية.
منذ بدء الغزو في 24 شباط/فبراير 2022، قُتل تسعة آلاف مدني، بينهم أكثر من 500 طفل، بحسب الأمم المتحدة، على الرغم من تعزيز الدفاع الجوي بشكل كبير منذ مطلع العام

لقاء بين أردوغان ورئيس الوزراء السويدي الاثنين في فيلنيوس
يلتقي الزعيمان التركي رجب طيب اردوغان والسويدي أولف كريسترسون في فيلنيوس الاثنين لإجراء مفاوضات نهائية بشأن انضمام السويد إلى الناتو عشية القمة السنوية للحلف.
ونظم هذا الاجتماع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الذي يأمل بأن يُرفَع خلاله فيتو تفرضه أنقرة التي تمنع منذ أيار/مايو انضمام ستوكهولم إلى الناتو.
يسعى ستولتنبرغ إلى أن تُظهر الدول الـ31 الأعضاء في الحلف جبهة موحدة ضد روسيا، وقال الخميس إن "من الممكن تماما" الحصول في ليتوانيا على "قرار إيجابي" من تركيا لناحية انضمام ستوكهولم.

من جهته وعد اردوغان الجمعة باتخاذ "القرار الأفضل، أيا يكُن"، في إشارة إلى أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
وينتقد اردوغان السلطات السويدية لتساهلها المزعوم مع المسلحين الأكراد الذين لجأوا إلى أراضيها ويدعو إلى تسليم العشرات منهم.
وقد عبّر إردوغان مجددا عن تحفظاته. وتساءل "كيف يمكن لدولة لا تنأى بنفسها عن المنظمات الإرهابية أن تساهم في الناتو؟". وهو كان انتقد السويد مرارا الشهر الماضي بسبب سماحها بحرق نسخة من المصحف.