بمجرد بدء الهدنة بين حماس وإسرائيل، حاول العديد من سكان شمال قطاع غزة العودة إلى منازلهم التي كانت مدمرة بعد القصف الإسرائيلي العنيف والعملية البرية التي شنها الجيش في تلك المناطق.
عاد الشاب علي هادي إلى منزله الواقع في مخيم الشاطئ للاجئين، في اليوم الثاني للهدنة ليجد والده وابن أخيه مقتولين، ومنزلا مدمرا وجثث الجيران متناثرة في الحي الذي دمر هو الآخر بسبب الاقتحام البري للجيش الإسرائيلي.
لم يتمكن هادي على مدى أسبوعين من الاتصال بوالده بسبب انقطاع الاتصالات، بينما يرقد بعض أفراد عائلته في مستشفى الشفاء للعلاج.
يحول الحي الساحلي إلى أطنان من الركام، والشوارع مليئة بالبطانيات التي تخفي تحتها الجثث. قام هادي بسحب جثتي والده وابن أخيه المتحللتين ودفنهما في فناء المنزل.
عثر هادي على جثث متحللة تعود إلى جيران ومعارف وأخرى مجهولة الهوية بقيت في الشارع ولم تتمكن سيارات الإسعاف من نقلها بسبب خطورة الوضع هناك.
وقال مهدي إن الهدنة منحته استراحة قصيرة، وسمحت له بالعودة إلى منزله ودفن والده وابن أخيه، ويضيف "لقد تحولت حياتنا إلى جحيم (..) ما ذنبنا؟ نحن لا ننتمي لا إلى فتح ولا إلى حماس ولم نحمل يوما أي سلاح."
لقد يئس من لامبالاة العالم والدمار الشديد من حوله والأزمة الإنسانية الكارثية.
قصة الشاب علي هادي واحدة من آلاف القصص المأساوية التي يعيشها سكان القطاع.