كشفت شهادات جديدة، وفقًا لتقرير لشبكة سي إن إن الأمريكية، عن ممارسات تتعلق باستخدام الفلسطينيين كدرع بشري خلال العمليات العسكرية في غزة. وذكر جندي سابق في الجيش الإسرائيلي، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الجيش كان يطلب من المعتقلين دخول منازل وأنفاق مشبوهة لتفادي المخاطر التي قد تواجه الجنود.
وكشف التقرير، أن الجندي الإسرائيلي أشار إلى أنه قبل الاقتحام، كانت هناك بروتوكولات متبعة تُعرف باسم "بروتوكول البعوض" والتي تضمنت احتجاز أسرى فلسطينيين وإجبارهم على دخول منازل وأنفاق مشبوهة واستخدام الكلاب للكشف عن المتفجرات أو قذائف المدفعية لإحداث ثغرات في الجدران.
وفي إحدى العمليات، حضر ضابط استخبارات مع اثنين من المعتقلين الفلسطينيين، أحدهما شاب في السادسة عشرة من عمره والآخر رجل في العشرينات، وأمر الجنود باستخدامهما كدرع بشري، مدعيًا ارتباطهما بحركة حماس.
وعندما استفسر الجندي عن هذه الممارسة، قيل له إن "الأفضل أن ينفجر الفلسطيني وليس جنودنا."
تجارب المعتقلين الفلسطينيين
ذكر التقرير شهادات ثلاثة معتقلين سابقين في غزة، حيث تعرضوا لتجارب قاسية أثناء احتجازهم من قبل الجيش الإسرائيلي. كان محمد سعد، البالغ من العمر 20 عاماً، أحد هؤلاء المعتقلين، حيث أُجبر على مغادرة منزله في جباليا واحتُجز في مخيم عسكري في رفح لمدة 47 يومًا. وخلال فترة احتجازه، كُلِّف بمهمات استطلاعية منها فتح الثلاجات ونقل الأثاث، في إطار البحث عن الأنفاق.
أما محمد شبيب، 17 عامًا، فقد واجه تجربة مأساوية بعد مقتل والده وشقيقته في غارة على منزله في خان يونس. وذكر شبيب أنه كان مقيدًا ويرتدي ملابس داخلية فقط، حيث تم استخدامه كدرع بشري في المنازل المدمرة، مما عرضه للخطر في مناطق قد تحتوي على ألغام أرضية.
بينما تحدث الدكتور يحيى خليل الكيالي، 59 عاماً، عن تجربته القاسية قرب مستشفى الشفاء، حيث أُمر بالخروج من المبنى للبحث عن ثقوب أو أنفاق تحت الأرض. وقد كُلِّف بدخول نحو 80 شقة بحثًا عن مقاتلين أو فخاخ، وسط التهديد المستمر من الدبابات الإسرائيلية.
في الوقت الذي يتهم فيه الجيش الإسرائيلي حركة حماس باستخدام المدنيين كدرع بشرية، تؤكد هذه الشهادات أن هذه الممارسات تُمارس أيضًا من قبل القوات الإسرائيلية.
يُذكر أن استخدام المدنيين كدرع بشري يُعتبر انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، وقد حظرت المحكمة الإسرائيلية العليا هذه الممارسة بشكل صريح في عام 2005، مما أثار جدلاً واسعاً حول أخلاقيات الحرب وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.