دخل مقاتلو المعارضة السورية أجزاء من مدينة حماة وسط البلاد يوم الخميس بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة مع القوات الحكومية على أطراف المدينة، في إطار الهجوم المستمر الذي شمل أيضًا السيطرة على مدينة حلب، أكبر مدينة في سوريا.
قال القائد في إدارة العمليات العسكرية بالمعارضة السورية، أبو محمد الجولاني، إن مقاتلي المعارضة بدأوا الدخول إلى مدينة حماة، مشيرًا إلى أن" فتح المدينة يأتي في إطار استراتيجي ولا يرتبط بأهداف انتقامية".
في وقت سابق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المسلحين دخلوا أحياء سواقة وزهيرية شمال غرب المدينة، ويقفون على أطراف حي كازو. وأكد رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد، أن "سقوط حماة يعني بداية سقوط النظام".
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن قواتها أعادت تموضعها خارج مدينة حماة. وأضافت في بيانها: "حفاظاً على أرواح المدنيين من أهالي مدينة حماة، ولتجنب زجهم في المعارك داخل المدن، قامت الوحدات العسكرية المرابطة هناك بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة ".
وتعد حماة من المدن القليلة التي بقيت تحت السيطرة الكاملة للحكومة منذ بداية النزاع السوري في مارس 2011. في حال سقوط المدينة، ستكون ضربة كبيرة للرئيس بشار الأسد.
وفي المقابل، أكدت القوات الحكومية السورية أنها لم تعد تملك سوى منفذ واحد باتجاه حمص جنوباً بعد أن قطعت الفصائل المسلحة بعض الطرق الرئيسية.
في رد سريع على تقدم الفصائل، شن الجيش السوري هجوماً معاكساً في عدة مناطق من محافظة حماة، مما دفع الفصائل المسلحة نحو 10 كيلومترات عن محيط المدينة. أعلنت وزارة الدفاع السورية مقتل 300 مسلح من الفصائل، بينهم مسلحون يحملون جنسيات أجنبية، خلال المعارك الأخيرة في ريف حماة الشمالي.
كما استهدفت القوات السورية تجمعات الفصائل المسلحة باستخدام نيران المدفعية والطيران الحربي السوري والروسي المشترك، مما أسفر عن تدمير أكثر من 25 طائرة مسيرة كانت تستخدمها الفصائل في الهجمات.
على الصعيد الإنساني، أكدت الأمم المتحدة أن الهجوم على ريف حماة أسفر عن نزوح أكثر من 115 ألف شخص من مناطق إدلب وحلب.
على الصعيد الدولي، أكدت وزارة الخارجية الروسية تضامنها مع الحكومة السورية في مواجهة التصعيد العسكري المستمر من الفصائل المسلحة، مشددة على دعمها الثابت للسلطات السورية في جهودها العسكرية.
وأفادت وكالة الأنباء السورية بأن الجيش السوري تمكن من دفع الفصائل المسلحة إلى مسافة 20 كيلومتراً من محيط مدينة حماة بعد القضاء على عدد من عناصرها وتدمير آلياتهم.
من جانبه، أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن بلاده تفكر في إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الروسية الهجمات التي تقودها الفصائل المسلحة في سوريا، مؤكدة دعمها الكامل للسلطات السورية في مواجهة هذه التحديات.
يُذكر أن دمشق قد أعلنت عن إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى حماة لصد الهجمات المستمرة من الفصائل المسلحة، في حين واصل الطيران السوري والروسي استهداف مناطق في إدلب وحلب، مما أسفر عن المزيد من الضحايا. في الوقت نفسه، ناقش مجلس الأمن الدولي تطورات الأوضاع في سوريا في ظل التصعيد العسكري الحاصل.