Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

لبنان وإسرائيل على حافة المجهول: هل يصمد وقف إطلاق النار أم يشعل اليوم الـ61 شرارة الحرب من جديد؟

قوات اليونيفل تنتشر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
قوات اليونيفل تنتشر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية حقوق النشر  Leo Correa.
حقوق النشر Leo Correa.
بقلم: Nour Chahine
نشرت في آخر تحديث
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

في ظل اتفاق هدنة هش بين إسرائيل وحزب الله، يعيش جنوب لبنان على صفيح ساخن مع استمرار التحديات التي تواجه تنفيذ بنوده. ينص الاتفاق على انسحاب إسرائيلي كامل وتسليم المناطق للجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة، لكن التقدم البطيء والتوترات المتصاعدة يهددان بانفجار الأوضاع إذا لم يتم التنفيذ خلال 60 يومًا.

اعلان

ورغم انسحاب إسرائيل من قريتين في الجنوب اللبناني، تواصل شن غارات على مواقع تزعم أنها تابعة لحزب الله، إلى جانب تنفيذ عشرات الخروقات الجوية والبرية، ما يبرز هشاشة الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل حوالي الشهر والنصف.

ومن جانبه، يستغل حزب الله الهدنة المؤقتة لإعادة تنظيم صفوفه وتحريك أسلحته، محذرا من أن تجاوز المهلة المحددة سيؤدي إلى تصعيد جديد. 

"صبر حزب الله على إسرائيل قد ينفد قبل الستين يوما"

وفي كلمة متلفزة اليوم، صرح نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بأنه "يمكن أن نواجه الاحتلال قبل مدة الـ60 يومًا أو ربما بعدها، ولا يوجد جدول زمني لعمل المقاومة. نحن من نقرر متى نقاوم وكيف نقاوم".

وأضاف قاسم أن "صبر حزب الله على إسرائيل قد ينفد قبل الستين يوما" وأن "الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن تنفيذ وقف إطلاق النار، وأن هذا الاتفاق خاص بجنوب لبنان، حيث تظل إسرائيل ملزمة بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية الجنوبية".

بدوره، أكد محمود قماطي، عضو المجلس السياسي لحزب الله، قبل أيام أن "حزب الله جاهز لأي تطورات"، مشيرًا إلى أن "اليوم الحادي والستين بعد وقف إطلاق النار سيكون مختلفا إذا استمرت إسرائيل في تجاهل التفاهمات".

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يلتقي بلجنة مراقبة وقف إطلاق النار في بيروت، الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤.
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يلتقي بلجنة مراقبة وقف إطلاق النار في بيروت، الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤. Bilal Hussein

على الجانب الآخر، يواجه الجيش اللبناني تحديات كبيرة في الانتشار بالمناطق المحررة لضمان انتقال السلطة بشكل منظم، وسط نقص في الموارد والإمكانات. وتؤكد إسرائيل من جهتها أن تأخر انتشار الجيش اللبناني يعوق تنفيذ الاتفاق، ما يزيد من التوترات بين الطرفين.

في هذا السياق، حذرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم السبت من عواقب انهيار وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن المدنيين لا يمكنهم تحمل المزيد من النزوح والدمار. وأضافت أن الحفاظ على الهدنة أمر ضروري لضمان عودة العائلات إلى ديارها واستمرار وصول المساعدات الإنسانية. كما تحدثت هيئة البث الإسرائيلي عن نية تل أبيب في البقاء في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الاتفاق.

مركبة مدرعة لحارس سلام أممي من كوريا الجنوبية تمر بجانب مبانٍ مدمرة في قرية شهابية جنوب لبنان.
مركبة مدرعة لحارس سلام أممي من كوريا الجنوبية تمر بجانب مبانٍ مدمرة في قرية شهابية جنوب لبنان. Hussein Malla

على المستوى الدولي، تعمل الأمم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، بالتعاون مع قوات اليونيفيل، على مراقبة تنفيذ الاتفاق، لكن البنود الغامضة التي تخضع لتفسيرات مختلفة بين الأطراف تزيد من احتمالات التصعيد. 

وقد خلّفت الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان أضرارًا إنسانية فادحة، حيث تشير التقارير إلى مقتل أكثر من 4,000 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، ونزوح أكثر من مليون شخص. في المقابل، فقدت إسرائيل 76 شخصًا، أغلبهم من الجنود، مع نزوح حوالي 60,000 من سكانها.

الأسلحة والمعدات التي يُقال إنها تعود لحزب الله وتم الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه البري لجنوب لبنان، المعروضة الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤.
الأسلحة والمعدات التي يُقال إنها تعود لحزب الله وتم الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه البري لجنوب لبنان، المعروضة الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤. Ohad Zwigenberg

هذا وشدد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، محمد رعد، السبت، على أن حفظ السيادة الوطنية واجب على الجميع في لبنان، مشددًا على أن حزب الله لن يغير ثوابته وسيواصل التعامل مع المستجدات وفق هذه الثوابت.

وفي المقابل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن موعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ليس مقدسًا، بل يعتمد على الوضع الميداني.

وأشارت القناة إلى أن تل أبيب أبلغت واشنطن أن أي قرار بشأن سحب القوات مرتبط بالواقع على الأرض، مما يعكس حالة الترقب والحذر التي تحكم مواقف الأطراف.

رغم توقف القصف المتبادل حاليًا، تستمر الاتهامات المتبادلة بين الطرفين. حيث قدم لبنان وإسرائيل شكاوى متعددة إلى مجلس الأمن حول انتهاكات مزعومة. كما تتهم إسرائيل حزب الله بنقل الأسلحة والتحضير لهجمات مستقبلية، بينما يصف لبنان الغارات الإسرائيلية بأنها انتهاك صارخ للهدنة.

ومع اقتراب نهاية مهلة الستين يومًا، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الاتفاق في ظل الانسحاب البطيء والتوترات المتصاعدة. في حين يحذر البعض من احتمالات العودة إلى المواجهة، يشدد آخرون على أن هناك فرصة ضئيلة لاستمرار التهدئة، ما يمنح العائلات المتضررة بصيص أمل لعودة الاستقرار.

وفي النهاية، تبقى الأنظار متجهة نحو التزام الأطراف بشروط الاتفاق، والجواب على هذا السؤال قد نعلمه في اليوم الـ 61.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله

الجيش الإسرائيلي يعرض أمام نتنياهو أسلحة استولى عليها من حزب الله وتأكيد على مواصلة ضرب الحوثيين

عون يطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل.. وحزب الله: جلسة الحكومة كانت "فرصة" للتعقّل