في تطور قضائي بارز، أعلنت محكمة العدل الدولية في لاهاي، يوم الاثنين، رفضها دعوى السودان التي اتهمت فيها الإمارات بدعم "أعمال إبادة جماعية" في إقليم دارفور، معتبرة أن المحكمة "تفتقر للاختصاص" للنظر في القضية.
وجاء القرار بعد أن طالب السودان باتخاذ تدابير ضد الإمارات زاعمًا أنها تسلّح قوات الدعم السريع، وهي الاتهامات التي أنكرتها أبوظبي بشكل قاطع منذ بداية الأزمة.
ورحّبت دولة الإمارات بالحكم، واصفة إياه بأنه "تأكيد حاسم لعدم قانونية الادعاءات السودانية". وقالت ريم كتيت، نائب مساعد الوزير للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الإماراتية، إن القضية كانت محاولة لتسييس القضاء الدولي وتحويل الأنظار عن الواقع في السودان.
وأكدت كتيت في بيان رسمي أن "الحقائق واضحة، والإمارات لا علاقة لها بالصراع، بل تدعم جهود إحلال السلام الدائم وإنهاء المعاناة الإنسانية".
وكانت الدعوى قد رُفعت في مارس/آذار الماضي، وسط تصاعد الاتهامات بين الطرفين في خضم الحرب الأهلية التي تمزق السودان منذ أبريل/نيسان 2023، وأسفرت عن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يواجه نصف السكان تقريبًا خطر المجاعة.
يُذكر أن كلًا من السودان والإمارات طرفان في اتفاقية عام 1948 الخاصة بمنع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها، لكن المحكمة شددت على أن اختصاصها لا يشمل هذه الحالة، مما أنهى القضية بشكل نهائي.