استهدف الجيش الإسرائيلي مدنيين توجهوا لتسلم مساعدات غذائية غرب رفح، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، في حادثة أثارت استنكاراً فلسطينياً واسعاً وسط دعوات للتحقيق وفتح المعابر.
قتل 31 شخصاً وأصيب أكثر من 120 آخرين، صباح الأحد، جراء إطلاق نار كثيف من قبل الجيش الإسرائيلي على مدنيين فلسطينيين كانوا يتوجهون إلى مركز لتوزيع المساعدات الغذائية غرب مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل، لوكالة "فرانس برس"، بأن عشرات القتلى وأكثر من 120 جريحاً سقطوا نتيجة استهداف الآليات الإسرائيلية للمواطنين الذين احتشدوا صباح اليوم الأحد بالقرب من الموقع الأميركي لتوزيع المساعدات.
وقال إن الحشود كانت تتوالى منذ ساعات الفجر الأولى، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان، قبل أن تفتح القوة الإسرائيلية النيران بكثافة على المجموعة ما أسفر عن عدد كبير من الضحايا بينهم نساء وأطفال.
كما حدث إطلاق نار ثان قرب محور نتساريم أمام مركز مساعدات أمريكية أوقع قتلى وجرحى.
من جانبه، أدان الإعلام الحكومي في قطاع غزة هذه الجريمة، ووصفها بأنها "مجزرة جديدة"، مشيراً إلى أن الاستهداف الممنهج للمساعدات الإنسانية يُعد أداةً للحرب والابتزاز بحق المدنيين الجوعى.
وشدد على أن "ما يجري يشكل دليلاً إضافياً على تصميم إسرائيل على تنفيذ خطة إبادة جماعية من خلال التجويع والتجويع المنهجي للسكان في القطاع".
ودعا الإعلام الحكومي الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية، وفتح معابر قطاع غزة فوراً دون قيود، كما طالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق هذه المجازر ومحاسبة مرتكبيها.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من حادثة مشابهة، حيث أفادت وسائل إعلام فلسطينية الأربعاء الماضي بانفجار كبير قرب مركز لتوزيع المساعدات في محور "نتساريم" وسط قطاع غزة، تلاه إطلاق نار من قبل قوات على المواطنين العائدين من تلقي المساعدات.
وفي ظل التوتر المتزايد، اقتحم مئات الفلسطينيين مستودعاً تابعاً للأمم المتحدة في قطاع غزة، في الوقت الذي تتدفق فيه المساعدات الإنسانية إلى المنطقة المنكوبة.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى وفاة شخصين وإصابة آخرين خلال اقتحام المستودع.
من جهته، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضي بـ"فقدان السيطرة المؤقت" على أحد مواقع توزيع المساعدات في قطاع غزة، بعد اندفاع حشود من الفلسطينيين عليه، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية والأميركية تعاملت مع الوضع واستعادت السيطرة.