يتهيأ حزب العمال الكردستاني لتسليم السلاح وفتح صفحة جديدة في تاريخه السياسي. فبعد أسابيع من إعلان حلّ تنظيماته، بات تسليم مجموعة من مقاتليه لأسلحتهم في إقليم كردستان العراق مسألة أيام، في خطوة قد تشكّل منعطفًا حاسمًا في أحد أطول النزاعات بالشرق الأوسط.
من المتوقّع أن تتم مراسم تسليم السلاح مطلع تموز/يوليو في مدينة السليمانية، وفق ما أفاد به مصدران في حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وأكد أحد المصدرين لوكالة "رويترز" أن "الاستعدادات جارية بالتنسيق مع السلطات الأمنية الكردية في السليمانية"، مشيرًا إلى أن مجموعة صغيرة من المقاتلين ستشارك في هذه الخطوة الأولى.
وكان المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي، عمر جليك، قد صرّح يوم الثلاثاء أن عملية تسليم الأسلحة قد تبدأ "في غضون أيام"، دون تحديد جدول زمني دقيق.
وأضاف جليك أن الأيام القادمة ستكون مهمة للغاية "من أجل تركيا خالية من الإرهاب"، مشيرًا إلى أن البلاد بلغت مرحلة متقدمة قد تسمح ببدء العملية قريبًا.
تحوّل مفصلي في مسار الحزب
يمثل هذا التحوّل لحظة مفصلية في مسار الحزب الذي خاض تمردًا مسلحًا منذ عام 1984، وأودى الصراع الناتج عنه بحياة أكثر من 40 ألف شخص، كما تسبّب بتوتر مزمن بين أنقرة وسكانها الأكراد، وامتد تأثيره إلى علاقات تركيا الإقليمية.
وقد أعلنت قيادة حزب العمال الكردستاني في أيار/مايو الماضي حلّ التنظيم وإنهاء العمل المسلح، في خطوة وُصفت بأنها تاريخية، وسبقتها أشهر من الإجراءات التمهيدية أبرزها إعلان وقف إطلاق النار.
ويعود هذا التغيير الجذري في نهج الحزب إلى نداء وجهه زعيمه المؤسس عبد الله أوجلان من سجن إمرالي جنوب إسطنبول، حيث يقبع منذ عام 1999. دعوة أوجلان فتحت الباب أمام تحوّل تدريجي نحو التفاوض السياسي، بدلًا من الكفاح المسلح الذي استمر لعقود.
وخلال السنوات الماضية، اتخذ معظم مقاتلي الحزب من جبال شمال العراق قاعدة لهم، وهي منطقة تحتفظ فيها تركيا بقواعد عسكرية وتشن منها عمليات متكررة ضد عناصر الحزب.
حتى الآن، لم تُكشف تفاصيل دقيقة حول آلية تنفيذ العملية، لكن الحكومة التركية شددت على أنها ستتابع المرحلة المقبلة عن كثب لضمان الالتزام الكامل بالتفاهمات.