الولايات المتحدة تتبنى خطة إسرائيلية لوقف إطلاق النار مع حماس، تشمل إطلاق سراح الأسرى ونزع السلاح من غزة، مع وضع الحركة في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.
كشفت صحيفة معاريف، نقلاً عن المراسلة السياسية آنا براسكي، أن خطة المستشار الإسرائيلي رون ديرمر بدأت تتحول إلى واقع عملي، بعد أن قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب عرضاً لحركة حماس يتماشى مع مقترحات ديرمر.
وتبدو المبادرة الأميركية استجابة لإستراتيجية إسرائيلية تقضي بتحويل مسار المفاوضات من مواجهة مباشرة مع حماس إلى رعاية أميركية كاملة، ما يمنح تل أبيب موقعاً استراتيجياً متقدماً، سواء تم التوصل لاتفاق أم لم يتم.
تفاصيل الصفقة الأميركية المقترحة
أوضح التقرير أن المقترح يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة فور بدء الصفقة، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية وآلاف المعتقلين الآخرين.
كما يتضمن إيقاف عملية "عربات جدعون 2" التي أطلقها الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة بالكامل، مع فتح مسار تفاوضي جديد برعاية ترامب لإنهاء الحرب بشكل كامل.
ووصفت براسكي خطة ديرمر بأنها "أطروحة باردة وبسيطة" تقوم على أساس أن الاتفاق لن يكون مع حماس، بل مع الولايات المتحدة مباشرة.
وبتبني واشنطن المبادئ الإسرائيلية، تحصل تل أبيب على مكاسب مسبقة، بينما تبقى مسؤولية استمرار الحرب على عاتق حماس في حال رفضها المقترح.
خمس نقاط إسرائيلية أساسية
حدد مجلس الوزراء الإسرائيلي خمسة بنود تمثل إطار الخطة:
نزع سلاح حماس بالكامل.
إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين.
السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة.
إقامة حكومة مدنية بديلة ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية.
تأمين شرعية دولية لاستمرار العمليات إذا لم توافق حماس.
ما السيناريوهات المحتملة من حركة حماس؟
السيناريو الأول يتمثل في موافقة حماس على شروط تفكيك بنيتها العسكرية، إعادة الأسرى، نزع السلاح، والسيطرة الإسرائيلية، وهو ما يمنح إسرائيل "إنجازاً غير مسبوق".
أما السيناريو الثاني فيتمثل في رفض من حماس، ما يحوّل العبء السياسي إلى الحركة، بينما تكسب إسرائيل دعمًا دوليًا لاستمرار القتال.
الإستراتيجية الإسرائيلية: المظهر الأميركي والغطاء الدولي
تعتمد تل أبيب على تقديم الخطة على أنها أميركية بالكامل لتعزيز فرص نجاحها وفرض الشرعية الدولية، مع الحفاظ على موقفها الرسمي بينما تُجبر حماس على تفسير رفضها أمام العالم.
ويتلخص المشهد الآن في خيارين: إما إنهاء الحرب بشروط إسرائيلية كاملة، أو استمرار الصراع تحت غطاء الشرعية الدولية.