يتجدّد التوتر على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية، مع تصعيد إسرائيلي واسع طال عدة مناطق جنوبية وشرقية، بالتزامن مع زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الخميس، مقتل شخص جراء هجوم نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية على طريق عين بعال – البازورية في قضاء صور.
من جهته، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن سلاح الجو أغار على "بنى تحتية لإنتاج وتخزين وسائل قتالية استراتيجية لحزب الله في منطقة البقاع".
وأضاف عبر منصة "إكس" أن الجيش هاجم أيضًا مواقع في الزرارية جنوب لبنان.
وشمل التصعيد الإسرائيلي أيضًا تفجير مبنى تابع لمدرسة مخصّصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في بلدة عيتا الشعب الحدودية.
كما شن الطيران الحربي غارات مكثفة على أطراف بلدة أنصار الجنوبية، إضافة إلى استهداف منطقة الشعرة في البقاع الشرقي. كما سُجّل تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي فوق أجواء السلسلتين الشرقية والغربية.
اتفاق هشّ
يأتي التصعيد بعد أشهر من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وينص على انسحاب إسرائيل من المناطق التي سيطرت عليها خلال الحرب، مقابل انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
غير أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بخمس تلال استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، يطالب لبنان باستعادتها، وسط غارات إسرائيلية متكررة تقول إسرائيل إنها تستهدف مواقع مرتبطة بحزب الله.
زيارة فرنسية
تزامنت هذه الغارات مع زيارة الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان إلى بيروت، حيث شدد الرئيس جوزيف عون خلال استقباله على أن "أي ضغط فرنسي أو أمريكي على إسرائيل لوقف الاعتداءات سيساعد الجيش في استكمال خطته الأمنية".
وأكد أن التماسك اللبناني الداخلي راسخ، مشيرًا إلى أن الجيش يواصل تنفيذ خطته بدءًا من جنوب الليطاني لسحب المظاهر المسلحة كافة، لكن استمرار وجود القوات الإسرائيلية في بعض الأراضي اللبنانية يعيق الانتشار حتى الحدود الدولية.
وأضاف الرئيس أن لبنان طالب مرارًا بإلزام إسرائيل بالتقيد باتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن الأخيرة لم تلتزم ولم تُفرج عن الأسرى اللبنانيين، فضلًا عن استمرارها في خرق القرار 1701.
كما شدد على أن الجيش يواصل عمله على كامل الأراضي الحدودية، ويقيم الحواجز ونقاط التفتيش، مع أوامر صارمة بمصادرة الأسلحة والذخائر من أي جهة كانت.
وأقرت الحكومة في آب/ أغسطس قرارًا قضى بتكليف الجيش إعداد خطة تهدف إلى نزع سلاح حزب الله وتنفيذها قبل نهاية العام. وجاء القرار وسط ضغوط أمريكية مباشرة ومخاوف متصاعدة من أن يؤدي استمرار الضربات الإسرائيلية إلى توسيع رقعة المواجهة.