وصف الرئيس الأميركي الذي التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي في ألاسكا، شراء دول حلف شمال الأطلسي النفط الروسي بأنه "أمر صادم" وقال إنه يضعف موقفها التفاوضي أمام موسكو.
وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة مباشرة إلى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) والعالم، دعاهم فيها إلى التوقف عن شراء النفط من روسيا كشرط أساسي قبل أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات "كبرى" على موسكو.
وكتب ترامب في رسالته المنشورة على منصته "تروث سوشال" :"أنا مستعد لفرض عقوبات كبرى على روسيا عندما تكون جميع دول الناتو قد وافقت وبدأت بتنفيذ الأمر نفسه، وعندما تتوقف كل دول الناتو عن شراء النفط من روسيا".
وتابع: "كما تعلمون، التزام الناتو بالانتصار كان أقل من 100%، وشراء النفط الروسي من قبل بعض الدول كان أمرًا صادمًا، إنه يضعف كثيرًا موقفكم التفاوضي أمام روسيا"، مضيفًا :"على أي حال، أنا مستعد للتحرك عندما تكونون أنتم كذلك. فقط قولوا متى؟".
ترامب "أساء تقدير" رغبة بوتين في السلام
في سياق متصل، كشف موقع "أكسيوس" أن ترامب هدّد مرارًا بفرض عقوبات إضافية على موسكو لدفعها إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه لم يُقدم حتى الآن على اتخاذ هذه الخطوة رغم تصريحاته العلنية.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ "أكسيوس"، فإن ترامب اعترف لمقرّبين منه بأنه أساء تقدير رغبة بوتين في السلام، رغم وعوده السابقة بالتوصل إلى إنهاء سريع للنزاع.
وأوضح "أكسيوس" في تقريره أن من أبرز الدول الأوروبية المستوردة للنفط الروسي هنغاريا وسلوفاكيا، وهما من أبرز حلفاء ترامب السياسيين في القارة.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخزانة الأميركية إن وزراء مالية مجموعة السبع عقدوا، الجمعة، اجتماعًا افتراضيًا لمناقشة سبل زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا.
وخلال الاجتماع، شدد وزير الخزانة سكوت بيسنت على ضرورة فرض عقوبات ورسوم جمركية على أي دولة تشتري النفط الروسي.
مقترح ضد الصين
إلى جانب ملف روسيا، دعا ترامب دول الحلف إلى توسيع نطاق المواجهة عبر إجراءات اقتصادية ضد الصين.
واقترح ترامب فرض رسوم جمركية تتراوح بين 50% و100% على بكين، تُرفع بالكامل بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، معتبرًا أن مثل هذه الخطوة "ستكسر قبضة الصين القوية على روسيا".
وأضاف :"أعتقد أن هذه العقوبات، بالإضافة إلى فرض الناتو ككتلة واحدة رسوماً جمركية بين 50% و100% على الصين، سيكونان مساهمة كبيرة في إنهاء هذه الحرب المميتة، والسخيفة أيضًا".
تحميل بايدن وزيلينسكي المسؤولية
حرص ترامب في رسالته على التمييز بين نفسه والإدارة الحالية، مؤكداً أن الحرب لم تكن لتندلع لو كان لا يزال في السلطة. وقال: "هذه ليست حرب ترامب، بل حرب الرئيس السابق جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنا هنا فقط لأساعد في وقفها وإنقاذ آلاف الأرواح".
وأشار إلى أن أكثر من سبعة آلاف شخص قتلوا في أوكرانيا خلال أسبوع واحد فقط، معتبراً أن التزام الناتو بمطالبه كفيل بإنهاء الحرب سريعاً وإنقاذ "آلاف الأرواح الروسية والأوكرانية".
تهديدات سابقة وعقوبات على الهند
تأتي رسالة ترامب امتدادًا لتهديداته المتكررة بفرض عقوبات جديدة على موسكو، وعقوبات ثانوية على الدول التي تستمر في شراء النفط الروسي، ومن بينها الصين والهند.
وكان ترامب قد فرض بالفعل رسوماً إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية، بحجة استمرار نيودلهي في استيراد النفط من روسيا، لكنه لم يتخذ بعد إجراءات مماثلة ضد الصين، رغم وصفه تعاونها مع موسكو بأنه مقلق.
منذ أشهر يكرر ترامب أن وقف شراء النفط الروسي خطوة أساسية لتجفيف الإيرادات التي تموّل حرب الكرملين في أوكرانيا.
وقد صعّد من لهجته بعد الهجوم الجوي الروسي الأكبر منذ بدء الحرب، ملوحاً بفرض عقوبات إضافية إذا لم يتحقق أي تقدّم نحو إنهاء النزاع.