وجّه ترامب اتهامات مباشرة إلى "الديمقراطيين"، قائلاً إنهم ضغطوا على العمدة بوزر لإبلاغ الحكومة بعدم التعاون مع إدارة الهجرة والجمارك، محذراً: "إذا توقفت الشرطة عن التعاون، فستعود الجريمة لتتفشّى بقوة".
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، عزمه إعلان "حالة طوارئ وطنية" وإخضاع العاصمة واشنطن تحت الإدارة الفيدرالية المباشرة، وذلك رداً على قرار عمدة المدينة موريال بوزر بعدم تعاون شرطة العاصمة مع إدارة الهجرة والجمارك (ICE).
وجاء ذلك عبرمنصته "تروث سوشيال" موجهاً منشوراً إلى سكان العاصمة وتجارها قال فيه: "إلى الناس والأعمال في واشنطن العاصمة: لا تقلقوا، أنا معكم ولن أسمح بحدوث هذا. سأعلن حالة طوارئ وطنية، وسأُخضع المدينة للسيطرة الفيدرالية إذا لزم الأمر".
خلفية الخلاف: رفض تبادل معلومات الهجرة
ويتعلق جوهر الخلاف بامتناع شرطة العاصمة عن تقديم معلومات تتعلق بالأفراد الداخلين أو المقيمين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وهو ملف حساس يمسّ صلاحيات محلية مقابل تدخل فيدرالي متصاعد.
وسبق أن أصدر ترامب أوامر عملية بوضع إدارة شرطة العاصمة تحت السيطرة الفيدرالية المباشرة، وأرسل قوات إنفاذ قانون فيدرالية، بينها عناصر من ICE لتسيير الدوريات في الشوارع. ولا يزال الغموض يلفّ موعد انتهاء مهمة هذه القوات.
ووجّه ترامب اتهامات مباشرة لـ"الديمقراطيين"، قائلاً إنهم ضغطوا على العمدة بوزر لإبلاغ الحكومة بعدم التعاون مع إدارة الهجرة والجمارك، وحذّر:"إذا توقفت الشرطة عن التعاون مع ICE، فسوف تعود الجريمة زاحفةً بقوة".
ولا يزال مكتب العمدة بوزر لم يُصدر أي تعليق رسمي على تصريحات ترامب أو منشوره حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
تناقض ظاهر
واللافت أن العمدة بوزر، التي ترفض اليوم التعاون مع ICE، كانت قد أشادت علناً في وقت سابق بالنتائج الأمنية التي ترتبت على الانتشار الفيدرالي، والذي رافقه انخفاض ملموس في معدلات الجريمة، كما وقّعت أمراً تنفيذياً يُلزم أجهزة المدينة بالتنسيق مع السلطات الفيدرالية في ملف الأمن والإنفاذ.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرس الوطني في الولايات المتحدة يُعتبر قوة ميليشياوية تخضع في العادة لسلطة حكام الولايات الخمسين، إلا في حال استدعائه للخدمة الفيدرالية. أما حرس العاصمة الوطنية، فله وضع استثنائي: فهو يُجيب مباشرةً لأوامر الرئيس الأمريكي، دون وسيط ما يمنح ترامب سلطة تنفيذية فورية على الأرض في حال قرر التصعيد.