أكد نتنياهو أن بلاده "لا تزال قوية ومتفوقة تكنولوجيًا"، مشيرًا إلى أن "جزءًا كبيرًا من البيانات الاستخباراتية الأمريكية مصدره إسرائيل".
أثار تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عُقد في القدس الغربية يوم الثلاثاء، على هامش لقائه وفدًا من الكونغرس الأمريكي، ردود فعل واسعة وتساؤلات عديدة، بعد قوله "إذا كنت تحمل هاتفًا محمولًا فأنت تحمل قطعة من إسرائيل في يدك".
وتم تداول مقطع الفيديو الخاص بالتصريح على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما في لبنان، حيث ربط مستخدمون بينه وبين الأداء التكنولوجي لإسرائيل في الصراعات الأخيرة.
وأثناء اللقاء، استعرض نتنياهو ما وصفه بـ"الإسهامات الإسرائيلية" في مجالات الطب وأنظمة الأسلحة والزراعة، مدعيًا أن "حتى الطماطم التي تستهلكونها تأتي من إسرائيل".
وردًا على السؤال حول العزلة الدبلوماسية التي تواجهها إسرائيل على ضوء الحرب في غزة وتحركاتها في المنطقة، أكد زعيم حزب الليكود أن بلاده "لا تزال قوية ومتفوقة تكنولوجيًا"، مشيرًا إلى أن "جزءًا كبيرًا من البيانات الاستخباراتية الأمريكية مصدره إسرائيل".
أول حرب تعتمد على الذكاء الاصطناعي في العالم
من جانب آخر، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، وصفته بأنه أحد المهندسين الرئيسيين لبرنامج الرقمنة في الجيش، قوله إن "الحرب الحالية بين إسرائيل وخصومها هي الأولى من نوعها التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف".
وأضاف الضابط: "التكنولوجيا لم تعد رفاهية، بل ضرورة حتمية. نواجه ساحات قتال جديدة بتحديات غير مسبوقة، ونعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة وقدرات متطورة".
وكشف التقرير أن إسرائيل عملت خلال السنوات الخمس الماضية على دمج استراتيجيتها العسكرية بأدوات قتالية متصلة بالشبكات، مع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة كعوامل أساسية لتنسيق تدفق المعلومات بين الوحدات والقيادات الميدانية.
وأكد الضابط أن "هذه القدرات الحديثة أنقذت حياة آلاف الجنود، وكان من الممكن أن يزيد عدد القتلى بأكثر من 5000 جندي، وأن يبقى آلاف المصنفين إرهابيين على قيد الحياة لولاها".
وبحسب الصحيفة، فقد أنشأ الجيش الإسرائيلي في عام 2019 "إدارة التحول الرقمي" التابعة لمديرية القيادة والتحكم والدفاع السيبراني، بهدف توظيف أحدث التطورات التكنولوجية في المجال العسكري وربط جميع الوحدات ببنية تحتية متطورة.
وأشار التقرير إلى أن العمليات العسكرية السابقة كانت تستغرق وقتًا طويلاً لرصد الهدف ونقل البيانات إلى الدبابات أو الطائرات، بينما أصبح بالإمكان الآن تحديد الهدف وتوجيه الضربة المناسبة إليه في وقت قياسي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله: "طورنا نماذج ذكاء اصطناعي بمشاركة 300 متخصص، وزودناها بجميع البيانات المتاحة. في بعض الأيام، كان يُكتشف حتى 400 هدف جديد، ويتم التخلص من نصفها في اليوم نفسه. بالمقارنة، كنا نحصل على 50 إلى 100 هدف سنويًا في 2009".
وأكد الضابط أن 80% من الضربات خلال العمليات الأخيرة في لبنان كانت بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مدعيًا أن الخوارزميات تميز بين المدنيين والمقاتلين في المناطق الحضرية المزدحمة.