أثارت مغادرة المؤثرة الفلسطينية ملك فضة قطاع غزة انتقادات حادة وسط اتهامات باستغلال التبرعات المالية لمصلحتها الشخصية.
أشعلت مغادرة المؤثرة الغزية ملاك فضة، الشابة البالغة من العمر 22 عامًا، النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي والأوساط الفلسطينية، بعد أن غادرت القطاع عبر الأردن، فيما قوبلت رحلتها بموجة انتقادات حادة ومطالب بتوضيح موقفها من جمع التبرعات التي روجت لها خلال الحرب الأخيرة في غزة.
شهرة خلال الحرب
واكتسبت ملاك فضة شهرة واسعة خلال الحرب على غزة، التي استمرت 23 شهرًا، إذ كانت تنشر بشكل مستمر مقاطع فيديو على "إنستغرام" و"تيك توك"، توثق فيها حياة المدنيين في القطاع تحت وطأة الحرب.
وبدأت في أيار/مايو 2023 حسابها على إنستغرام قبل أشهر من الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023، ثم نشرت محتوى يظهر حياتها اليومية، مثل إعداد الخبز في المخابز المحلية، وتوثيق نشاطاتها الخيرية، بما في ذلك توزيع الطعام في مطابخ المجتمع، قبل أن تؤسس منظمة "صندوق ملك" لجمع التبرعات لغزة.
منشور مثير للنقاش
ونشرت في 10 أيلول/سبتمبر 2025 على إنستغرام منشورًا قالت فيه: "الحمد لله — تم إدخال أخي للعلاج في الخارج وأنا أرافقه، الرجاء الدعاء له"، مرفقًا بصور له وهو يعاني من إصابات في الرأس والذراع.
وأثارت هذه المشاركة موجة نقاشات على الإنترنت، حيث اتهمها البعض بجمع مبالغ مالية كبيرة لمساعدة سكان غزة، ثم مغادرة القطاع رغم تعهدها سابقًا بعدم القيام بذلك.
وقال أحد المعلقين على منصة "إكس": "هربت ملك من غزة تحت ذريعة إنسانية، تاركة وراءها ملايين الدولارات من السرقة والخيانة".
بينما أعاد آخرون نشر مقابلة قديمة لها مع قناة الجزيرة، قالت فيها: "لن نغادر غزة لأننا أصحاب الأرض الشرعيون. إذا دُمّرت، سنعيد بنائها. إذا مات أطفالنا، سنحضر أطفالًا جددًا"، معتبرين أن مغادرتها تتناقض مع كلامها السابق.
جدل حول ظروف المغادرة
وتم تداول وثائق على الإنترنت أفادت بأن ملاك فضة، الاسم الحقيقي ملك أبو زياده، كانت هي المريضة التي تحتاج للعلاج بالخارج بسبب حصى في الكلى، ما أثار تكهنات حول دور علاقاتها الشخصية في مغادرتها غزة، وهو ما نفته وزارة الصحة في غزة، مؤكدة أن رحلتها تمت عبر تنسيق خاص ومن دون تدخل رسمي، وأنها لم تشارك في تحديد المرافقين للمرضى.
ورغم الانتقادات، واصلت المؤثرة نشر محتوى عن غزة بعد مغادرتها، بما في ذلك مقاطع تُظهر توزيع المياه والطعام على النازحين الذين فروا جنوبًا من مدينة غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
مغادرة شخصيات أخرى
وتزامن هذا مع مغادرة بعض مسؤولي حماس للقطاع، مثل أنور عطالله، عضو مجلس بلدية غزة، الذي غادر القطاع إلى الأردن ثم تركيا، فيما رفضت السلطات طلبات خروج أخرى لموظفين مرتبطين بالحركة.
تجدر الإشارة إلى أن ملاك فضة حظيت باهتمام واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تجاوز عدد متابعيها 3.4 مليون على إنستغرام و200 ألف على تيك توك.