أسطول من القوارب والسفن يواصل رحلته الطويلة نحو غزة متحديًا المخاطر والتهديدات، بعدما انطلق كمجموعة محدودة من النشطاء في برشلونة، ليتحوّل سريعًا إلى تحرّك بحري واسع يضم عشرات السفن من دول مختلفة، حاملاً رسالة واضحة: لا صمت أمام "الحصار" المفروض على غزة.
الأسطول الذي أطلق عليه اسم "الصمود العالمي" لم يعد مجرد مبادرة صغيرة، فبعد مرور أسابيع على انطلاقه، تضاعف حجمه ليضم ما يقارب أربعين سفينة، بعضها شراعية وأخرى أكبر حجمًا.
المجموعة الأولى التي ضمّت نحو عشرين سفينة، غادرت برشلونة في الأول من أيلول/سبتمبر، وتوقفت بشكل عابر قرب جزيرة مينوركا قبل أن تصل إلى السواحل التونسية في السابع من الشهر نفسه.
هناك، بقيت السفن لخمسة أيام قبالة ضاحية سيدي بوسعيد، قبل أن تبحر نحو مدينة بنزرت شمال تونس، ثم تغادر المياه التونسية يوم الثلاثاء متجهة إلى إيطاليا. وأثناء وجودها في تونس، أبلغ المشاركون عن تلقيهم تهديدات من طائرات مسيّرة.
في المقابل، انطلقت من أحد الموانئ شمال سيراكيوز مجموعة أخرى من نحو عشرين سفينة يوم الثلاثاء، وأبحرت إلى بورتوبالو على الساحل الجنوبي الإيطالي. ويوم الخميس، اندمجت هذه المجموعة مع الوفد الإسباني، ليتوقف الأسطول قبالة الساحل الجنوبي لصقلية، ثم يواصل مساره شرقًا.
وبين الخميس والسبت، قطع المشاركون حوالي 55 ميلًا بحريًا، مع توقف مؤقت بسبب الرياح القوية، قبل أن يستأنفوا الإبحار بعد ظهر 20 أيلول/سبتمبر. وبذلك، بلغ بعض أفراد الطاقم يومهم العشرين في البحر منذ مغادرتهم إسبانيا.
مسار طويل نحو غزة
يبتعد الأسطول حاليًا نحو 1000 ميل عن شواطئ غزة. ويتوقّع النشطاء أن يستغرق الوصول ما لا يقل عن ثمانية أيام. حتى الآن، قطع الوفد الإسباني وحده نحو 1000 ميل منذ انطلاقته.
بالتوازي، تتحرك مجموعة أخرى من القوارب الشراعية من اليونان، بعد أن غادرت جزيرة سيروس يوم الأحد، وهي الآن قرب جزيرة ميلوس، أقصى جنوب غرب جزر سيكلاديز.
ويواصل النشطاء نشر تحديثاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين خشيتهم من أن تتعرض سفنهم لهجوم إسرائيلي في أي لحظة. ومع ذلك، فإنهم مستمرون في الإبحار شرقًا، متمسكين بفكرة أن هذا الأسطول قادر على حمل صدى رسالتهم السياسية والإنسانية إلى العالم.