Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

أعنف هجوم إسرائيلي منذ بدء الهدنة يحصد مئة قتيل في غزة... فهل يصمد اتفاق وقف الحرب؟

يحيى عيد ينعى جثمان ابن أخيه شعبان عيد البالغ من العمر 10 سنوات، والذي قتل في غارة للجيش الإسرائيلي على مخيم البريج، الأربعاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
يحيى عيد ينعى جثمان ابن أخيه شعبان عيد البالغ من العمر 10 سنوات، والذي قتل في غارة للجيش الإسرائيلي على مخيم البريج، الأربعاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025. حقوق النشر  Abdel Kareem Hana/Copyright 2025 The AP. All rights reserved.
حقوق النشر Abdel Kareem Hana/Copyright 2025 The AP. All rights reserved.
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

اهتزّ اتفاق وقف الحرب في غزة بعد قصف إسرائيلي عنيف أمس أوقع مئة قتيل، ما أثار مخاوف من انهيار الاتفاق، فيما تبقى فرص صموده قائمة بفضل ضغوط دولية متواصلة.

في اليوم التاسع عشر من بدء تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة، ما زال الاتفاق قائمًا لكنه يعيش تحت ضغط ميداني وسياسي متزايد. فمساء أمس شهد القطاع أعنف قصف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، أسفر خلال أقل من اثنتي عشرة ساعة عن مئة قتيل بينهم خمسة وثلاثون طفلًا، وفق ما أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة.

واليوم أعلنت إسرائيل أنها استأنفت تنفيذ الاتفاق "بناءً على توجيهات المستوى السياسي"، في وقتٍ تتصاعد فيه الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية التعامل مع حماس ومستقبل التهدئة.

القصف الأعنف منذ بدء الهدنة

ترك القصف الإسرائيلي الأخير أثرًا عميقًا في الشارع الغزي، إذ استُهدفت مناطق واسعة في شمال وجنوب القطاع، بعد سلسلة غارات متقطعة وقص مدفعي خلال الأيام الماضية. لكن جولة الأمس كانت الأوسع والأكثر دموية منذ بدء تطبيق الاتفاق. وقد برّرت تل أبيب الهجوم بأنه ردّ على عملية نُسبت إلى حركة حماس أدّت إلى مقتل الجندي الإسرائيلي يونا إفرايم فيلدباوم البالغ من العمر سبعة وثلاثين عامًا في رفح، بينما نفت حماس مسؤوليتها عن الحادث، وأكدت تمسكها ببنود الاتفاق، ووصفت الغارات بأنها "انتهاك صارخ ومحاولة لإفشاله".

فلسطينيون ينعون جثامين عائلة أبو دلال التي قتلت في غارة عسكرية إسرائيلية خلال جنازتهم في مستشفى العودة في النصيرات، وسط قطاع غزة، الأربعاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
فلسطينيون ينعون جثامين عائلة أبو دلال التي قتلت في غارة عسكرية إسرائيلية خلال جنازتهم في مستشفى العودة في النصيرات، وسط قطاع غزة، الأربعاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025. Abdel Kareem Hana/Copyright 2025 The AP. All rights reserved.

خطاب تصعيدي يهدد بتقويض الهدنة

لم يقتصر التوتر على الميدان، بل تمدد إلى المشهد السياسي داخل إسرائيل. فقد حذر وزير الدفاع يسرائيل كاتس من أن قيادة حماس لن تحظى بحصانة، متوعدًا بأن "كل يدّ تُمدّ على جندي إسرائيلي ستُقطع"، ومؤكدًا أن الجيش تلقى تعليمات "بالتصرف بحزم ضد كل هدف لحماس". هذا التصريح عكس توجها أكثر تشددًا داخل المؤسسة العسكرية، وأوحى باستعداد لاستئناف العمليات الهجومية متى استُهدفت القوات الإسرائيلية.

أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اختار العودة إلى وقف إطلاق النار بدل خوض "حرب شاملة" للقضاء على حماس، محذرًا من أن "التخلي عن هدف تفكيك الحركة يعني أن الحكومة لن يكون لها الحق في الوجود".

هذه المواقف المتشددة تُظهر عمق الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية، وتكشف عن ضغط داخلي متزايد يدفع باتجاه استئناف العمليات العسكرية، الأمر الذي يهدد بتقويض أسس الاتفاق القائم.

فرص الصمود وموقف ترامب

ورغم قتامة المشهد في غزة، لا تزال هناك فرص حقيقية لبقاء الاتفاق صامدًا، بفضل الضغط الدولي المتزايد لمنع انهياره. فقد أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن على إسرائيل أن "ترد على مقتل أي من جنودها"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن وقف إطلاق النار القائم لن يتأثر بهذه الحوادث، في ما بدا أنه رسالة مزدوجة تجمع بين تفهّم الموقف الإسرائيلي والتمسك باستمرار التهدئة.

أما الاتحاد الأوروبي فجدّد دعوته جميع الأطراف إلى احترام الهدنة، مؤكدًا أن "لا حل عسكريًا لهذا النزاع" وأن على الجميع كسر دائرة العنف والموت. هذه المواقف، مع اتصالات الوسطاء الإقليميين، تمثل شبكة إنقاذ سياسية تسعى إلى تثبيت الاتفاق وتخفيف التوتر قبل أن يتسع مجددًا.

خيط رفيع بين النار والتهدئة

الهدنة لا تزال قائمة لكنها هشة ومهددة بالانهيار في أي لحظة. مستقبلها مرتبط بسرعة تحرك الوسطاء، وبقدرتهم على احتواء تداعيات قصف أمس وإعادة ضبط الميدان. فإذا تمكنت الجهود الدولية من تهدئة الوضع فقد يصمد الاتفاق مجددًا.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة