Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

أكبر ميزانية في تاريخ التعويضات.. ألمانيا ترصد مليار دولار لرعاية الناجين من الهولوكوست

رجل يقف أمام صور وشموع معروضة في معرض بعنوان "وجوه الضحايا"، الذي يُحيي ذكرى ضحايا الهولوكوست في مركز هولوكوست التذكاري في بودابست، المجر،
رجل يقف أمام صور وشموع معروضة في معرض بعنوان "وجوه الضحايا"، الذي يُحيي ذكرى ضحايا الهولوكوست في مركز هولوكوست التذكاري في بودابست، المجر، حقوق النشر  Tibor Illyes/AP2009
حقوق النشر Tibor Illyes/AP2009
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها ألمانيا وتزايد التزاماتها المالية نتيجة الحرب في أوكرانيا، أشاد أيزنستات بـ"تحمّل الحكومة الألمانية لمسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية"، معتبرًا أن هذا الالتزام يرفض فكرة وجود ما يُسمى بـ"التعب من ذكرى الهولوكوست" داخل المجتمع الألماني.

أعلنت الحكومة الألمانية عن تخصيص مبلغ قياسي قدره 1.08 مليار دولار لتمويل الرعاية المنزلية للناجين من المحرقة خلال عام 2026، في أكبر موازنة منذ بدء برامج التعويضات التاريخية التي أقرتها برلين قبل أكثر من سبعة عقود.

وتم التوصل إلى القرار بعد مفاوضات مطوّلة مع مؤتمر المطالبات المادية لليهود ضد ألمانيا (Claims Conference)، استجابةً لتزايد احتياجات الفئة المتقدمة في السن من الناجين.

وقال المفاوض الرئيسي للمؤتمر، ستيوارت إي. أيزنستات، إن التمويل الجديد "سيتيح توفير الرعاية المنزلية لكل الناجين الذين ما زالوا على قوائم الانتظار"، مؤكدًا أن المبلغ يمثل "أكبر ميزانية رعاية منزلية في تاريخ المفاوضات مع ألمانيا منذ عام 1952".

ورغم تناقص أعداد الناجين بشكل كبير مع مرور السنين، شدّد أيزنستات على أن "تراجع الأعداد لا يعني انخفاض الاحتياجات"، مضيفًا أن من تبقى منهم في الثمانينيات والتسعينيات من العمر "بحاجة أكبر إلى الرعاية اليومية، مما يتطلب زيادة التمويل رغم قلة عددهم".

وتشير التقديرات إلى أن عدد الناجين من المحرقة يبلغ نحو 200 ألف شخص حول العالم، يعيش أكثر من 80% منهم في دول الاتحاد السوفييتي السابق تحت خط الفقر أو قريبين منه، فيما يعاني نحو ثلث الناجين المقيمين في الولايات المتحدة وإسرائيل من ظروف معيشية صعبة.

وأوضح أيزنستات أن هذا التمويل "يمنح الناجين قدرًا من الكرامة التي حُرموا منها في شبابهم"، داعيًا المؤسسات المحلية إلى دعم الجهود لضمان حياة كريمة لهم في أعوامهم الأخيرة.

ورغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها ألمانيا والتزاماتها المالية المتزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا، فإن أيزنستات أشاد بـ"تحمّل الحكومة الألمانية مسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية"، معتبرًا أن "هذا الالتزام ينفي فكرة وجود ما يُسمى بالتعب من ذكرى الهولوكوست" داخل المجتمع الألماني.

ولم يقتصر الاتفاق على رعاية الناجين فحسب، بل شمل أيضًا تخصيص دعم مالي لفئة أُطلق عليها اسم "المنقذون الأبرار"، وهم من غير اليهود الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ يهود خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

كما مددت ألمانيا دعمها لبرامج التعليم حول الهولوكوست حتى عام 2029، بميزانية تصل إلى 205 ملايين دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، في محاولة للحفاظ على الذاكرة التاريخية في ظل رحيل الشهود المباشرين.

وقال أيزنستات إن "التعليم حول الهولوكوست مهم في مواجهة تصاعد معاداة السامية وإنكار التاريخ"، مضيفًا أن الهدف من هذه البرامج هو "إرساء قيم التسامح والإنسانية في عالم يموج بالتعصّب والانقسامات".

وختم أيزنستات حديثه بالقول: "إن الدرس الحقيقي من الهولوكوست هو أن نتعلم كيف نكون متسامحين، وكيف نحترم الاختلاف، ونعمل معًا لحل مشكلاتنا دون أن ننظر إلى الآخرين كأعداء."

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة