دعا فيدان الأمم المتحدة إلى "الإفصاح عن نطاق عمل قوة الاستقرار المخطط إنشاؤها في غزة".
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ونظيره المصري بدر عبد العاطي، تطابق مواقف البلدين حيال الأزمة السودانية ورفضهما القاطع لأي مخططات لتقسيم السودان، مشددَين على ضرورة وقف الحرب والاحتكام إلى الحلول السياسية.
وقال عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد في أنقرة اليوم الأربعاء 12 تشرين الثاني/نوفمبر عقب الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشترك بين البلدين، إن المباحثات تناولت بشكل موسّع مستجدات الأزمة السودانية، حيث جرى التأكيد على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية والدعم الكامل لاستعادة الاستقرار والسلام.
وأوضح أنه أطلع نظيره التركي على الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر، بما في ذلك زيارته الأخيرة إلى السودان، مشيراً إلى "توافق كامل على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تراعي وحدة السودان وسلامة أراضيه".
من جهته، شدد فيدان على موقف بلاده الثابت الداعي إلى إنهاء الحرب في السودان عبر الحوار السياسي، مؤكداً دعم تركيا لكل المبادرات الإقليمية الرامية إلى استعادة الاستقرار.
تنسيق مصري تركي بشأن غزة
وتناول الوزيران خلال المؤتمر مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدَين التوافق الكامل بين بلديهما على ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وضمان استمراره، والعمل المشترك على تنفيذ المراحل اللاحقة من الاتفاق بما يتيح إدخال المساعدات الإنسانية وتهيئة الظروف لتحقيق السلام الدائم.
وقال عبد العاطي إن الجانبين المصري والتركي اتفقا على "أهمية العمل المشترك لدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، مشيراً إلى أن المباحثات شملت "الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية بشأن غزة، وتناول المفاوضات حول مشروع القرار الأميركي وقوة الاستقرار الدولية".
وأكد أن "أولوياتنا تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ونشر قوة دولية للسلام وإدخال المساعدات إلى غزة"، مشدداً على أن "إقامة الدولة الفلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة".
وأضاف أن الحوار مستمر مع واشنطن بشأن "نشر قوة دولية لمراقبة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار في غزة"، مشيراً إلى "أهمية منع التصعيد وضرورة ممارسة الضغوط لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وعدم العودة إلى الحرب".
من جانبه، دعا فيدان الأمم المتحدة إلى "الإفصاح عن مجال عمل قوة الاستقرار المخطط إنشاؤها في غزة"، مؤكداً أن بلاده "تعمل من أجل استمرار وقف الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة وتطبيق حل الدولتين".
دعم مشترك لوحدة سوريا
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الوزيران دعم بلديهما لأمن واستقرار وسيادة ووحدة سوريا.
ورحب فيدان، بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، كاشفًا أنه "خلال زيارتي للولايات المتحدة، حظيت بفرصة إبداء موقف تركيا إزاء القضايا الحاسمة في سوريا".
وتابع :"بحثنا خلال لقاءاتنا في الولايات المتحدة سبل تحقيق التوازن الأمني بين سوريا وإسرائيل من خلال التوصل إلى تفاهم، وكيف يمكن تبديد مخاوف دول المنطقة بهذا الشأن".
من جهته، أعرب عبد العاطي عن تطلع القاهرة إلى أن "تعود سوريا للقيام بدورها الفعال في الإطارين العربي والإسلامي وكذلك الدولي"، موضحاً أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال عملية سياسية شاملة لا تقصي أحداً، إلى جانب مكافحة الإرهاب والتطرف بما يحقق تطلعات السوريين.
الأزمة الليبية والملفات الإقليمية الأخرى
وفي الشأن الليبي، اتفق الوزيران على أهمية دعم الجهود الرامية إلى تعزيز الحل الليبي – الليبي، مع احترام دور المؤسسات الوطنية الليبية.
وأكد عبد العاطي تطلعه إلى "سرعة إنهاء الانقسام الحالي، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، وضمان خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا بما يصون وحدة البلاد وسيادتها".
كما تناولت المباحثات عدداً من الملفات الإقليمية الأخرى، بينها الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون المشترك بما يحقق مصالح القارة الإفريقية.