نصبت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، حاجزاً مؤقتاً في بلدة بئر عجم بريف القنيطرة، كما استهدفت في وقت متأخر من مساء أمس محيط تل أحمر شرقي بقذائف المدفعية.
زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس وعدد من كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين جنوب سوريا يوم الأربعاء، وسط تقارير عن محادثات محتملة بشأن اتفاق أمني مع دمشق.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الجولة شارك فيها وزيرا الدفاع يسرائيل كاتس، والخارجية جدعون ساعر، إضافة إلى رئيس أركان الجيش إيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) ديفيد زيني.
وأشارت الهيئة إلى أن جولة نتنياهو وكاتس في الأراضي السورية تأتي في سياق الجهود الأميركية لتوقيع اتفاقية أمنية بين إسرائيل وسوريا.
وبحسب هيئة البث تفقد الوفد الإسرائيلي أحد المواقع العسكرية جنوب سوريا، والتقى بالجنود الميدانيين، مثنياً على أدائهم خلال الحرب، وأجاب على أسئلتهم.
وقال نتنياهو: "نحن فخورون بجنودنا".
من جهتها، ندّدت دمشق بزيارة نتانياهو، وقالت في بيان: "تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات الزيارة غير الشرعية التي قام بها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ووزيرا الدفاع والخارجية إلى جنوب الجمهورية العربية السورية"، معتبرة أنها "تمثّل محاولة جديدة لفرض أمر واقع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
المفاوضات تصل إلى طريق مسدود
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، الإثنين الفائت، أن المفاوضات مع سوريا وصلت إلى طريق مسدود، بعد خلاف حاد حول شروط الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية في جنوب سوريا بعد 8 ديسمبر 2024 عقب سقوط نظام بشار الأسد.
ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية رفضها "طلب الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بالانسحاب من جميع النقاط التي احتلها الجيش الإسرائيلي بعد سقوط الأسد".
وأكدت أن "أي انسحاب لن يتم إلا من خلال اتفاق سلام كامل، وليس اتفاقاً أمنياً"، وأنه "لا يوجد مثل هذا الاتفاق في الأفق في الوقت الحالي".
تصريحات الشرع حول المفاوضات
من جهته، أكد رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع في حديث لصحيفة "واشنطن بوست"، أن بلاده "قطعت شوطاً كبيراً" في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، لكنه شدد على أن أي تسوية تتطلب انسحاباً إسرائيلياً كاملاً إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر 2024، وأعلن أن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تدعم الموقف السوري.
وأشار إلى أن "الوجود الإسرائيلي في سوريا لا ينبع من مخاوف أمنية، بل من طموحات توسعية".
كما أكد أن القوات الإسرائيلية نفذت أكثر من 1000 غارة جوية على الأراضي السورية منذ سقوط نظام الأسد، استهدفت مباني حكومية بارزة، لكن دمشق امتنعت عن الرد "لأولوية إعادة بناء الدولة".
في المقابل عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن موقفه الحذر تجاه الشرع، مشدداً على أن الحكم عليه سيكون بناءً على ما يحدث فعلياً على الأرض.
كما أعرب عن قلقه بشأن حماية الأقلية الدرزية في سوريا، مشيراً إلى أن أي نزع السلاح وضمان حماية دائمة للدروز سيكون شرطاً للمضي قدماً في التعاون. وأضاف: "عندما أنظر إلى الشرع، سأنظر إلى ما يتم فعلياً، وما يتم تحقيقه على الأرض".
في السياق عينه، نصبت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، حاجزاً مؤقتاً في بلدة بئر عجم بريف القنيطرة، كما استهدفت في وقت متأخر من مساء أمس محيط تل أحمر شرقي بقذائف المدفعية.