على صعيد متصل، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن موقفه الحذر تجاه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، مشدداً على أن الحكم على زعيم دمشق سيكون بناءً على ما يحدث فعلياً على الأرض.
أكّد وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية، أسعد الشيباني، أن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر أصبح مسألة وقت فقط، مشيراً إلى أن زيارة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع لواشنطن تأتي ضمن خطوات لإعادة بناء علاقات دمشق مع العالم على أساس الاحترام المتبادل.
وخلال جلسة حوارية في معهد تشاتام هاوس في لندن قال الشيباني إن سوريا لن تشهد حكماً طائفياً آخر، مؤكّداً رغبة بلاده في التحول إلى نموذج إقليمي وعالمي، مضيفاً أن أحداث السويداء والساحل لها سياقات مختلفة وشكلت تحديات كبيرة للحكومة، فأحداث الساحل كانت مفتعلة من فلول النظام ونحن لا نقبل التجاوزات التي ارتكبت.
وأضاف :"أما أحداث السويداء كانت بسبب تراكمات اجتماعية تحولت إلى صدامات فجرها تدخل إسرائيل، والحكومة حاولت ضبط الأمن في المحافظة، مشيرا إلى أن الحكومة السورية تحاول أن تساعد السويداء على المستويات كافة.
وقال الوزير السوري إن إسرائيل تؤدي حالياً دوراً سلبياً في سوريا، وإنها "غير راضية عن التغيير الذي حصل، وواصلت انتهاكاتها في الأراضي السورية، لكننا لم ننجر للاستفزاز وحاولنا الرد بالدبلوماسية"، مؤكداً أن العديد من الأطراف الدولية تدعم موقف سوريا الدبلوماسي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي إطار نشاطه الدبلوماسي، بدأ الشيباني أمس الأربعاء أول زيارة رسمية للمملكة المتحدة بتوجيه من الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، حيث رفع اليوم الخميس العلم السوري فوق مبنى السفارة السورية في لندن خلال مراسم رسمية حضرها عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية.
وكتب الشيباني عبر حسابه الرسمي على منصة "X": "بعد سنوات من العزلة التي فرضها نظام الأسد الكيماوي، نعيد اليوم افتتاح السفارة السورية في لندن، وسوريا تعود إلى العالم بهويتها الحرة."
نتنياهو: ما يهمني هو ما يحدث على الأرض في سوريا
من جهة أخرى، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن موقفه الحذر تجاه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، مشدداً على أن الحكم على الشرع سيكون بناءً على ما يحدث فعلياً على الأرض.
وفي مقابلة مع الإعلامية الأسترالية إيرين مولان نقلها موقع "تايمز أوف إسرائيل" ، قال نتنياهو إنه يتابع ما إذا كانت سوريا ستصبح دولة مسالمة، وهل ستعمل على إقصاء الجهاديين من جيشها، وإذا كانت ستتعاون مع إسرائيل لإنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب غرب سوريا قرب حدود مرتفعات الجولان.
كما أعرب عن قلقه بشأن حماية الأقلية الدرزية في سوريا، مشيراً إلى أن أي نزع السلاح وضمان حماية دائمة للدروز سيكون شرطاً للمضي قدماً في التعاون. وأضاف: "عندما أنظر إلى الشرع، سأنظر إلى ما يتم فعلياً، وما يتم تحقيقه على الأرض".
الشرع في واشنطن
وكان ترامب قد استقبل الشرع في البيت الأبيض، في لقاء بعيد عن الصحافة، وهي أول زيارة رسمية لرئيس سوري منذ استقلال سوريا عام 1946، وقد أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تعليق العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر، في خطوة تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي في البلاد.
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" ، قال الرئيس السوري الانتقالي إن سوريا كانت معزولة خلال الستين سنة الماضية عن العالم، وأن هناك قطيعة مستمرة بين واشنطن ودمشق.
وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس سوري البيت الأبيض منذ أربعينيات القرن الماضي، مضيفًا أن سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد فتح مرحلة جديدة أمام البلاد، وأتاح إقامة تحالف جديد مع الولايات المتحدة.
وعند سؤاله عن مشاركته في التحالف الأمريكي لمحاربة تنظيم "داعش"، أوضح الشرع أنه خاض عدة معارك مؤلمة ضد التنظيم على مدى عشر سنوات، وخسر خلالها العديد من قواته، لكن هذه المسألة "ستناقش في المستقبل".
أما عن احتمال دخول سوريا إلى اتفاقيات أبراهام، فأوضح أن هذه المسألة غير مطروحة على الطاولة حاليا، وأن وضع سوريا "مختلف عن الدول الموقعة، فهي تتشارك مع إسرائيل حدودها، والأخيرة تحتل هضبة الجولان منذ عام 1967".