أشار إيراني إلى أن حرب الـ 12 يومًا التي خاضتها بلاده ضد إسرائيل أظهرت أهمية تعزيز القوة البحرية قائلًا:" في حرب الـ 12 يومًا، عندما نشرنا صواريخ بحرية بمدى 1000 كيلومتر، تراجع العدو إلى مسافة 1400 كيلومتر منا، وهذا يُظهر أهمية السيادة البحرية."
قبل أيام، أعلنت إيران عزمها تعزيز قواتها البحرية عبر إدخال سفينة حربية مُرمَّمة وقاعدة عسكرية عائمة، وذلك وسط تصاعد التوترات في الخليج والمنطقة بشكل عام.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن مساعد شؤون التنسيق في الجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري، قوله إن "خطوط الشحن وناقلاتنا في خليج عدن والمناطق التي يتواجد فيها القراصنة اليوم تتمتع بحماية جيدة، وهذا دليل على وجود قوة بحرية قوية ومتينة في إيران".
يأتي ذلك بعد أن أعلنالحرس الثوري أنه صادَر سفينة أجنبية متهمة بتهريب الوقود إلى المياه الإيرانية "كانت تحمل نحو 350 ألف لتر من الوقود المهرب" وترفع علم إسواتيني (سوازيلاند سابقًا)، وتم اقتيادها إلى ميناء بوشهر في جنوب غرب البلاد، وقد نفت إسواتيني أن يكون لها صلة بالسفينة.
ويوم الأحد، قال قائد القوات البحرية الإيرانية الادميرال شهرام ايراني إنه " في الماضي ربما كانت عمليات المرافقة تقتصر على المياه القريبة من إيران، لكن اليوم تقوم البحرية الإيرانية بمرافقة السفن الإيرانية في كل ركن من أركان العالم."
وأشار إيراني إلى أن حرب الـ 12 يومًا التي خاضتها بلاده ضد إسرائيل أظهرت أهمية تعزيز القوة البحرية قائلًا:" في حرب الـ 12 يومًا، عندما نشرنا صواريخ بحرية بمدى 1000 كيلومتر، تراجع العدو إلى مسافة 1400 كيلومتر منا، وهذا يُظهر أهمية السيادة البحرية."
اعتماد على الذات
وبحسب تقرير موقع "نيوزويك"، فإن الخطوات التي تتخذها الجمهورية الإسلامية تعزّز قدرتها على تأمين الممرات الملاحية الاستراتيجية وحماية خطوط التجارة، مع تركيز واضح على تطوير التكنولوجيا الدفاعية.
كما يشير التقرير إلى أن لهذه الخطوات القدرة على تغيير ميزان القوى في الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي، بما قد يعقّد العمليات البحرية الأميركية قرب المياه الإيرانية.
وكانت طهران قد أعلنت مؤخرًا إضافة فرقاطة "سهند"، وهي سفينة من فئة الموج مزوّدة بصواريخ كروز وتقنيات تخفٍّ، إضافة إلى القاعدة العائمة "كردستان"، المصممة كمدينة موانئ متنقلة قادرة على دعم الوحدات القتالية البحرية وغير البحرية.
وذكر الإعلام الإيراني أن "سهند" كانت قد غرقت أثناء عمليات الصيانة عام 2024، لكنها أُعيدت إلى الخدمة التشغيلية. أما "كردستان"، فأُكد أنها تتيح تنفيذ مهام طويلة دون الحاجة إلى قواعد ثابتة في الخارج.
وإلى جانب ذلك، كشفت القوات الإيرانية عن زوارق سريعة مسلّحة بصواريخ، وأنظمة جوية وتحت مائية غير مأهولة، فضلًا عن تجهيزات مطوّرة للحرب الإلكترونية والدفاع الساحلي.
وعلى مدى العقود الأخيرة، سعت الجمهورية الإسلامية إلى توسيع أسطولها بالاعتماد على الصناعة المحلية، فأنتجت أول مدمّرة محلية عام 2010، ثم انتقلت إلى تصنيع سفن فئة الموج مثل "سهند". وقد قُدّمت هذه المشاريع كضرورة في ظل العقوبات وحظر السلاح اللذين يقيّدان قدرة إيران على استيراد المعدات العسكرية المتطورة.
من جانبه، قال اللواء الإيراني حاتمي خلال مراسم الإزاحة الستار يوم السبت: "إن استراتيجيتنا الدفاعية تقوم على الدفاع النشط والردع الذكي. وهذا يعني أننا لن ننتظر العدو ليهاجم، ولدينا الجاهزية اللازمة لأي رد حاسم وساحق في أي نقطة تمسّ مصالحنا الوطنية."
ويؤكد تقرير "نيوزويك" أن القدرات الجديدة ستفتح المجال أمام انتشار أطول، واستجابة أسرع في البحر، ومراقبة أدق للممرات الملاحية الحساسة.
ومع دخول السفن الخدمة الفعلية، من المتوقع أن تراقب الحكومات الإقليمية والولايات المتحدة تحركات إيران عن كثب، خصوصًا في المناطق الاستراتيجية.