اتّخذت إيران اليوم نبرة تهديدية وأكثر حدّة عقب اغتيال القيادي في حزب الله هيثم علي الطبطبائي بالضاحية الجنوبية لبيروت، في ضربة إسرائيلية اعتُبرت الأخطر منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ أكتوبر 2024.
أدان الحرس الثوري الإيراني اغتيال الطبطبائي، معتبرًا في بيان أن إسرائيل ارتكبت "جريمة اغتيال صهيونية" بحق القيادي في حزب الله. وجاء في البيان أن هذا الاغتيال يشكّل دليلاً على "ضعف وعجز عدو وصل إلى طريق مسدود أمام إرادة شعوب المنطقة وحركة المقاومة".
وأضاف الحرس الثوري أن "حق محور المقاومة وحزب الله في الثأر محفوظ"، متوعداً بأن يواجه المعتدي "رداً ساحقاً في الوقت المناسب". وجاء في البيان أن "حركة المقاومة حيّة ودماء الشهداء تُشعل جذوة الأمل والعزيمة في قلوب أحرار العالم والمجاهدين في ساحات المقاومة".
كما عبّر الحرس الثوري عن أسفه لـ"استمرار صمت وتقاعس المنظمات والمؤسسات الدولية وحقوق الإنسان تجاه جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية المدعومة أمريكيا"، وفق ما جاء في البيان.
مواقف إيرانية موازية
على منصة "إكس"، قدّم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني التعازي بمقتل الطبطبائي وعدد من رفاقه. وقال إن "الشهداء حققوا أهدافهم"، لكنه اعتبر أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل مغامراته، ليفهم الجميع أنه لا سبيل إلا لمواجهة هذا الكيان غير الشرعي"، وفق تعبيره.
كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الاغتيال، ووصفت الضربة بأنها "انتهاك فاضح" لوقف إطلاق النار و"هجوم وحشي" على سيادة لبنان. وشددت على ضرورة محاسبة القادة الإسرائيليين على "الأعمال الإرهابية وجرائم الحرب".
ويُذكر أن الطبطبائي قُتل إثر غارة جوية إسرائيلية مدمّرة على الضاحية الجنوبيةيوم الأحد، في أول اغتيال من نوعه منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار، وبعدما كانت معظم الانتهاكات الإسرائيلية تتركز على جنوب لبنان، وقد جاء الاغتيال محمّلًا بثقل رمزية الشخص المستهدف وطبيعة الموقع، وبالظروف السياسية والأمنية التي أحاطت به.
مشهد دموي وتصعيد مستمر
أظهرت المقاطع المصوّرة من موقع الضربة حجم الدمار الذي خلّفته الغارة، وانعكاسه في حالة الصدمة والخوف بين المواطنين، فيما بدا عدد من السكان مغطّين بالدماء. وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة 28 آخرين.
وأكد حزب الله مقتل الطبطبائي بعد ساعات من عملية الاغتيال، معلناً أنه "القائد الجهادي الكبير الذي ارتقى فداءً للبنان وشعبه في اعتداء إسرائيلي على منطقة حارة حريك". وأشاد الحزب بدوره، مؤكداً أن مقتله سيُلهم المقاتلين "أملاً وعزماً متجدّدين"، ومتعهدًا بمواصلة القتال ضد "العدو الصهيوني وراعيه، أمريكا".
وتجدر الإشارة إلى أن حزب الله خسر خلال العامين الماضيين عدداً من قادته البارزين بضربات إسرائيلية، بينما وسّعت إسرائيل عملياتها العسكرية في جبهات أخرى، في وقت تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية داخل البلاد رغم اتفاق وقف إطلاق النار.