في لقطات الاستجواب، كشف أمهز عن هيكل القيادة في المشروع البحري السري لحزب الله وفق الادعاء الإسرائيلي، موضحاً أنه كان تحت إشراف مباشر من زعيم الحزب السابق حسن نصر الله، ومن فؤاد شكر، رئيس أركان الحزب السابق الذي قُتل العام الماضي.
نشر الجيش الإسرائيلي لقطات نادرة لاستجواب عماد أمهز، والذي تم اعتقاله قبل نحو عام خلال عملية كوماندوز سرية على الساحل الشمالي للبنان.
ووفقاً للجيش الإسرائيلي، جرى القبض على أمهز خلال عملية نفذتها وحدة "شاييطيت 13"، الوحدة البحرية المتميزة للكوماندوز الإسرائيلي، في بلدة البترون اللبنانية على بعد نحو 140 كيلومتراً شمال الحدود الإسرائيلية، وقد أثارت العملية اهتماماً واسعاً في لبنان والعالم العربي نظراً لعمقها وجرأتها.
الكشف عن هيكل القيادة في المشروع البحري السري
في لقطات الاستجواب، كشف أمهز عن هيكل القيادة في المشروع البحري السري لحزب الله وفق الادعاء الإسرائيلي، موضحاً أنه كان تحت إشراف مباشر من زعيم الحزب السابق حسن نصر الله، ومن فؤاد شكر، رئيس أركان الحزب السابق الذي قُتل العام الماضي.، كما حدد علي عبد الحسن النور كمسؤول رفيع المستوى لا يزال على قيد الحياة ويتولى مسؤولية المشروع.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن أمهز خدم في وحدة الصواريخ الساحلية لحزب الله، وخضع لتدريبات واسعة في إيران ولبنان، إضافة إلى دراسته في معهد بحري مدني في لبنان كغطاء لأنشطة بحرية، وفق ما جاء في البيان.
دور مركزي في "الملف البحري السري"
خلال استجوابه في إسرائيل، قال أمهز إنه لعب دوراً محورياً في ما وصفه بـ"الملف البحري السري" لحزب الله.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، كان الهدف من المشروع إقامة "بنية تحتية إرهابية بحرية سرية" متنكرة في شكل نشاط مدني، تستهدف المصالح الإسرائيلية والدولية.
وأكد أمهز في التسجيل: "هذا العمل يجب أن يبقى سرياً، من غير المنطقي أن يعمل شخص معروف كعضو في المنظمة بشكل علني. إذا خرج شخص ذو دور رفيع فجأة إلى البحر، فإن ذلك يثير الشبهات فوراً."
وأضاف أن الوحدة كانت تقوم بمجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك نقل الأفراد والمعدات العسكرية عبر السفن التجارية، وأوضح أن إسرائيل كانت الهدف الأساسي، لكنه أكد أن حزب الله يعتبر الولايات المتحدة عدواً أيضاً.
إحباط المشروع في مرحلة حاسمة
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الناطق بالعربية، أفيخاي أدرعي، إن "الكشف عن سلسلة القيادة وراء المشروع البحري السري، إلى جانب المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها إسرائيل من استجواب أمهز، سمح بإحباط المشروع في مرحلة حاسمة ومنعه من أن يصبح عملياً"، وفق زعمه.
وأضاف أدرعي: "المشروع البحري السري، مثل وحدات حزب الله البحرية الأخرى، قائم بفضل الدعم الفكري والمالي من إيران."
سفينة مدينة تتحول لمنصة عمليات
وليلة أمس كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم"، تفاصيل ما أسمته "مشروع استراتيجي هجومي يعرف باسم الملف البحري السري، كان حزب الله اللبناني يعمل على بنائه بإشراف مباشر من الأمين العام السابق حسن نصر الله، بهدف تنفيذ هجمات ضد إسرائيل والولايات المتحدة"، وفق ادعاءاتها.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن هذا المشروع، الذي لم يكشف عنه من قبل، كان يهدف إلى تنفيذ عمليات استراتيجية كفيلة بقلب موازين الدول.
وبحسب الصحيفة "تمكن الجيش الإسرائيلي من تحديد أمهز بفضل جهود شابة نحيلة تبلغ من العمر 23 عاماً، تعمل محللة في الاستخبارات البحرية الإسرائيلية برتبة رقيب أول، وتمثلت مهمتها في تتبع الأشخاص الذين قد يشكلون تهديدا للسفن البحرية الإسرائيلية".
وبدأت المحللة مراقبة أمهز البالغ من العمر 39 عاماً، والمولود في وادي البقاع، منذ عام 2021، وكان قد انضم إلى حزب الله عام 2004، وشارك في عدة عمليات للحزب، وكان اسم جاريش اسم الحركي، وفق الصحيفة.
وخلال عام قضاه في الأسر، كشف أمهز الصورة الكاملة للمشروع، الذي وصفته الصحيفة بأنه "واحد من أكثر عمليات حزب الله سرية وتنظيماً وإبداعاً وطموحاً".
ومنذ اللحظة التي اهتمت فيها المحللة الاستخباراتية بأمهز، اكتشفت أنه كان يجري اجتماعات غامضة مع مسؤولين كبار في حزب الله، كان أحدهم علي عبد الحسن نور الدين، المتزوج من ابنة فؤاد شكر. وكان نور الدين يدير عدة مشاريع سرية لحزب الله بتوجيه من فؤاد شكر والأمين العام حسن نصر الله.
وأثناء الاستجواب، تبين أن أمهز اختير ليكون المحور المركزي في مشروع حزب الله، وفقا للصحيفة.
وبحسب "إسرائيل هيوم" بدأ الملف البحري السري عام 2016، وكان الهدف من هذا المشروع، وفقاً للمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، إنشاء سفينة تجارية كبيرة وتجهيزها بعتاد عسكري، من أجل دخول الموانئ دون شبهات، وتنفيذ هجمات من شأنها تغيير ميزان الردع ضد إسرائيل وحلفائها.
تفاصيل الإنزال على البترون
ونفذت العملية بين 1 و2 من نوفمبر 2024، حوالي الساعة 1:00 صباحاً، ووفقا لتقارير وسائل الإعلام اللبنانية، شارك في العملية حوالي 50 جندياً من وحدة "شاييطيت 13"، واستغرقت أربع دقائق فقط.
وأظهرت كاميرات مراقبة في المنطقة جنوداً إسرائيليين يرتدون زيهم القتالي وهم يقتادون أمهز في أحد الشوارع، ورأسه مغطى بقميص.
وفي ذلك الوقت، وصف المسؤولون الإسرائيليون أمهز بأنه شخصية تشغيلية رئيسية في قدرات حزب الله البحرية الهجومية، شبيهة بتلك المستخدمة خلال حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006.
ونشرت وسائل إعلام لبنانية مقاطع مصورة تظهر ما قيل إنها "قوة بحرية إسرائيلية" وهي تنفذ عملية إنزال في مدينة البترون شمالي لبنان. وفي المشهد الذي نُشر وتم التقاطه عبر إحدى كاميرات المراقبة في المنطقة، تظهر مجموعة مسلحة، وهي تقتاد أحد الأشخاص وهو مكتف ومعصوب العينين.
في المقابل، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت صورة لـ "عماد أمهز"، مشيرةً إلى أنه مقرب من حزب الله.