يأتي هذا الارتفاع الحاد في الأسعار بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيها إنه "لا يستبعد خيار الحرب" مع فنزويلا.
ارتفعت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية أمس الاثنين، بينما شهدت أسواق النفط ارتفاعاً بنحو 3%، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
ووصل سعر الذهب إلى مستوى قياسي عند 4400 دولار للأوقية، مسجلاً زيادة تفوق 55% منذ بداية العام. كما ارتفعت الفضة بنسبة تقارب 3% لتصل إلى 68 دولاراً للأوقية، فيما سجلت سلع أخرى مثل النحاس والصلب والليثيوم مكاسب أقل نسبياً، بحسب ما أورودته "فوربس".
وفي أسواق النفط، ارتفع خام النفط الأمريكي بنسبة 2.39% ليصل إلى 58 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام برنت بنسبة 2.28% إلى 62 دولاراً للبرميل، بعد أن صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لن يستبعد الخيار العسكري تجاه فنزويلا.
وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تكثف فيه إدارة ترامب ضغوطها على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حيث أعلن الرئيس الأمريكي عن "حصار كامل" على ناقلات النفط القادمة من أو المغادرة إلى فنزويلا، العضو في منظمة أوبك.
ووفقاً لتقارير صحفية، اعترضت السلطات الأمريكية ناقلتين مرتبطتين بفنزويلا خلال ديسمبر الجاري.
ورد مادورو على الحصار الأمريكي الأسبوع الماضي، من خلال توجيه البحرية الفنزويلية لمرافقة السفن الناقلة للنفط. وتشير المعلومات إلى أن السفن المستهدفة هي جزء من "أسطول الظل" ينقل النفط من فنزويلا وإيران وروسيا رغم العقوبات الغربية المفروضة على هذه الدول.
ويعزو المحللون هذا الارتفاع في أسعار الذهب إلى تضافر عدة عوامل استراتيجية، تبدأ من حالة عدم اليقين الجيوسياسي والمخاوف المتزايدة من اندلاع صراع عسكري مباشر في أمريكا الجنوبية، مرورا بالسياسات التجارية والتعريفات الجمركية الواسعة التي تفرضها إدارة ترامب، وصولاً إلى العوامل النقدية المتمثلة في ضعف الدولار الأمريكي وتوجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة، وهي عوامل اجتمعت لتدفع المستثمرين نحو الذهب بوصفه الملاذ الآمن الأقوى في مواجهة هذه التقلبات الشاملة.
وتوقع تقرير حديث لمصرف "جولدمان ساكس" أن الزخم التصاعدي للذهب لن يتوقف هنا، بل قد يلامس حاجز 5,000 دولار بحلول نهاية عام 2026.
ويذكر أن فنزويلا تمتلك نحو 17% من الاحتياطيات النفطية العالمية، أي ما يزيد عن 300 مليار برميل.
ويأتي الحصار الأمريكي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تستهدف النفوذ الفنزويلي على الصعيد الدولي، في وقت تتواصل فيه الضربات البحرية الأمريكية "ضد مهربي المخدرات في الكاريبي وشرق المحيط الهادئ".