بلغ الذهب مستويات قياسية غير مسبوقة عند 4,381.21 دولار يوم الاثنين، بعد أن قفز بنحو 60% منذ مطلع العام، مدفوعاً بالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، ومشتريات البنوك المركزية المستمرة.
سجّل الذهب، الثلاثاء، أكبر تراجع يومي له منذ 12 عاماً، في حين تكبدت الفضة أكبر انخفاض لها منذ فبراير 2021، وسط موجة بيع واسعة أعقبت أسابيع من الصعود المتواصل الذي دفع المعادن النفيسة إلى مستويات قياسية متتالية.
وانخفض سعر الذهب بنسبة 6.3% إلى 4,082.03 دولار للأونصة، بينما تراجعت الفضة الفورية بنسبة 8.7% إلى 47.89 دولار للأونصة.
وبحسب "بلومبرغ"، تضافرت عوامل متعددة لدفع أسعار المعادن النفيسة إلى الهبوط، في مقدمها التقدّم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وصعود الدولار، ووصول المؤشرات الفنية إلى مستويات تعكس استنزاف الزخم الشرائي، إضافة إلى الغموض المحيط بالمراكز الاستثمارية نتيجة الإغلاق الحكومي الأمريكي وانتهاء موسم الشراء الذهبي في الهند
تراجع الطلب على الملاذات الآمنة
وفي ظل هذه التطورات انخفض الطلب على الملاذات الآمنة مع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ لعقد اجتماع الأسبوع المقبل لتسوية الخلافات التجارية بين البلدين، إلى جانب انتهاء موسم الشراء الموسمي في الهند، أحد أكبر مستهلكي الذهب عالمياً.
وأشارت المؤشرات الفنية، بما في ذلك مؤشر القوة النسبية، إلى أن موجة الصعود القوية التي بدأت في أغسطس بلغت مستويات تشبع شرائي مرتفعة. كما ساهم صعود مؤشر الدولار (.DXY) بنسبة 0.4% منذ بداية الأسبوع في رفع تكلفة المعادن المقومة بالدولار بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
أكبر خسارة يومية منذ أغسطس 2020
وكان الذهب في طريقه لتحقيق أكبر انخفاض يومي منذ خمس سنوات، الثلاثاء، إذ انخفض الذهب الفوري بنسبة 4.9% إلى أدنى مستوى له في أسبوع عند 4,143 دولاراً للأونصة، اعتباراً من الساعة 11:49 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:49 بتوقيت غرينتش)، وهو أكبر تراجع منذ أغسطس 2020.
بلغ الذهب مستويات قياسية غير مسبوقة عند 4,381.21 دولار يوم الاثنين، بعد أن قفز بنحو 60% منذ مطلع العام، مدفوعاً بالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، ومشتريات البنوك المركزية المستمرة.
الفضة تقود الهبوط في سوق المعادن
وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 6.8% إلى 48.89 دولاراً للأونصة. وسجّلت الفضة تراجعاً حاداً ساهم في دفع سوق المعادن النفيسة ككل نحو الأسفل. ويُنظر إلى مستوى 54 دولاراً كقمة قصيرة الأجل، وفي ظل تذبذب المشاعر تحت حاجز 50 دولاراً، من المرجح أن تتداول الفضة بشكل جانبي مع تقلبات كبيرة طالما ظل الذهب ثابتًا نسبيًا.
في أماكن أخرى، انخفض البلاتين بنسبة 5.4% إلى 1,550.10 دولار، وخسر البلاديوم بنسبة 5.1% ليصل إلى 1,425.19 دولار. ويترقب المتداولون صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر سبتمبر يوم الجمعة، والذي تأخر نشره بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر. وتشير التوقعات إلى أن المؤشر سيسجّل ارتفاعاً بنسبة 3.1% على أساس سنوي.
توقعات خفض الفائدة تدعم التفاؤل على المدى المتوسط تتوقع الأسواق أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه السياسي الأسبوع المقبل. ويُعرف الذهب، باعتباره أصلاً لا يدر عائداً، بأدائه القوي في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
فرص شرائية عند التراجعات
وقال كبير محللي السوق في شركة "KCM Trade" تيم ووترر لرويترز: "عمليات جني الأرباح وتراجع تدفقات الملاذات الآمنة تسببتا في الحد من ارتفاع أسعار الذهب اليوم... وأي تراجعات في الأسعار ستُعد فرصاً للشراء طالما واصل الفيدرالي نهجه الحالي في خفض معدلات الفائدة".
وأضاف ووترر: "الارتفاع الحالي في أسعار الذهب لا يزال يمتلك مجالاً إضافياً للصعود، ما لم تُظهر بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي، المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مفاجآت صعودية غير متوقعة".
وتُظهر أداة "CME FedWatch" أن الأسواق تُسعّر بالكامل خفضاً لمعدلات الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية هذا الشهر، وخفضاً آخر في ديسمبر كانون الأول.