ما الذي تفعله صناعة الطيران لجعل السماء أقل تلوثاً؟

Boeing 737-8 MAX
Boeing 737-8 MAX Copyright AP Photo
Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقال
شارك هذا المقالClose Button

من خلال التحدث إلى خبراء ومسؤولين صناعيين، سنتعرف على الخطوات العملية التي يتم اتخاذها لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من الطائرات.

اعلان

سواء كان السفر لاغراض ترفيهية أو مهنية، أصبح الطيران جزءاً من حياة القرن الحادي والعشرين، لكنه يأتي بثمن على الكوكب.

تعمل صناعة الطيران على خفض انبعاثات الرحلات الجوية حيث التزمت العديد من شركات الطيران بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر، بحلول عام 2050.

سنلقي نظرة ثاقبة على الطرق التي تعمل على تحقيق ذلك.

كفاءات على الأرض وفي الجو

بدون تعديل الطائرات، اتخذت العديد من شركات الطيران بعض التدابير التي لها القدرة على تقليل انبعاثات الرحلات، على سبيل المثال، تعاونت "Norwegian" ( النرويجية) مع "Met Office"(مكتب خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في المملكة المتحدة) و"AVTECH"( شركة تايوانية تنتج تقنيات المراقبة بالفيديو)، لتنسيق رحلاتها للاستفادة الذكية من الرياح الخلفية ومسارات الطيران المثلى، مما يسمح للطائرات بتوفير الوقود.

تقدر "النرويجية " أن التكنولوجيا قادرة على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 15 ألف طن سنوياً.

وتستخدم شركة الطيران هذه أيضاً نظام ذكاء إصطناعي يُسمى"سكاي بريث"، يوفر للطيارين برمجيات حلول التخزين السحابي لكفاءة الوقود المتعلقة برحلاتهم والطرق التي يمكنهم من خلالها الحصول على خطة لتوفير الوقود المحروق طوال الرحلة.

"يمتلك نظام "سكاي بريث" القدرة على تقليل استهلاكنا للوقود بنسبة 2 في المائة"
أندرس فاغيرنايس
نائب رئيس الاستدامة في النرويجية

من خلال التنظيم الكافي ومراقبة الحركة الجوية، يمكن للطائرات القيام بأنماط هبوط أسرع وأكثر مباشرة، بدلاً من المناورات الطويلة التي تؤدي إلى إهدار الوقود.

هل سنرى يوماً طائرات تعمل بالهيدروجين؟

ستشهد الطائرات التي تعمل بالهيدروجين نهاية إطلاق الكربون في الغلاف الجوي بسبب الرحلات الجوية. لكن هل من الممكن تحقيق ذلك؟

يقول الدكتور دنكان ووكر، قارئ في الديناميكا الهوائية التطبيقية في جامعة لوبورو: "يواجه الهيدروجين تحدياته التقنية. إنه أحد أكثر أنواع الوقود غنى بالطاقة من حيث الكتلة، لكنه من أقل أنواع الوقود من حيث الحجم، لذلك يجب تخزينه على متن الطائرة على شكل سائل شديد البرودة."

ويضيف: "قد يكون من الصعب حمل ما يكفي منه، لذا فإن الطائرات التي تعمل بالوقود الهيدروجيني قد تقتصر على رحلات لمسافات متوسطة المدى ​​وليست طويلة المدى".

لكن هناك شركات تعمل على طائرات صغيرة قصيرة المدى تعمل بالهيدروجين والكهرباء.

أعلنت شركة الطيران الاسكتلندية "لوغان إير" عن خطط لتحويل طائراتها الصغيرة والقصيرة المدى للعمل بالهيدروجين هذا العام.

نعتقد أن هذه التقنيات سيكون لها تأثير كبير على الرحلات القصيرة، المحلية وداخل أوروبا.
آندي سميث
"رئيس استراتيجية الاستدامة في شركة "لوغان إير

أهمية وقود الطيران المستدام

بينما ننتظر وقود طائرات خالٍ تماماً من الكربون، حدثت تطورات كبيرة في صناعة وقود طيران مستدام.

يُمكن الحصول على هذا الوقود المستدام من المنتجات النباتية والحيوانية وغيرها من النفايات، ويخلط من بعد بوقود الطائرات التقليدي دون الحاجة إلى تغيير الطائرة.

حين يُحرق الوقود، يطلق الكربون الذي امتصته مصادره. إذا كانت هذه المصادر قابلة للتجديد، كما هو الحال بالنسية لوقود الطيران المستدام، فهذا يعني أن الانبعاثات المحايدة كربونياً، ستكون على مدار دورة حياة المصدر.

اعلان

طائرات وقود تقليدية جديدة

يمكن تخفيض الانبعاثات إلى حد كبير أيضاً من خلال تحديث الطائرات لتعمل بشكل أكثر كفاءة.

من 737-800 الجيل المقبل، إلى 737-8، المعروف أيضاً باسم الحد الأقصى، يقولون إن هناك تحسناً بنسبة 15 في المائة تقريباً في كفاءة استهلاك الوقود.
أندرس فاغيرنايس
نائب رئيس الاستدامة في النرويجية
Kyrre
طائرة بوينج 737-800 للخطوط الجوية النرويجية بالقرب من مطار أوسلو، في غاردرموين، النرويجKyrre

"كي إل إم**"**، شركة طيران أخرى تعمل على تجديد الأسطول لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير.

أضافت "كي إل إم" هذا العام أول 25 طائرة جديدة من طراز "إمبراير195-E2" إلى أسطولها. انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من هذه الطائرة أقل من سابقتها بنسبة 31٪ "، يقول مرجان روزيمير، المسؤول الصحفي في " كي إل إم"

مخططات تعويض الكربون

اعلان

تشارك العديد من شركات الطيران أيضاً في مخططات للتعويض عن الكربون.

تعد مبادرة" غرين سكايس" لخطوط "لوغان اير" مثالاً على مخططات تعويض الكربون هذه، حيث اشترت هذه شركة اعتمادات في مشروعي "ألبانو ماتشادو" و"ريوس دوس أونديوس" في البرازيل. كلا المخططين عبارة عن محطات مائية صغيرة الحجم تحل محل إنتاج طاقة الوقود الأحفوري في الشبكة الوطنية.

في حين أن موازنة الكربون ليست مثل إيقاف حرق الوقود، فهي خطوة وسطية مهمة، كما يقول سميث.

يوضح سميث: "يعتمد انتقاد التعويضات إلى حد كبير على افتراض أنها استراتيجية لتجنب إجراء التغييرات اللازمة على عملياتنا".

ويضيف قائلاً: "تسمح موازنة الكربون بتحقيق الحياد الكربوني أثناء تطوير واختبار التقنيات اللازمة للوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر".

اعلان

ما يمكن أن يفعله المسافرون

بقدر ما تقع مسؤولية تقليل انبعاثات الرحلات الجوية إلى حد كبيرعلى عاتق صناعة الطيران، قد تتساءل عما يمكنك القيام به كمسافر.

الخطوط الجوية البديلة هو موقع حجز طيران بدأ بتقديم إرشادات تراعي المناخ عند حجز الرحلات الجوية. وتعمل أيضاً على تطوير مخطط لتعويض الكربون بالإضافة إلى نظام يحسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للرحلة التي ستقوم بحجزها.

يقول دوم هيريرا، رئيس التسويق وكبار المسئولين الاقتصاديين في شركة الخطوط الجوية البديلة: "نعتقد أن هذا سيساعد العملاء على اتخاذ قرارات أكثر استنارة عند حجز رحلاتهم. سيكون بامكان المسافرين أخذ الانبعاثات بعين الاعتبار في اختيارهم، وقد يرغب الكثيرون في دفع مبلغ إضافي بسيط مقابل رحلة تقل فيها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون."

شارك هذا المقال

مواضيع إضافية

شاهد: توسع دائرة الاحتجاجات ضد التلوث في صربيا