في "أوتياروا" (نيوزيلندا)، يُصنف طفل من بين كل عشرة، وواحد من بين كل ثلاثة بالغين على أنهم يعانون من السمنة، ما يضع البلاد ثالثاً بين دول الـOECD من حيث ارتفاع المعدلات.
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "Nature Communications" أن جرعة واحدة من كبسولات تحتوي بكتيريا معوية صحية قد تُحدث أثراً طويل الأمد في الوقاية من مضاعفات السمنة، رغم عدم خسارة الوزن بشكل مباشر.
وشارك قبل ثماني سنوات، 87 مراهقاً يعانون من السمنة في تجربة أجرتها جامعة أوكلاند عبر معهد ليغينز، لاختبار فعالية نقل الميكروبيوم البرازي (FMT) من متبرعين أصحاء عبر كبسولات فموية. والآن، وبعد أربع سنوات من انتهاء التجربة الأصلية، تُظهر النتائج أن المشاركين الذين تلقوا الكبسولات كانوا أقل عُرضة لتطور المتلازمة الأيضية المرتبطة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية مقارنةً بمَن تلقوا دواءً وهمياً.
عبء السمنة
ويوضح البروفيسور واين كاتفيلد أن المشاركين الذين تلقوا البكتيريا لم يخسروا وزناً، لكنهم لم يكتسبوا وزناً إضافياً، على عكس مجموعة الدواء الوهمي، مع فارق متوسط بلغ 11 كغ (24 رطلاً)—رغم غياب الدلالة الإحصائية. الأهم، بحسب كاتفيلد، كان التأثير المستمر على المتلازمة الأيضية، التي تشمل خمسة مؤشرات: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع سكر الدم، ومحيط الخصر الكبير، وارتفاع الدهون الثلاثية، وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL).
ويضيف: "كان أكثر من ثلث المراهقين يعانون من المتلازمة الأيضية، التي تضاعف خطر الوفاة من أمراض القلب والسكتة، وترفع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني خمس مرات. ومن المذهل أن جرعة واحدة من FMT أدت إلى انخفاض كبير في المتلازمة استمر أربع سنوات."
ففي "أوتياروا" (نيوزيلندا)، يُصنف طفل من بين كل عشرة، وواحد من بين كل ثلاثة بالغين على أنهم يعانون من السمنة، ما يضع البلاد ثالثاً بين دول الـOECD من حيث ارتفاع المعدلات.
وغالباً ما يُترجم بدانة المراهقين إلى أمراض مزمنة في البلوغ، أبرزها السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان، وهشاشة المفاصل، وانقطاع النفس أثناء النوم، ومضاعفات الحمل.
بكتيريا تعيش أربع سنوات
ويشير البروفيسور جاستن أو سوليفان إلى ملاحظة بالغة الأهمية: البكتيريا الصحية التي نُقلت عبر الكبسولات لا تزال حاضرة ونشطة في أمعاء المشاركين بعد أربع سنوات. ويقول: "هذا يدفعنا لإعادة التفكير في الإطارات الزمنية التي نقيّم خلالها تأثير العلاجات القائمة على الميكروبيوم."
ويشير الفريق الآن إلى العمل على عزل عدد صغير من السلالات البكتيرية "الجيدة" المسؤولة عن الفوائد الصحية، تمهيداً لتطوير بروبيوتيك من الجيل التالي تستهدف حالات محددة عبر تغييرات مستدامة في الميكروبيوم.
ويؤكد كاتفيلد أن الهدف النهائي هو التسويق التجاري، وأن معهد ليغينز يعمل على إنتاج الكبسولات وتجريب تركيبة مخصصة، قائلاً: "هدفنا الأسمى هو تطوير مزيج فائق من البكتيريا يمكن تناوله للوقاية من المتلازمة الأيضية أو التخفيف منها. والخطوة الأولى هي إثبات أن تركيبتنا المخصصة فعّالة بالفعل."