مع زحمة العمل وضغوط الحياة، يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من نوبات صداع متكررة قد تربك يومهم وتحدّ من قدرتهم على القيام بمهامهم المعتادة.
تُظهر البيانات التي سيتمّ نشرها في مجلة The Lancet Neurology أن شخصًا واحدًا من كل ثلاثة حول العالم يعاني أحد اضطرابات الصداع، ما يعني نحو 3 مليارات إنسان. وتظهر الدراسة فجوة واضحة بين الجنسين، إذ تتأثر النساء بشكل أكبر بكثير، ويواجهن طوال حياتهن مشكلات صحية مرتبطة بالصداع تتجاوز ضعف ما يختبره الرجال.
في هذا السياق، تقول الباحثة في معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن ييفون شو، في بيان صحافي: "النساء يختبرن معدلات أعلى بكثير من الصداع، ولفترات أطول مقارنة بالرجال". وأضافت أن فهم هذا الواقع يمثّل عنصرًا أساسيًا لتحسين الوقاية والعلاج عالميًا.
صداع التوتر في الصدارة
حلّل الباحثون بيانات نحو 42 ألف شخص من 18 دولة لتقييم التأثير الصحي للصداع حول العالم خلال عام 2023. وأظهرت النتائج أن اضطرابات الصداع جاءت في المرتبة السادسة بين أكثر أسباب الإعاقة شيوعًا.
ورغم أن صداع التوتر هو الأكثر شيوعًا، فإن الصداع النصفي وحده مسؤول عن نحو 90% من حالات الإعاقة الناجمة عن اضطرابات الصداع، وفق الباحثين.
ولم يقف الأمر عند الصداع نفسه، بل كشفت الدراسة أن الإفراط في تناول المسكنات يفاقم المشكلة، مؤديًا إلى ما يعرف بالصداع الناتج عن فرط استخدام الأدوية.
الرعاية الأولية كمدخل للعلاج
قال الباحث الرئيس أندرياس كاتيم هوسوي، المتخصص في علوم الأعصاب والعلوم الحركية بجامعة "العلوم والتكنولوجيا النروجية"، في بيان صحافي: "تُظهر نتائجنا أن جزءًا كبيرًا من الصداع عالميًا يمكن الوقاية منه".
وأضاف أن دمج خدمات علاج الصداع ضمن الرعاية الصحية الأولية، خصوصًا في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث تندر العلاجات الفعّالة، قد يساهم في تقليل خسارة الإنتاجية وتحسين جودة حياة مئات الملايين حول العالم.