تثير دراسة علمية حديثة اهتمامًا متزايدًا حول دور الطب الصيني التقليدي في معالجة حالات العقم، بعدما كشفت نتائج جديدة عن فعالية محتملة لوصفة عشبية قديمة في تحسين بيئة الرحم.
تشير الدراسة المنشورة في مجلة Reproductive and Developmental Medicine إلى أن تركيبة عشبية صينية تُعرف باسم "حبوب جينفنغ" قد تعيد بيولوجيًا بناء بطانة رحم رقيقة، وهي مشكلة تواجه ما يصل إلى 2.5% من النساء اللواتي يعانين من العقم.
وتمكّن الباحثون، خلال تجاربهم على إناث جرذان، من رصد زيادة ملحوظة في سماكة بطانة الرحم لدى الحيوانات التي تلقت هذه الوصفة. كما سُجّلت زيادة في كثافة الغدد والأوعية الدموية، وارتفاع في نشاط المؤشرات الجزيئية الضرورية من أجل تهيئة الرحم لاستقبال الجنين.
ويُعرّف الأطباء بطانة الرحم الرقيقة بأنها أقل من 7 ملم، وهي حالة قد تنتج عن التهابات، أو إجراءات متكررة داخل الرحم، أو اضطرابات هرمونية تحدّ من تدفّق الدم وتمنع نمو البطانة بشكل سليم.
مما تتكوّن حبوب جينفنغ؟
تستند تركيبة هذه الحبوب إلى وصفة تاريخية وردت في النصوص الطبية القديمة للطب الصيني التقليدي، وعُرفت باستخدامها في البلاط الإمبراطوري.
وتضم مزيجًا من الأعشاب والمكوّنات الحيوانية المرتبطة بدعم الصحة الإنجابية، مثل الإبيميديوم، السيتروونيلا، القرفة، صمغ جلد الحمار، قرن الوعل المخملي، نبات الجينسنغ، ثمرة البتولا (Privet Fruit)، و" البوليغونوم مولتيفلوروم".
ويُعتقَد أن هذه المكوّنات تسهم في تعزيز الدورة الدموية، وتنظيم التوازن الهرموني، وتقوية الأنظمة العضوية وفق مفاهيم الطب الصيني.
كيف تُستعاد بنية بطانة الرحم؟
خلال الدراسة، جرى توزيع الحيوانات على مجموعات مختلفة: مجموعة ضابطة (هي المجموعة التي لا تتلقّى أي نوع من التدخل العلاجي)، وأخرى مصابة بلا علاج، وثالثة تلقت فاليرات الإستراديول (وهو علاج هرموني شائع)، ورابعة أعطيت حبوب جينفنغ. واعتمد الفريق العلمي على تقنيات تحليل متقدّمة، مثل التلوين النسيجي، وELISA، وqPCR، لتقييم التغيرات البنيوية والجزيئية والجينية التي طرأت على بطانة الرحم.
وقد بيّنت النتائج أن الجرذان التي تلقت حبوب جينفنغ أعادت بناء طبقة رحمية أكثر سماكة وبنية متموّجة أقرب إلى الشكل الطبيعي، مع زيادة واضحة في كثافة الغدد ونمو الأوعية الدموية. كما ارتفعت مستويات نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF)، وهو بروتين أساسي لتشكّل الأوعية.
وبالتالي، يُشير مؤلفو الدراسة إلى أن هذه النتائج تؤكّد فعالية حبوب جينفنغ، ما يُمكن أن يمهّد لاستراتيجيات علاجية أكثر تكاملًا تجمع بين الطب التقليدي والتقنيات الحديثة في طب الإنجاب، بما قد يتيح خيارات جديدة للنساء اللواتي يواجهن صعوبة في الإنجاب بسبب بطانة الرحم الرقيقة.