Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

هل الموت نهاية حتمية؟ تجارب علمية تعيد النظر في مفهومه التقليدي

طبيبة
طبيبة حقوق النشر  Canva
حقوق النشر Canva
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك محادثة
شارك Close Button

نشرت مجلة Popular Mechanics الأمريكية تحقيقا صحافيا مطوّلا، استند إلى تقارير صحافية ودراسات علمية ومقابلات مع علماء وأطباء وخبراء، تناول التحوّلات العميقة التي طرأت على مفهوم الموت في الطب الحديث، في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.

ينطلق التحقيق من قصة جاهي ماكماث، الفتاة الأمريكية التي تمّ الإعلان عن وفاتها دماغيًا عام 2013 بعد مضاعفات أعقبت عملية جراحية روتينية، في وقت استمر فيه جسدها بأداء وظائف حيوية لسنوات بفضل أجهزة الدعم الطبي. هذه الحالة، التي تجاوزت إطارها الطبي لتتحوّل إلى قضية قانونية وأخلاقية، شكّلت مدخلًا لنقاش أوسع حول معنى الموت وحدوده الطبية والقانونية.

يضع التحقيق قصة ماكماث ضمن سياق تاريخي أوسع، موضحًا كيف أسهمت أجهزة التنفس الاصطناعي وأنظمة دعم الحياة منذ خمسينيات القرن الماضي في تعقيد مسألة "إعلان الوفاة"، فإمكانية إبقاء الجسد ليتنفس وليؤدي بعض الوظائف الحيوية رغم فقدان الوعي أو توقف الدماغ جعلت الفصل بين الحياة والموت أقل وضوحًا، وفرضت على الطب إعادة النظر في معاييره التقليدية التي كانت تربط الوفاة بتوقف القلب والتنفس بشكل نهائي.

داخل هذا السياق، يستعرض التقرير نشوء مفهوم الوفاة الدماغية عام 1968، عندما اقترحت لجنة طبية في جامعة Harvard University اعتماد غياب النشاط الدماغي معيارًا إضافيًا لإعلان الوفاة. جاء هذا التحول في مرحلة تزامنت مع تطور زراعة الأعضاء، ما جعل تعريف الوفاة الدماغية ضرورة عملية لتحديد توقيت سحب الأعضاء. وفي عام 1980، جرى تكريس هذا المفهوم قانونيًا في الولايات المتحدة، ليصبح لاحقًا التعريف السائد للموت البيولوجي، رغم بقاء الجدل العلمي والأخلاقي حوله قائمًا.

مريضة ترقد على سرير في أحد المستشفيات
مريضة ترقد على سرير في أحد المستشفيات Canva

الموت "عملية تدريجية"

يلقي التحقيق الضوء على اكتشاف علمي غير متوقع في مختبر جامعة Yale University، حيث لاحظ عالم الأعصاب نيناد سيستان أن خلايا دماغية يمكن أن تبقى حيّة لساعات بعد الموت إذا وُضعت في ظروف مناسبة.

هذا الاكتشاف قاد إلى تطوير نظام BrainEx، الذي نجح في إعادة تنشيط وظائف خلوية أساسية في أدمغة خنازير بعد ساعات من موتها، بما في ذلك نشاط الخلايا العصبية والأوعية الدموية وخلايا المناعة، من دون استعادة الوعي.

ومع توسّع البحث، طوّر الفريق نظام OrganEx، وهو نظام دعم متقدّم يعمل على الجسم كاملًا، يجمع بين محاكاة وظائف القلب والرئتين وتقديم دعم خلوي مباشر للأعضاء.

وقد أظهرت التجارب أن هذا النظام أعاد النشاط الكهربائي للقلب، وحسّن حالة الأعضاء، وأوقف علامات الموت التقليدية لدى الخنازير بعد مرور ساعة على توقف قلبها، بل وترافقت التجربة مع حركات جسدية معقّدة أثارت تساؤلات عميقة حول ما يجري داخل الجسم في هذه المرحلة الفاصلة.

أسئلة أخلاقية وقانونية

يحرص التحقيق على التأكيد أن هذه النتائج لا تعني إحياء الموتى، بل تشير إلى أن الموت قد يكون عملية تدريجية وليست لحظة فاصلة ونهائية. ويطرح تساؤلات حول إمكانية إطالة الفترة الزمنية التي يمكن فيها إنقاذ مريض بعد التوقف القلبي، أو زيادة عدد الأعضاء القابلة للزرع مع تقليل الأضرار الناتجة عن إعادة ضخ الدم.

في خاتمته، يربط التقرير بين هذه التطورات العلمية والنقاشات الأخلاقية والقانونية الأوسع، معتبرًا أن تحديد الموت لم يعد مسألة طبية بحتة، بل قرارًا يتقاطع فيه العلم مع القانون والمجتمع. وبين قصة إنسانية مؤلمة وتجارب علمية صادمة، يخلص التحقيق إلى أن مفهوم الموت، كما عرفه الطب الحديث، قد لا يكون ثابتًا كما جرى التعامل معه تاريخيًا، وأن الأسئلة الكبرى ما تزال مفتوحة.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك محادثة

مواضيع إضافية

سلوفينيا ترفض قانون الموت الرحيم للمرضى الميؤوس من شفائهم

استراتيجية مناعية جديدة تعيد برمجة موت خلايا السرطان لتحفيز جهاز المناعة

رحلة تجميلية تنتهي بالموت: بريطاني يفارق الحياة خلال التحضير لعملية زراعة شعر في إسطنبول