ايطاليا: هل قرية رياتشي اصبحت ملاذا للاجئين؟

ايطاليا: هل قرية رياتشي اصبحت ملاذا للاجئين؟
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

إحياء القرى الأوروبية بمساعدة المهاجرين، هذا ما تحاول القيام به منذ خمسة عشر عاماً قرية رياتشي، في جنوب إيطاليا. حلم أم حقيقة؟

هذه القرية الصغيرة في كالابريا بجنوب إيطاليا، تحتفل بعيد القديسين قزمان وداميان، حماة الفقراء والمهاجرين مع العمدة لافتتاح الحفل، ضيف غير عادي:
ايفن في التاسعة من العمر وصل من إثيوبيا قبل ثلاثة أيام فقط.
دومينيكو لوكانو، رئيس بلدية رياتشي، يقول:
“القديسان قزمان ودميان جاءا من سوريا، واليوم في سوريا، العديد من العوامل تجعلها في مركز مشاكل العالم، هناك هجرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية. اليوم، من رياتشي، ننقل صورة طفل باعتباره رمزا إيجابيا للأمل، حياة جديدة، والتي هي حق لجميع البشر.”

منذ أربع سنوات، الصبي الصغير لم ير أمه اريغو، انها وصلت إلى رياتشي بعد ان فروا من إريتريا.
وجدت ابنها حين التقينا بها في ورشة عمل الآنية الزجاجية هذا حيث تعمل.
لاجئة سياسية، تمكنت من جلب ابنها ايفين، في إطار لم شمل الأسرة.

اللاجئة الأرتيرية اريكو كيسيت، تقول:
“كان من الصعب جلب الأطفال من بلدي. شقيقتي أخذت أبني وغادرت إثيوبيا. هربت مثلي مع الأطفال، وبدأت أرسل الأموال لشقيقتي من أجل ابني.
لو لم يكن لدي هذا العمل، لما تمكنت من عمل أي شيء. هذا العمل ساعدني كثيراً “.

اريكو تعمل في إحدى ورش الحرف اليدوية التي أنشأتها جمعية سيتا فيتورا، والتي تشارك في إدارة برنامج لحماية اللاجئين وطالبي اللجوء بتمويل من وزارة الداخلية. بالإضافة إلى التدريب المقدم من قبل سكان القرية، والمساعدات المالية، بالطبع وتعلم اللغة الإيطالية، والسكن، جميع هذه الخدمات تقدم إلى لاجئي رياتشي … في العام 1998 قارب يحمل 300 لاجئ كردي وصل إلى ضفاف الجزء السفلي من رياتشي. تم إنشاء جمعية سيتا فيتورا من قبل الشخص الذي أصبح فيما بعد رئيساً لبلدية رياتشي: دومينيكو لوكانو.
الهدف هو إعادة الحياة إلى القرية التي اصبحت خالية من السكان، وتحفيز النشاط الاقتصادي.

دومينيكو لوكانو، رئيس بلدية رياتشي، يقول:
“هذه الاستراتيجية ركزت على نشاطات اجتماعية أدت إلى استعادة الخدمات الأساسية كالمدارس، كما أتاحت من الناحية الاقتصادية استرداد المتاجر والمحلات التي أغلقت. وصول هؤلاء الأشخاص جلب الحيوية التي جلبت الأمل. بالنسبة للأشخاص الذين وصلوا، وأيضا للسكان هنا “.

في نهاية التسعينيات، عدد سكان القرية كان 900 نسمة، الآن اصبح 2800 نسمة، من بينهم 400 مهاجر من أكثر من 20 جنسية مختلفة.

السكان يقولون إنهم يعيشون بصفاء ولد من الهجرة.
فرانشيسكو لا يعود إلى القرية سوى لقضاء عطلة عيد الميلاد.

فرانشيسكو كابيس، مقيم سابق في رياتشي، يقول:
“هاجرت من أجل العمل. كان ذلك في العام 1996، ذهبت إلى بيمونه في تورينو لأن هنا لا يوجد أي شيء، لا يمكننا أن نفعل شيئا، لا يمكننا أن نكَون أسرة، لا يوجد مستقبل. في الماضي، كان هناك الكثير من العمل، لكن الآن لا يوجد شيء. المهاجرون فقط، بفضلهم عادت الحياة قليلا إلى القرية “.

ليوناردو سكويلاس، مقيم في رياتشي، يقول:
“ اصبح هناك أناس في القرية مجدداً. كل هؤلاء الأشخاص جاءوا إلينا. اصبحنا اصدقاء، اننا سعداء.”

الحياة عادت مجدداً بيد أن كل شيء لا يزال هشا.
الأسر التي تستقر على المدى الطويل ليست كثيرة في رياتشي.
الآن، المدرسة الصغيرة في البلدة فيها أحد عشر طالبا فقط، من بينهم ستة أجانب.

المعلمة ماريا غراتسيا ميتيسا، تقول: “بدون الأطفال الأجانب، لبقيت هذه المدرسة مغلقة لكن عدد الطلاب يتغير. لأن الأطفال الأجانب يأتون ويذهبون”.

دانيال وصل من غانا منذ ست سنوات. انه مسؤول عن جمع القمامة. يقول، لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل. لكنه يأمل البقاء هنا لأطول فترة ممكنة في القرية التي تبنته هو واسرته. دانيال يابوه ، لاجئ من غانا، يقول:
“هذه البلدة تعني الكثير بالنسبة لي. الناس هنا طيبون جدا، انهم لطفاء مع الجميع وليس هناك تمييز، لذلك أنا سعيد جدا هنا”.

له طفلان ولدا في رياتشي. أطلق على احدهما اسم كوزيمو، وعلى الآخر دومينيكو، تكريما للقديس، ورئيس بلدية رياتشي. دانيال، يضيف قائلاً:
“أريد استخدام هذا كمثال في جميع أنحاء العالم، في جميع أنحاء الدول الأوروبية، إذا كانوا قد اتخذوا قرارهم لمساعدة الأجانب، فهذا يعني نحن أيضاً على استعداد للمساعدة.”

وصل قبل 20 عاما تقريباً على متن قارب للاجئين الأكراد، بهرام هو أقدم المقيمين الأجانب في رياتشي. هو وأسرته حصلوا على الجنسية الإيطالية.
كان قد افتتح مشروعاً خاصاً به في رياتشي.
بسبب الأزمة، عاد عاملاً، يقول إنه يحب العيش هنا لكن الظروف صعبة للجميع .

بهرام، يقول:
“كانت هناك أزمة في انحاء إيطاليا. منطقة كالابريا كانت الأكثر تضررا، لأنها ليست منطقة صناعية. خلال السنوات الثلاث الماضية، كان هناك القليل من العمل. لذلك لمدة خمسة أو ستة أشهر من السنة، نعمل على مشروع لجمعية سيتا فيتوريا. باستثناء هذا، إذا وجدنا عملاً في الخارج سنذهب، وإلا، فإننا سنبقى في المنزل “.

الكثير من المنازل للبيع.
في قرية، العديد من منازلها فارغة، بالنسبة للكثيرين انها محطة مؤقتة.
قادم من مالي، أغالي، لم يتلق أي مساعدات باستثناء كرم أهل القرية.
لم يجد عملاً.
طريقه الوحيد للخروج، هو أن يجرب حظه في مكان آخر.

أغالي، يقول:
“لا بد لي من الحصول على تصريح اقامة، ومن بعد سأحاول بيع أي شيء، لا أدري ، لربما ملابسي، .. .. أو لربما سأبحث عن شخص لمساعدتي في دفع ثمن تذكرة الذهاب الى مكان ما. “

استغاثة مشتركة من قبل الذين التقينا بهم في الجزء السفلي من القرية. يقولون إنهم حتى بدعم من الجمعيات، وصلوا إلى طريق مسدود .
نموذج ضيافة رياتشي له حدود. احد اللاجئين يقول:
“ من الصعب العيش بشكل جيد هنا. اننا غير مرتاحين. ومعاملتهم لنا سيئة جداً، بدون أوراق. مثلاً، ذهبت للعمل ثلاثة أشهر في مكان ما للحصول على أموال لكنهم لم يدفعوا لي حتى الآن. أحياناً، حين نصل إلى المنزل، نكاد نبكي. نعم! البكاء. لأن لا شيء يسير بشكل جيد حقا “.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها