نوا بوتهوفن.. هولندية تعرَّضت للاغتصاب مرتين فمضت بصمتٍ نحو صمتٍ أزليّ

Access to the comments محادثة
بقلم:  Hassan Refaei
 نوا بوتهوفن.. هولندية تعرَّضت للاغتصاب مرتين فمضت بصمتٍ نحو صمتٍ أزليّ

قررت أن تنهي حياتها بصمتٍ يحاكي الصمتَ العميق والحزين الذي طبع كل لحظةٍ كانتْ تمرّ مسرعةً لتمنح المسكينة نفساً يُمدّها بما يمكّنها من التوغِّل أكثر فأكثر في صحاري اللاشيء واللامعنى.. إنّه عالمُ الاكتئاب، وإنّها الفتاة الهولندية نوا بوتهوفن التي تعرّضت لجريمة اغتصاب حين كان عمرها أحد عشر ربيعاً، وقبل أن تلتئم جروحها باغتها اثنان واقترفا جريمة اغتصاب أخرى بحقها.. في المرة الثانية كان عمرها أربعة عشر عاماً.

قبل أسبوع من الآن، نشرت نوا بوتهوفن على وسائل التواصل الاجتماعي إعلان موتها، وكتبت أنها سوف "تموت في غضون عشرة أيام".

وسجّلت بوتهوفن في صفحة النعيِّ أنها تعرّضت قبل سنوات لجريمتي اغتصاب، وأنّها أخفت الواقعتين عن والديها، بعد أن تملّكها شعورٌ بالعار يشوبه شعور آخر بالخوف والعجز، فآثرت الصمت.. صمت الحملان..

في آخر مشاركة لها على "أنستغرام" كتبت الفتاة الصغيرة أنها توقّفت عن تناول الطعام والشراب، وأن معاناتها قد بلغت حدّها الأقصى.. كتبت أيضاً أنها قررت الموت، وقالت إنها فارقت الحياة منذ ست سنوات.. "كنت أتنفس لكنني لم أكن على قيد الحياة".

ومع الاكتئاب الشديد، توقفت بوتهوفن نهائياً عن تناول الطعام والشراب..

تقول النائب في البرلمان الهولندي ليزا ويسترفيلفد إنها زارت بوتهوفن قبل موتها، وتأثّرت النائب بالإرادة والقوّة والعزيمة التي كانت تمّلكت تلك المراهقة في الساعات الأخيرة من حياتها.. مضت بوتهوفن بعدها بصمتٍ نحو صمتٍ لا يخدشه صوتٌ ولا همسٌ وتتلاشى معه ذكرياتٌ قاسية خلّفتها جريمتا اغتصاب..

وتضيف النائب ويسترفيلفد لصحيفة "دي خلدرلاند" قائلةً عن بوتهوفن : "لن أنساها أبداً".

للمزيد في "يورونيوز":