مدينة إيطالية تعلن عن حملة تبرع لمساعدة المتقاعدين على دفع فواتير الكهرباء والغاز

لويجي بوني، 96 عاما، متقاعد يقيم في فلورنسا/إيطاليا
لويجي بوني، 96 عاما، متقاعد يقيم في فلورنسا/إيطاليا Copyright Domenico Stinellis/AP
Copyright Domenico Stinellis/AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ويعمل المسؤولون في البلدية بالتنسيق مع منظمة محلية غير ربحية لمساعدة المتقاعدين ذوي الدخل المنخفض على دفع تكليف الكهرباء والغاز من خلال حملة لجمع التبرعات.

اعلان

تشتهر فلورنسا، المدينة الواقعة في الجزء الشمالي من وسط إيطاليا، بمساهماتها في الفن الإيطالي والهندسة المعمارية كما تعد عاصمة إقليم توسكانا من بين أهم المدن الإيطالية بسبب تراثها الفني العريق، ذلك أنها تعتبر مسقط رأس عصر النهضة في البلاد. لكن في الوقت الحالي، تهتم سلطات المدينة برعاية اجتماعية "مميزة" وهي : مساعدة المسنيين على دفع فواتير الكهرباء و الغاز بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة في جميع أنحاء أوروبا.

ويعمل المسؤولون في البلدية بالتنسيق مع منظمة محلية غير ربحية لمساعدة المتقاعدين ذوي الدخل المنخفض على دفع تكليف الكهرباء والغاز من خلال حملة لجمع التبرعات.

قال رئيس البلدية داريو نارديلا: "فلورنسا مدينة يعيش فيها الناس بشكل جيد ، ولهذا السبب أيضًا، يعيش الناس عمرا طويلا، ومع ذلك ، فإن عددًا كبيرًا من متقاعدي فلورنسا يعيشون على أقل من 9000 يورو سنويًا ولا يمكنهم تغطية نفقاتهم بسبب زيادة بنسبة 55٪ في تكاليف الكهرباء المنزلية وزيادة بنسبة 42٪ في فواتير الغاز السكنية"

ويقول لويجي بوني ، 96 عاما، إنه بحلول نهاية شباط/فبراير، سيكون حسابه المصرفي خاليا بعد إنفاق معاشه الشهري الذي يقل عن 600 يورو قبل تغطية االتكاليف المنزلية الضرورية. ويوضح بوني وهو جالس على الأريكة ويحمل جريدة يومية بين يديه: " علي أن أختار بين أن آكل لسد رمقي أو أدفع الإيجار".

ولمساعدة لويجي بوني وآخرين من سكان فلورنسا الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والذين يعيشون بمفردهم و ويقدر عددهم بنحو 30 ألفًا ، أطلقت سلطات المدينة حملة جمع التبرعات مع مؤسسة مونتيدوميني غير الربحية والتي تعمل على رعاية المسنين في المدينة كما تدير مشاريع تهدف إلى مساعدة متقاعدي المدينة.

تمكنت الحملة من جمع 33 ألف يورو، قدم المواطنون العاديون ، بما في ذلك سكان فلورنسا الذين يعيشون في الخارج، أكثر من 200 عملية تحويل مالي في إطار حملة التبرع، وفقًا لمستشارة الرعاية الاجتماعية في المدينة، سارة فونارو والتي أوضحت: "هدفنا هو جمع الأموال للتأكد من أن كل شخص مسن يطلب منا المساعدة يمكنه تلقي مساهمة مالية لتغطية النفقات الناجمة عن الزيادة في الفواتير بسبب زيادة تكاليف الطاقة".

أقرت حكومة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إجراءات تتمثل في مساهمات مالية تقدر قيمتها بأكثر من 8 مليارات يورو للمساعدة في تخفيف تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على الشركات والأفراد.

كان أحدث مرسوم حكومي ، صدر يوم الجمعة، يحتوي أيضًا على تطلعات الحكومة الرامية إلى "تسريع انتقال إيطاليا إلى الاعتماد على المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، لجعل البلاد أقل اعتمادًا على الإمدادات المستوردة من الطاقة"

تستورد إيطاليا حاليًا 90٪ من مواردها في الغاز، معظمها من روسيا، وأصر ماريو دراغي على أن أي عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي لمعاقبة روسيا في أعقاب اعتراف موسكو بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا يجب أن "لا يشمل قطاع الطاقة". كما أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إعداد الحكومة لحزمة من الإجراءات بمليارات اليورو للحد من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة.

قال اتحاد رؤساء البلديات الإيطاليين إن استجابة الحكومة لم تكن كافية حتى الآن لمساعدة المدن على التعامل مع مئات ملايين من اليورو كتكاليف إضافية موجهة لقطاع الطاقة.

في العاشر من شباط/فبراير، غرقت المعالم الأثرية الإيطالية في الظلام الدامس للاحتجاج على ارتفاع أسعار الطاقة وتسليط الضوء على الفواتير المرتفعة. وقامت أكثر من 8000 بلدة في جميع أنحاء إيطاليا بإطفاء أضواء معالمها احتجاجا على الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة. تم تنظيم ليلة "الظلام الرمزي" من قبل الرابطة الوطنية للبلديات الإيطالية التي تقدر أن الفواتير ستزيد بنحو 550 مليون يورو للمجالس المحلية، من إجمالي الإنفاق السنوي على الكهرباء الذي يتراوح بين 1.6 و 1.8 مليار يورو.

تحظى حملة التبرع في فلورنسا بتأييد شعبي، بالإضافة إلى كونها وجهة سياحية رئيسية تتمتع عاصمة منطقة توسكانا الإيطالية بسجل طويل في تقديم الخدمات الاجتماعية بنجاح إلى السكان الفقراء والضعفاء. قال لوكا مينوني، صاحب محل تجاري في فلورنسا: "إنها مبادرة رائعة لأنك تستطيع مساعدة الأشخاص غير القادرين على دفع فاتورة تتضمن مبالغ لا يمكن تحملها" و أضاف مينوني: "أنا نفسي أدفع فاتورة الكهرباء ضعف ما كنت أدفعه".

قد يحصل لويجي بوني، 96 عاما، على بعض المساعدة لدفع فواتير الطاقة الخاصة به ليتمكن من اجتياز فصل الشتاء وتجنب الانتقال المتوقع إلى دارلرعاية المسنين. لكنه يقول إن ميزانيته محدودة ولا تسمح له بشراء الكثير من الكماليات.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

زيادة الطلب على دروس اللغة العبرية في غزة مع تخفيف إسرائيل لقيود العمل

شاهد: تونس تشرع في إعادة النفايات الموردة بشكل غير قانوني إلى إيطاليا

بتهمة استخدام شعارات نازية.. بدء محاكمة سياسي يميني في ألمانيا