مخاوف من استغلال اللاجئات الأوكرانيات من قبل منظمات إجرامية تتاجر بالبشر

اعلان

تستقبل المجر آلاف اللاجئين ممن فروا إليها بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، وكان زولتان كوفاكس، المتحدث باسم الحكومة، قال في تصريحات سابقة ، إن المجر استقبلت أكثر من 540 ألف شخص فروا من الصراع في أوكرانيا، موضحاً أن هناك "ما بين خمسة أو ستة لاجئين لكل 100 مواطن مجري".

وأكد كوفاكس أنه "لا يعرف عدد اللاجئين الموجودين في البلاد"، مشيراً أن العديد منهم لديهم جوازات سفر تمنحهم حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة.

في قرية "برغسوناري" الواقعة على الحدود ما بين أوكرانيا والمجر، التقينا " أولغا" والتي وصلت للتو إلى القرية الحدودية التي تعرف أعداد كبيرة من اللاجئين من أوكرانيا. كانت "أولغا" طالبة تدرس فن التصميم في "دونتسك"، وهي الآن تنتظر قدوم حافلة تقلها إلى العاصمة الألمانية برلين برفقة قطتها التي جلبتها معها من أوكرانيا.

أولغا البالغة من العمر 29 عامًا هي من بين آلاف النساء الأوكرانيات اللواتي هربن من ويلات الحرب دون رفيق درب، وهن في هذه الحال عرضة للاستغلال من بعض المنظمات الإجرامية أو من أفراد آخرين.

خلال الآونة الأخيرة، تداولت وسائل إعلام أخبار فتيات أوكرانيات تعرضن للابتزاز من قبل رجال عبر بعض المدن الأوروبية. كما تنتشر رسائل عبر إعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي تعرض خدمات للنساء الأوكرانيا مصحوبة بإيحاءات الاستغلال الجنسي. وظهرت مؤخرا إعلانات كتب عليها باللغة الروسية " هناك مكان لك بالمجان فوق سريري".

ولمواجهة كل مظاهر الاتسغلال الجنسي، تعمل بعض منظمات المجتمع المدني والعمل الخيري على مساعدة الأوكرانيات اللاجئات وتعريفهن بحقوقهن في حال تعرضن لأي نوع من أنواع الاستغلال. تماما هو حال "إمرة" الذي يساعد اللاجئات الأوكرانيا و يرافقهن أحيانا خلال سفرهن.

ويقول إيمرا سابجان، رئيس إدارة الطوارئ في الخدمات الخيرية سابجان المجرية التابعة لمنظمة فرسان مالطا للمتطوعين "إن توفير وسائل النقل الآمنة للاجئين هو أحد اهتماماتنا الرئيسية" مضيفا " نننسق مجالات تعاوننا مع قوات الشرطة وكذلك مع الجيش. إنهم يقومون بدوريات على مدار الساعة"

مع نزوح 7 ملايين من أوكرانيا منذ الحرب، أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا هذا الأسبوع يدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى وضع تدابير ثابتة لمنع ومعاقبة تهريب الأشخاص والاتجار بهم.

ويقول عضو البرلمان الأوروبي، إيراتكسي غارسيا بيريز في هذا الصدد " جلي أن بعض المتطوعين يستقبلون اللاجئات في محطات القطار في العديد من البلدان الأوروبية، وجلي أيضا أن هناك بعض الأشخاص من ذوي النوايا السيئة ممن يريدون استغلال النساء والأطفال والاعتداء عليهم جنسياً" موضحا " إنه من الأهمية بمكان أن تؤدي السلطات العامة دورها لحماية اللاجئين واللاجئات من كل أشكال الاعتداءات". حسب قوله.

وتقول عضو البرلمان الأوروبي، أليس باه كونكه " يتعين على الاتحاد الأوروبي العمل من أجل محاربة أولئك الذين يتاجرون بالجنس و بالنساء والأطفال واستغلال محنهن للمتاجرة". قضت أولغا وقطتها رحلة استغرقت 13 ساعة بالحافلة إلى برلين، وهي تشعر اليوم أنها في أمان في العاصمة الألمانية، حيث استقبلها بعض من صديقاتها. لكن لاجئات أخريات هن عرضة دائما لخطر استغلالهن من قبل منظمات إجرامية.