بعد شهر من الفيضانات المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 230 شخصًا، خرج عشرات الآلاف من الإسبان إلى شوارع فالنسيا مطالبين بتنحي المسؤولين الإقليميين، وعلى رأسهم رئيس الإقليم كارلوس مازون، محملين إياه المسؤولية عن سوء إدارة الأزمة التي دمرت آلاف المنازل والمركبات.
وقد شارك حوالي 130,000 شخص في ثاني مسيرة حاشدة منذ أن ضربت العاصفة دانا فالنسيا. وانتقد المحتجون التأخير في إصدار تحذيرات الإنذار المبكر للسكان، مما أسهم في تفاقم الخسائر البشرية والمادية برأيهم.
ورغم اعتراف رئيس إقليم فالنسيا بوقوع أخطاء، وصف الفيضانات بأنها "غير مسبوقة ومروعة"، مؤكدًا أن النظام بأكمله تعرض للارتباك. ومع ذلك، أثار تعيينه جنرالًا متقاعدًا لقيادة جهود التنظيف بعد تعديل وزاري، غضب المحتجين الذين اعتبروا الخطوة محاولة للتهرب من المسؤولية.
وقال أحد المحتجين، فيسنتي روميرو: "مازون يتحمل المسؤولية الأكبر. لا يمكنه البقاء في منصبه، عليه أن يرحل فورًا ويُحاسب".
دمار واسع وآثار مستمرة
الفيضانات التي اجتاحت فالنسيا شهدت هطول كميات كبيرة من الأمطار، تعادل مستوى الأمطار الذي تشهده المدينة عادة على مدار عام كامل، وذلك في غضون ثماني ساعات فقط. هذا التدفق الهائل تسبب في دمار واسع النطاق، حيث دُمرت آلاف المنازل والمركبات، مما ترك أكثر من 2,000 شخص بلا مأوى حتى الآن.
ورغم الجهود المستمرة للتعافي، لا يزال حوالي 155,000 شخص يعانون من انقطاع الكهرباء، مما زاد من صعوبة الأوضاع. تعمل فرق الصيانة على إزالة الطين والأنقاض من أنظمة الصرف الصحي لتجنب تصلب الوحل وحدوث أضرار إضافية، لكن الشوارع لا تزال مليئة بالغبار وبقايا الكارثة، مما يعكس حجم الدمار الذي تعرضت له المدينة وآثاره المستمرة على حياة السكان.
ويصر سكان فالنسيا على مواصلة التظاهر حتى تتم محاسبة المسؤولين عن التقصير في إدارة الأزمة. وبينما تستمر الجهود لإصلاح الأضرار، يطالب السكان بخطوات ملموسة تعكس اهتمامًا حقيقيًا بتلبية احتياجاتهم واستعادة الثقة التي فقدوها في القيادة الإقليمية.