الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ: كوارث تهدد بإعادة تشكيل شواطئ العالم

بالمشاركة مع ESA - The European Space Agency
الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ: كوارث تهدد بإعادة تشكيل شواطئ العالم
بقلم:  Jeremy WilksSamer Ajouri
شارك هذا المقال
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ: كوارث تهدد بإعادة تشكيل شواطئ العالم

اعلان

تقدم لنا تكنولوجيا الأقمار الصناعية رؤية شاملة لفهم ما يحدث بالفعل على كوكبنا جراء تغير المناخ، بدءا من موجات ارتفاع درجة الحرارة هذا الصيف وصولا إلى ارتفاع منسوب مياه البحر.

في برنامج "سبيس" (الفضاء) لهذا الأسبوع نأخذكم معنا إلى منطقة كامارغ الساحلية في جنوب فرنسا، وهي من المناطق التي يهددها تغير المناخ بشكل كبير بسبب وجودها على مستوى سطح البحر تماما.

كامارغ هي دلتا بدأت بالتشكل منذ 10 آلاف إلى 12 ألف عام خلت بفعل ترسبات التربة الناعمة، وهذه الترسبات يزداد وزنها بشكل دائم مما يؤدي لزيادة الضغط الشاقولي. لهذا تغوص كامارغ للأسفل بسرعة مليمتر واحد كل سنة، وهي بنفس الوقت تعاني من ارتفاع متزايد لمنسوب مياه البحر المتوسط يصل إلى عدة مليمترات كل سنة أيضا.

ويقدر العلماء ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بمتر أو مترين في نهاية هذا القرن، وهو ما يشكل كارثة بالنسبة لإقليم يرتفع متر واحد فقط عن سطح البحر مثل كامارغ.

يقول أنيس غلمامي وهو عالم استشعار عن بعد بواسطة الأقمار الاصطناعية "الأرقام التي حصلنا عليها في السنوات الأخيرة بواسطة أقمار اصطناعية خاصة لقياس منسوب مياه البحار تدل على ارتفاع المنسوب سرعة غير مسبوقة. نحن نتكلم عن 4.8 مليمترات في السنة وهو شيء ينذر بالخطر إذا قمنا بمقارنته مع الرقم السابق الذي كان 3.4 مليمترات. "

يعمل أنيس على دراسة التغيرات التي تطرأ على الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط بواسطة أقمار سينتينال التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" - ESA وطائرة لاندسات التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". أنيس وجد أن شاطئ كامارغ قد تراجع لمسافة مئتي متر خلال الأعوام الثلاثين الماضية.

تغيّرات تنذر بالخطر سبّبها البشر

في مركز رصد الأرض التابع لوكالة إيسا في مدينة روما الإيطاليا التقينا المشرف جوزف أشباخر. الذي أطلعنا على مخطط بياني لتركيز غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 في الغلاف الجوي لكوكبنا خلال 800 ألف سنة الأخيرة.

يشير المخطط إلى وجود ارتفاع وانخفاض بدرجات الحرارة ناتج عن التغيرات التي تطرأ على تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون. فهناك دائما عصور جليدية وعصور دافئة تفصل بينها. وطيلة ذلك الوقت كان تركيز ثاني أكسيد الكربون لا يتجاوز 300 جزء في المليون في الغلاف الجوي. لكن خلال السنوات المئة الماضية فقط تجاوز تركيزه 400 جزء في المليون، وهو تغير سببه البشر ويدعو للقلق.

بين المواجهة والتأقلم

المشرفة في محمية كامارغ الطبيعية أنايس شيرون تقول إن الطبيعة حولنا هي في تغيّر مستمر وهي مرنة بهذا الخصوص، وتقوم بالتطور عن طريق تكيفها مع التغيّرات. وعادة ما يحدث هذا في فترة زمنية طويلة، لا في فترة قصيرة كما في وضعنا الحالي.

لهذا قرر القيمون على المناطق البرية في كامارغ عدم بناء جدار بحري لمحاربة تآكل الشاطئ ودرء الأخطار الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه المتوسط. وبدلا عن ذلك سيقومون بالاستسلام والتأقلم مع الوضع الجديد.

وقد يظن البعض أن ارتفاع مياه البحر والمحيطات سيؤثر على عدة آلاف من الأشخاص، لكن جان جالبرت مدير في معهد "لا تور دو فالا" للأبحاث يقول إن فرنسا وحدها فيها ما لايقل عن 300 ألف بناء في منطقة مساحتها 740 ألف هكتار توجد على ارتفاع متر واحد من سطح البحر فقط. وعلى كوكبنا يعيش أكثر من 300 مليون شخص في أراض يقل ارتفاعها عن خمسة أمتار عن سطح البحر.

يقول جالبرت "هناك 136 مدينة كبيرة مثل نيويورك، طوكيو، أوساكا، لاغوس موجودة على مستوى سطح البحر تماما.إن مشاكل عظيمة تنتظرنا، ولن نملك الوسائل لمواجهتها في كل مكان. سوف نتعلم كيف نواجهها في بعض الأماكن، لكن في أغلب الأماكن سوف نستسلم، ونحاول التكيف مع هذا التغير المناخي وتأثيراته."

لقراءة المزيد على يورونيوز العربية:

أسئلة وأجوبة

يسأل متابع البرنامج "بو ولنداري" على موقعنا: ماهو سبب تغير المناخ؟

يجيبه جوزف أشباخر: إنه سؤال جيد، تغير المناخ تسببه غازات الغلاف الجوي، خاصة منها غازي ثاني أكسيد الكربون والميثان عندما يحتجزان ضوء الشمس وهو ما يؤدي إلى رفع درجات الحرارة، وتغيير المناخ هذا مع كل آثاره على المحيطات والأراضي والغلاف الجوي يسبّب تغيّرات جذرية على كوكبنا.

سؤال آخر من "أيدن هوماني": كم يوجد لدينا من الوقت قبل أن يختفي الجليد على القطبين؟

جوزف أشباخر: جليد القطبين يذوب حاليا. فعلى سبيل المثال يوجد في القطب الشمالي ممر يصبح بلا جليد في الصيف وتعبره السفن بين أوروبا وآسيا، وخلال بضع عقود سوف يختفي الجليد تماما عن القطبين وربما في نهاية هذا القرن يصبح القطب الشمالي بلا ثلوج نهائيا أو القليل منها.

يمكنكم دائما إرسال الأسئلة تحت وسم AskSpace# وسنحاول الإجابة عنها.

اعلان

وللمزيد من الأخبار تابعونا على arabic.euronews.com

شارك هذا المقال

مواضيع إضافية

مدينة عربية تعيش نفس أوضاع العالم في حالة استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري