يستعد العالم بأكمله لتوديع الرمز الحقيقي للنضال و اخرعظماء التاريخ المعاصر نيلسون منديلا كما يصفه البعض.
و الأكيد ان كل الأنظار و الأحاسيس القوية متواجدة في جنوب أفريقيا. العواطف هناك يُعبرُعنها بشكل خاص.
نلتحق بالمبعوث الخاص ليورونيوز إلى جوهانسبرج فرانسوا شينياك.
الصورة الرئيسية هنا هى صورة تلاحم و صلة حميمة بين كل سكان البلاد. أكيد، البلاد تعيش حداد لكنه حداد بهيج، الناس في الشوارع ليست حزينة، إنهم يرقصون و يغنون، يلتقصون الصور إننا لا نعيش حدادا حزينا.
مثلا أمام أخر منزل عاش فيه مانديلا بهوتون، الشرطة قامت بوضع حواجز لمنع توافد السيارات لهذا الموقع، الحواجز مملوءة بالزهور، الزوار أقاموا زوايا للصلوات و أُوقيدت الشموع، المتوافدون يتركون رسائل، يغنون و يرقصون، إنها أخر تحية يقدمونها لنيلسون منديلا.
يورونيوز: ماذا يفكر الناس في الشوارع حول مستقبل بلادهم برحيل مانديلا، هل يعتقدون و أنت كذلك، أن جنوب إفريقيا ستعيش مرحلة ما قبل و ما بعد مانديلا ؟ هل اختفائه سيضعف البلاد ؟
الوضع غير مثالي هنا، فإن معدل البطالة مرتفع جدا في أوساط الشباب، حيث تصل إلى نسبة 25 في المائة.
أحد الأشخاص أخبرني أن حزب المؤتمر الوطني الافريقي، الحزب الحاكم، يتعرض لموجة إنتقادات حادة، لابد من الإشارة أن البلاد على موعد مع الاستحقاقات الإنتخابية العام المقبل، و ان الجيل الجديد، “جيل الولادة الجديدة” الذي لم يعايش الفصل العنصري، سيشارك في هذه الإنتخابات و من الواضح أنهم لن ينتخبوا لصالح المؤتمر الوطني الإفريقي. فما هي معالم البلاد بعد مانديلا؟ هل هناك رجل أم إمرأة سيواصل المشوار و يحمل مشعل مانديلا. الأمور غير واضحة هنا في جنوب إفريقيا، الكل يتساءل و قلق.
هذا صحيح لورانس، إنه من الضروري الإشارة إلى غياب التكافؤ هنا. هذا واقع معاش و منتشر بين البيض و السود، كذلك بين الشباب و باقي السكان، إنعدام التكافؤ موجود أيضا بين المهاجرين و الفئات الاخرى. لا يجب أن ننسى أنه في عام 2008 ، جنوب إفريقيا غرق في فوضي، حيث ساد العنف بشكل كبير تجاه المهاجرين المنحدرين من زيمبابوي و الكونغو الجارة. هؤلاء الأشخاص كانوا ضحايا العنف و هذا ما يقلق الجميع هنا. فهل وفاة نيلسون مانديلا و نهاية الأسطورة ستلقي بالبلاد في فوضي عارمة؟