أسباب إنهيار شعبية فرانسوا هولاند

في الخامس عشر من مايو/نيسان 2012، عبر فرانسوا هولاند، إثر فوزه في الإنتخابات الرئاسية، جادة الشانزليزيه تحت أمطار طوفانية، قال عنها البعض انها بمثابة إعلان عن فترة رئاسية كارثية. اليوم وعلى بعد عام تقريبا من إنتخابات رئاسية جديدة، تراجعت شعبية سابع رئيس في الجمهورية الخامسة إلى حد أدنى قياسي لم تشهده فرنسا من قبل.
نسبة التأييد التي يحظى بها الرئيس الإشتراكي تراجعت إلى 18 بالمائة و هي أدنى نسبة في تاريخ الجمهوريةالخامسة. هولاند أعطى لمواطنيه إنطباعا بكونه مترددا في إتخاد القرارات و منفصلا عن واقع و أفكار الشارع الفرنسي.
شعار“تحسنت الأمور” الذي بدأ في ترديده منذ لقاء تلفزيوني أجراه أبريل المنصرم، زاد من غضب الشارع . رغم بعض الأرقام التي تدعمه إلا أن الغالبية ترى في هذا التصريح نوعا من الإستخفاف بغضب الفرنسيين. الحشد ضد قانون العمل تحول إلى حركة مواطنة،“ساهري الليل” للتعبير عن سخط الفرنسيين تجاه الحكومة و السياسة بشكل عام.
بعد هجمات باريس عرفت شعبية فرانسوا هولاند إرتفاعا نسبيا في إستطلاعات الرأي. لكنها عادت لتنهار بعد تمديد حكومته لحالة الطوارئ و مساندته لمشروع قانون حرمان الإرهابين المدانين من الجنسية الفرنسية.
حيث صرح في أحد اللقاءات :
““علينا أن نسقط الجنسية الفرنسية عن كل شخص مدان لإنتهاكه للمصالح الأساسية للأمة، أو لقيامه بعمل إرهابي، حتى و إن ولد في فرنسا.”
قبل سنوات كان الرئيس الفرنسي من أهم المعارضين لهذا النوع من القوانين حيث سبق له و أن صرح :
“هل هذا سيحسن من سلامة و أمن مواطنينا؟ لا. هل هذا يتفق مع تاريخنا وتقاليدنا،و دستورنا؟ إذا فلماذا التشكيك في مبادئنا الأساسية؟”
هولاند تشبت بموقفه الجديد بخصوص قانون الحرمان من الجنسية خلال أشهر طويلة، قبل أن يسحبه في نهاية المطاف. لكن هذه المرة فيما يخص قانون العمل فرض الرئيس المشروع رغم معارضة الغالبية.
ليخسر، قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية، الكثير من ناخبيه وحزبه. الأسبوع الماضي قدم مناهضوه اقتراحا بحجب الثقة عنه، و تعتبر هذه سابقة في تاريخ الجمهورية الخامسة.