Eventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

لمَ تحطّمت آمال الأكراد في الاستقلال؟

لمَ تحطّمت آمال الأكراد في الاستقلال؟
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

كان من المفترض أن تكون تلك لحظة مفصلية بالنسبة إلى أكبر مجموعة اثنية في العالم، ولكن الأحلام باستقلال كردستان تبدو الآن محطّمة.
منذ شهر تقريباً، كانت حكومة إقليم كردستان مليئة بالثقة. لقد أجرت الاستفتاء الذي وعدت به وصوّت نحو 92 بالمئة من الأكراد لصالح الانفصال الرسمي عن الحكومة المركزية في العراق.
من جهتها سجّلت بغداد اعتراضها الكبير على الاستفتاء وكذلك فعلت غالبية المراقبين الدوليين.

لقد حذرت الولايات المتحدة الأميركية من أن الاستفتاء قد يؤثر سلباً على التحالف العسكري الهش الذي تقوده واشنطن والذي يتألف من عراقيين وأكراد وأتراك، خصوصاً وأن التحالف العسكري حقق مكاسب حربية ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية.

الطرفان، العراقي والكردي، تمّ تسليحهما ودعمهما مادياً من قبل الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الرغم من شكوك واشنطن، شعرت حكومة إقليم كردستان أن الدعم التاريخي الذي تتلقاه من واشنطن وكذلك من المجموعة الدولية التي عاملت الحكومة الكردستانية كدولة “قائمة بحد ذاتها“، شعرت أن هذه الإيجابيات قد تحيّد احتمال تزعزع الأمن في المنطقة ولذا أقدمت على الاستفتاء في هذا التوقيت.

كانت المعنويات مرتفعة في الإقليم ورفعت الأعلام الكردية على كل المباني الحكومية.
وقال القائد الكردي مسعود برزاني إنه الشعب “سيواجه مشقة ولكنه سيصل إلى غايته” وذلك في خطاب نقل على شاشة التلفزيون في أواخر شهر أيلول / سبتمبر. ودعا البرزاني القوى الدولية إلى “احترام خيار ملايين الناس الذي أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء”.

بحسب ريناد منصور، الباحث السياسي في إحدى الجمعيات البريطانية، إن تصاعد وتيرة الأحداث الذي نشهده اليوم مردُّه الخطأ الحسابي الفادح الذي ارتكبته القيادة الكردية.
يضيف ريناد منصور: “لقد ارتدّ الأمر اليوم على القيادة الكردية فهي في حالة مأزومة اليوم”.

حتّى أن رئيس الوزراء العراقي أعلن أن “بغداد قد تتخذ إجراءاتٍ عسكرية” في الإقليم وذلك قبل توجه الأكراد إلى صناديق الاقتراع. كذلك حاول مسؤولون أميركيون وآخرون أتراك إقناع إربيل بتأجيل الاستفتاء، أقلّه في المرحلة الحالية.

وعلى هذا النحو نفّذ رئيس الوزراء العراقي التهديد الذي أطلقه قبل شهر من اليوم وأطلق حملة عسكرية من أجل استرداد “المناطق المتنازع عليها“، وهي مناطقُ تقع خارج حدود الإقليم التي تعترف بها بغداد رسميا، وكانت “ممسوكة” من قبل القوات الكردية.

بالتنسيق مع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، تمكنت القوات العراقية من إجبار قوات “البيشمركة” – والمفردة تعني “أولئك الذين يواجهون الموت – على التراجع إلى الإقليم. وكانت السيطرة على مصفاة النفط في كركوك هي النصر الاستراتيجي الأكبر للقوات العراقية، خصوصاً وأن المصفاة متنازع عليها منذ سنوات بين الطرفين.

بحسب المكتب التابع للتحالف الذي يخوض حرباً ضد “داعش“، وافق الطرفان، العراقي والكردي، يوم أمس، الجمعة، على وقف إطلاق النار غير أن القيادة الكردية صارت في حالة فوضى وشتات.
ويقول ريناد منصور تعليقاً على هذا الأمر إن “غالبية الأكراد تعلم اليوم أنَّ رهانها على الاستقلال لم يتم تقديره بشكل جيدّ”.
بحسب محلّلين، إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي احتاج إلى اتخاذ “قرار فوري” ضدّ الأكراد وذلك لعدة أسباب. فهو من جهة أولى عزّز صورته كقائد أمني من خلال محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وهو أمر فشل فيه الذين شغلوا منصب رئيس الحكومة قبله.

من جهة ثانية، نجح حيد العبادي في فرض نفسه “كقوة وازنة” فيما يتعلق بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وحضورها في الساحة العراقية. أضف إلى ذلك أن رئيس الوزراء العراقي لم يرد أن يترك صورة عن نفسه تشير إلى “أنه رئيس الوزراء الذي سمح لكردستان الانفصال عن بغداد”.

بيد أن بعض المراقبين يقولون أيضاً إنه ليس في مصلحة العبادي الضغط كثيراً باتجاه الحرب. فالضغط الزائد على الأكراد سيؤدي إلى خلق نزاعات بين فصيلين عسكريين مدعومين من المصدر نفسه، الولايات المتحدة الأميركية. هذا رأي الباحث والخبير السياسي يسير كيوتي من معهد بحوث الشرق الأوسط.

وأضاف كيوتي: “إن تبادل إلقاء اللوم الآن يمنع من تحقيق أي تقدّم في المفاوضات ولذا “يجب على إربيل وبغداد أن تتخذا الخطوات اللازمة من أجل خفض التصعيد وتهدئة العواطف المشحونة والبحث عن حوار يكون ذو معنى”.

وفيما التوتر ما يزال على حاله في المنطقة، من الباكر والصعب التنبؤ بصير المفاوضات وما يمكن أن تنجزه. وثمة احتمال ما يزال ممكناً بالنسبة إلى الأكراد، وهو أن يشارك السياسيون الأكراد في الحكومة العراقية وذلك بعد إجراء الانتخابات في شهر أيار / مايو المقبل.
ويقول منصور إنه “حتى لو كان عدد الأكراد في الحكومة صغيراً، بمقدورهم أن يلعبوا دوراً حاسماً مع أيّ رئيس وزراء عراقي مقبل، خصوصاً فيما يتعلق بمفاوضات “مناطق النزاع” وإقليم كردستان بشكل عام.

ومع ذلك، فمن الممكن أيضا أن يبقى الأكراد منقسمين بعد رد الفعل على الاستفتاء وهذا يعني أن المقايضة على مستقبلهم ستكون أقل احتمالاً.
ويختتم منصور قائلاً: “النزاع ما يزال مستمر حتى الساعة ومن الصعب جداً التنبؤ بمآل الأمر الآن”.

بالإشتراك مع NBC NEWS

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ما هي تداعيات أي اتفاق عسكري محتمل بين دمشق والأكراد على تركيا؟

عودة النازحين إلى كركوك بعد انسحاب البيشمركة

القوات العراقية تنتزع كركوك وواشنطن تعرب عن قلقها