الأمن مقابل النفط، كانت عنوان العلاقات السعودية الأمريكية لعقود طويلة.
اعلانعلى مدى ثلاثة أسابيع تقريبا من جولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تطرق ولي العهد في حديثه مع مايكل دوغلاس ومورغن فريمان إلى الأعمال السينمائية، وناقش أسفار الفضاء مع ريتشارد برنسون، وتطرق مع جيف بيزوس إلى التكنولوجيا، ومع بيل غيتس تحدث عن الاحسان والاعمال الخيرية، وذلك وفق صحيفة نيويورك تايمز. كذلك زار ابن سلمان هارفارد ومعهد مساشوستس للتكنولوجيا، وعقد صفقات سلاح مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
للمزيد على يورونيوز:
بعد الولايات المتحدة فرنسا تستقبل بن سلمان في ظل تساؤلات عن توتر العلاقات بين البلدين
تعيين أعضاء جدد داخل هيئة ثقافية سعودية جديدة بأوامر ملكية
بالصور: ولي العهد السعودي يطلع على أول مركبة فضاء ستراقب الأرض
تغيير الصورة السلبية للمملكة
وتشير الصحيفة نقلا عن الرئيس التنفيذي لسلسة دور السينما "أي أم سي" آدم آرون الذي التقى ولي العهد السعودي، إلى أن ابن سلمان واع بأن صورة السعودية في الولايات المتحدة ليست بالمشرقة، باعتبارها بلدا ظل محافظا لعقود عدة، وأن الأمير يريد تغيير المجتمع السعودي، بطريقة تروق للأمريكيين، ومحاولة منه لمواجهة التشدد الديني وإعادة وسم بلاده، التي تحدر منها 15 مهاجما من منفذي هجمات 11 من سبتمبر 2001، من أصل 19 مهاجما.
ومن أدوات التغيير يتحدث مسؤولون سعوديون عن خطط لفتح المملكة أمام الحفلات الموسيقية ومهرجانات الجاز والسينما، في بلد 70% من سكانه هم من الشبان الذين تقل أعمارهم عن 30سنة، وكثيرون منهم ملتصقون بهواتفهم الذكية.
أول عرض سينمائي في الرياض هذا الشهر
تأتي مساعي التغيير في المملكة ضمن خطة ولي العهد السعودي المسماة رؤية 2030، وقبل يومين وقع اتفاق بين الجانبين السعودي والأمريكي على افتتاح أولى دور السينما في المملكة منذ عقود، وسيكون ذلك في العاصمة الرياض، وسيكون الافتتاح في 18 نيسان/إبريل الحالي بعرض فيلم "بلاك بانتير".
اختلاط للحضور ورقابة على مشاهد العنف والجنس
ومثلما أشارت إلى ذلك مصادر سعودية قبل بضعة أيام، فإن الحضور في قاعات العرض سيكون مختلطا نساء ورجالا، وهو ما يعد "خطوة ثورية" وفق الصحيفة، في بلد جرى فيه الفصل بين الجنسين في الفضاءات العامة طويلا، وبحسب رئيس "أي أم سي" فإن الرقابة على أفلام هوليود ستعتمد بالطريقة نفسها التي تحصل في بلدان أخرى في الشرق الأوسط، والرقابة هي على المشاهد الجنسية ومشاهد العنف.
جذب الاستثمارات الأمريكية
لعقود طويلة كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تلخص في جملة واحدة هي: وصول الأمريكيين إلى منابع النفط، وضمان من الأمريكيين بان يحموا في المقابل المملكة.
وتقول الصحيفة إن ابن سلمان يسعى إلى جذب المستثمرين الصناعيين الأمريكيين، والانخراط في ما هو أكثر من استثمارات عملاق أرامكو للصناعات البترولية، وذلك بهدف تحويل اعتماد المملكة على اقتصاد متنوع، بدلا من الاعتماد على النفط فقط.
وتمضي نيويورك تايمز في القول إن ولي العهد الذي جاء إلى الولايات المتحدة وقد عرف عنه خطواته لتشديد قبضته على السلطة، يعود إلى بلاده تدفعه رغبة لتغيير النظرة إلى العربية السعودية، من بلد محافظ تغيب فيه الشفافية، إلى واحة حديثة من واحات الصحراء.