من ستيفن كالين وسارة دعدوش
ابوظبي/اسطنبول (رويترز) - قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنه مستعد للسماح لتركيا بتفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول بحثا عن الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي الذي اختفى منذ ثلاثة أيام بعد دخوله القنصلية هذا الأسبوع.
وقال الأمير محمد في مقابلة مع وكالة بلومبرج نشرت يوم الجمعة "المنشآت أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بدخولها وتفتشيها وفعل كل ما يريدونه... ليس لدينا ما نخفيه".
وأضاف أن خاشقجي غادر المبنى بعد دخوله. وأجاب عن سؤال عما إذا كان الصحفي يواجه اتهامات في السعودية بالقول إن من المهم أولا معرفة مكانه.
وقال "إذا كان في السعودية فكنت سأعرف ذلك".
ودعت جماعات معنية بحقوق الإنسان السعودية إلى توضيح مكان خاشقجي بعد أن قدمت السلطات التركية والسعودية روايتين متضاربتين بشأن اختفاء خاشقجي إذ قالت أنقرة إنه لا توجد أدلة على أنه غادر مقر القنصلية بينما تقول الرياض إنه خرج في اليوم ذاته.
وعاش خاشقجي في المنفى الاختياري في واشنطن على مدى العام الأخير خوفا من الانتقام منه بسبب أرائه التي تتسم بالانتقاد. ودخل القنصلية يوم الثلاثاء للحصول على وثائق من أجل زواجه المقبل حسبما أفادت خطيبته التي كانت تنتظره بالخارج.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان في وقت متأخر من مساء الخميس إنه إذا اعتقلت السعودية خاشقجي دون الإقرار بهذا فإن اعتقاله يشكل "اختفاء قسريا". ودعت المنظمة تركيا إلى توسيع نطاق تحقيقها في القضية.
وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة "يقع عبء الإثبات على السعودية في تقديم أدلة على مزاعمها بأن خاشقجي غادر القنصلية وحده وأن العملاء السعوديين لم يحتجزوه".
وأصدرت منظمات معنية بحرية الصحافة تحذيرات بينما نشرت صحيفة واشنطن بوست، التي كانت تنشر مقالات لخاشقجي بشكل منتظم منذ العام الماضي، مساحة فارغة حيث ينشر مقاله عادة.
وقال شريف منصور منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين "في ظل الأسلوب الذي تعتمده السلطات السعودية باعتقال الصحفيين المعارضين سرا فإن عدم خروج خاشقجي من القنصلية السعودية في اليوم الذي دخل فيه أمر يدعو للقلق".
ودعت صوفي آنموث مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة صحفيون بلا حدود حكومتي تركيا والسعودية إلى ضمان عودة ظهور خاشقجي بسرعة.
وقالت في بيان "حتى يثبت العكس، فهو لا يزال في القنصلية السعودية في اسطنبول والسلطات السعودية مسؤولة عن سلامته".
وقالت خديجة جينكيز خطيبة خاشقجي لرويترز إنه كان يشعر بالقلق من الحملة على المعارضة في المملكة لكنه افترض أنه سيكون بأمان خارج البلاد.
وذكر توران كيسلاكجي وهو صديق لخاشقجي يقود الجمعية العربية التركية للإعلام أن خاشقجي تلقى تأكيدات من مسؤولين سعوديين قبل زيارته بأن باستطاعته الدخول بأمان.
وأبلغ المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين الصحفيين بأن خاشقجي لا يزال في القنصلية وأن السلطات تتفاوض مع السعوديين لحل المشكلة.
وقالت القنصلية إنها تعمل مع الحكومة التركية للوقوف على ملابسات اختفائه.
(رويترز)