بعد ثمانية أعوام على هروب بن علي .. ما الذي تغير في تونس بعد ثورة الياسمين؟

بعد ثمانية أعوام على هروب بن علي .. ما الذي تغير في تونس بعد ثورة الياسمين؟
Copyright رويترز
Copyright رويترز
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بعد ثمانية أعوام على هروب بن علي .. ما الذي تغير في تونس؟

اعلان

ثمانية أعوام مرت على فرار الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي من قصر قرطاج على متن طائرة متوجهة من تونس إلى جدة في السعودية، بعد اندلاع ثورة ضد حكمه، أنهت سنواته الـ23 في السلطة، وفتحت باباً للمجهول على تونس والوطن العربي، لم يجد اليقين سبيلاً لإغلاقه حتى اللحظة.

استحقاقات انتخابية وحكومات متعددة

أحداث كثيرة مرت منذ أشعل البوعزيزي النار في نفسه في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2010 ، منها نجاح البلاد بإجراء عدة استحقاقات انتخابية كبرى، ومنها وصول حركة النهضة الإسلامية، المحظورة في زمن بن علي، إلى السلطة. 

ومن هذه الأحداث أيضا تبوّؤ ناشط حقوقي معارض هو المنصف المرزوقي منصب رئيس الجمهورية إثر انتخابات حرة وتعددية. وقد تناوبت عدة حكومات ذات التوجهات والتحالفات المختلفة على تسيير شؤون البلاد، ترأسها على التوالي منذ سقوط بن علي وحتى اليوم سبعة رؤساء حكومة، هم على التوالي: محمد الغنوشي، الباجي قايد السبسي، حمادي الجبالي، علي العريض، مهدي جمعة، الحبيب الصيد ويوسف الشاهد.

اغتيالات وتفجيرات وتحديات اقتصادية

وشهدت البلاد زلازل أمنية هزت استقرار البلاد ليس أمنياً فقط بل سياسياً واقتصادياً كذلك.

فاغتيل المعارض اليساري شكري بلعيد في فبراير 2013، ثم اغتيل السياسي المعارض محمد براهمي بعدها بنحو خمسة أشهر.

وعانت البلاد هجمات إرهابية عدة، أبرزها ما عايشه التونسيون عام 2015 بالهجوم على متحف باردو في آذار/ مارس من ذلك العام، ثم إطلاق النار في منتجع في سوسة في حزيران/ يونيو، ثم الهجوم على حافلة عسكرية وسط العاصمة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، ليبقى الملف الأمني أكثر الملفات الشائكة في بلد استطاع على الأقل النجاة من مصير دول شاركته حلم الربيع العربي، وليبقى كذلك الأكثر تأثيراً على قطاع يعد عموداً أساسياً من أعمدة الاقتصاد التونسي، ألا وهو السياحة التي بدأت تدريجياً باسترداد عافيتها مع إعلان تسجيل قفزة بإيراداتها تمثلت بنحو 1,36 مليار دولار وعدد قياسي من السائحين وصل لـ8,3 مليون زائر عام 2018. حيث تشكل السياحة ثمانية في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لتونس.

للمزيد على يورونيوز:

عدد قياسي لزوار تونس يرفع إيرادات السياحة بنسبة 45%

سياح سوريون يصلون تونس من دمشق في أول رحلة جوية منذ سنوات

الداخلية التونسية: متشددان يفجران نفسيهما في اشتباك مع الشرطة في سيدي بوزيد

مكاسب تقابلها مصاعب وتحديات

وهكذا تأرجحت تونس بين آمال وحريات ومكاسب جديدة وتحديات سياسية وأمنية.

فمن هذه المكاسب فوز الرباعية التونسية بجائزة نوبل للسلام عام 2015 تقديراً لجهودها في الحوار الوطني والبحث عن حلول في واحدة من أكثر لحظات البلاد حرجاً، وإطلاق الحريات العامة، وارتفاع منسوب الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة. أما التحديات فقد تمثلت في  صعوبات في الممارسة السياسية لم تحقق للبلاد طموحها الحقيقي. حيث تعرضت البلاد لعواصف بين فترة وفترة أحدثها المأزق السياسي الذي رزحت تحت نيره البلاد مؤخراً في الصراع بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد والرئيس الباجي قايد السبسي وحزب نداء تونس. ولا ننسى التحدي الأمني وحقيقة كون تونس تمثل اليوم إحدى خزانات الشباب المتطرف المشارك بتشكيل خارطة الإرهاب بشكلها الذي نعرفه اليوم. كل هذا في غياب إصلاحات اقتصادية جذرية.

التاريخ يعيد نفسه؟

من إحراق البوعزيزي نفسه في سيدي بو زيد عام 2010 احتجاجاً على مصادرة السلطات عربة بيع الخضار والفاكهة التي يكسب منها رزقه حتى إحراق المصور الصحفي عبد الرزاق زرقي نفسه في ولاية القصرين وسط البلاد الشهر الماضي احتجاجاً على الأوضاع المعيشية التي لم تتغير طيلة هذا الوقت. 

ثماني سنوات انقضت إذا وما زال التونسي ينتظر تجاوز سلبيات الثورة وما سبقها وما تلاها، ما زال ينتظر تجاوز أزمات التنمية والبطالة والتهميش والسكن والصحة في ظل احتقان شعبي ونقابي عارم واحتجاجات ودعوات لإضرابات في قطاعات شتى.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

محامون وأطباء تونسيون يحتجون على قانون يطالبهم بمزيد من الشفافية الضريبية

شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على الحريق الذي نشب فيها

الربيع في اليابان.. موسم تفتح أزهار الكرز الساحرة