تدهور الحالة الصحية لبوتفليقة وتعيين زعلان مديرا لحملته خلفا لسلال
قالت وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر اليوم السبت إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اختار عبد الغني زعلان مديرا جديدا لحملته الانتخابية بدلا من عبد المالك سلال سعيا للفوز بفترة رئاسية خامسة.
جاء القرار بعد يوم من خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين للاحتجاج على سعي بوتفليقة (81 عاما) لفترة رئاسية جديدة. والرئيس الجزائري موجود حاليا في سويسرا لإجراء "فحوص طبية دورية".
ويقول معارضون إن الرئيس، الذي أصيب بجلطة العام 2013 ولم يظهر علنا إلا بضع مرات منذ ذلك الحين، لم يعد لائقا صحيا لتولي المنصب.
وأكد المحلل السياسي الجزائري ناصر جابي في حديث مع يورونيز ظهر اليوم السبت، أن الحديث عن تدهور الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة في هذا الظرف بالتحديد قد يكون تمهيدا للاعلان عن سحب ترشحه لولاية خامسة، وهو السبب الذي أشجج الشارع منذ حوالي أسبوعين من اليوم.
كما أكد أن مسيرات أمس الجمعة سواء من حيث العدد أو الشكل التي خرجت فيها الجماهير في كل ربوع الجزائر أربك النظام السياسي أو بالاحرى جماعة الرئيس بوتفليقة و قد يتم الاعلان عن انسحابه من السباق الرئاسي كليا، و هو ما أكد مصدرنا من رئاسة الجمهورية قبل قليل، حيث قال أنه سيتم نشر بيان من الرئاسة عبر القنوات الاعلامية الرسمية.
و حسب جابي هناك من سماهم بالجماعة غير الراضية، من الجيش و المخابرات، على الوضع المتأزم الذي أدخله قرار ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة و هو في ظرف صحي حرج، و قد تعمل هذه الأطراف قبل يوم غد الثالث من مارس، و هو تاريخ انتهاء المهلة الرسمية لايداع ملف الترشح أمام المجلس الدستوري، و حسب ما ينص عليه الدستور الجزائري، عن انسحاب الرئيس بوتفليقة نهائيا و اعلان خارطة الطريق، و التي ستحل على أساسها الحكومة و البرلمان و يشكل مجلس تأسيسي لقيادة المرحلة المقبلة.
و كما أشار أنه سيتم تكليف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بتولي قيادة الدولة لمدة 45 يوما، حسب الدستور دائما، مع الاعلان عن حالة عدم قدرة الرئيس على مواصلة تأديته لمهامه كرئيس للدولة.
إقرأ المزيد على يورونيوز:
انتخابات الرئاسة في الجزائر: يورونيوز تحاور المرشح والجنرال السابق علي غديري فماذا قال؟
شاهد: اعتقال عشرات الصحفيين في الجزائر من قبل عناصر الأمن
مصدر ليورونيوز: إقالة مدير الاستخبارات الداخلية بعد نشر اتصال بين مدير حملة بوتفليقة ورجل أعمال نافذ
و حسب ذات المصدر، يستبعد في الجزائر تدخل الجيش بشكل مباشر و على أن الحالة الراهنة للوضع السياسي في الجزائر، لا يمكن تشبيهها لا بالتجربة السورية و لا الليبية، و هي أقرب الي التونسية، و أن الجزائر و في داخل النظام نفسه رجال قادرون على ادارة المرحلة المقبلة سواءا من الجيش أو المخابرات و حتى الساسة. الا أن ناصر جابي يرى في الأمر ضرورة في الاسراع للاعلان عن حالة الشغور بشرط أن يواصل الشعب ضغطه على النظام من أجل رسم خارطة الطريق في أقرب أجل و قبل يوم غد ، و الاعلان عن الشروع في قيام المجلس التأسيسي الذي من شأنه قيادة المرحلة المقبلة تحت رقابة شعبية.
كما حذر جابي في نفس الوقت من تمسك النظام السياسي بصمته ازاء المستجدات التي تتسارع في الشارع الجزائري و على أن لا يلبس هؤلاء قناع الانتحاريين.
و في حديثه عن الحراك الشعبي، قال جابي أن النظام كان قد أخطأ في تقديراته بخصوص الشعب، و كان يظن لوقت قريب أن مطالب الشعب لا يمكنها أن تتعدى السكن و الشغل اي مطالب اجتماعية و اقتصادية فقط، مشيرا الي أن النظام اعتاد على حصر بعض المظاهرات التي كانت تخرج هنا و هناك و منذ سنوات في الجزائر و التحكم فيها و حتى تشويهها، و لكن بعد مسيرة الجمعة الأولى و خاصة الثانية أظن أن النظام قد وصلته الرسالة و أنهم قد أدركوا أن الشعب واعي بحقيقة ما يحدث من حوله، و على أنهم مجبرون الان للاصغاء اليه و الاستجابة لتطلعاته قبل فوات الأوان.
للتذكير، نشرت يورونيوز مساء أمس الجمعة خبر عودة طائرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من جنيف بدونه و استدعائه لمستشاره الدبلوماسي وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة للتفاوض معه حول امكانية تعينه وزيرا اولا للبلاد، حسب ما أكدته لنا مصدرنا الرسمية و الأمنية بالجزائر.
زينب بن زيطة - الجزائر